صحيفة المثقف

الله أكبر حي على الأياب

فاطمة الزهراء بولعراسحين يحتفي الكون بجنون

وتشرق الشمس بالحب كأم حنون

حين يبتسم البدر في كبد السماء

وينتشر الرحيق في كل الأرجاء

حين تزقزق  الطيور

تطير الفراشات وتدور

تهمي الأمطار بسخاء

حين تسكر الأرواح بالذكر وتفيض بالدعاء

يأتي طيفك كقرين

يوقظ في القلب أنغام الحنين

يفترش الفؤاد

يحدثني عن زمن المحبة والرجاء

يسحبني إلى جنتك الفيحاء

فأنزوي في غيمة الحزن أستظل بخيمة البكاء

يا فجيعة العمر المبثوث في كف السحاب

متى تحط الرحال وتلقي بأوتاد العذاب

عانَدني الدهر واقتلع راحتي وغاب

تاركا لي  آهات. وخيطا من سراب

انفضت ورود الروح من حولي

داسني الصقيع والقلب شاب

يا برد الليالي التي لاتنتهي

أعد لي لحظتي التي أشتهي

حيث أنا المليكة على عرش الحب

أستمرئ الدفء في حضن الأحباب

باصقيع الدهر والموت الزؤام

لم عبثت بأحلامي وصفقت وراءها كل الأبواب

أحكمتها برتاج الألم

وغادرت في ليلة كان مقدارها تباريح السقم

لن تجيب عن حيرة الروح

لن تنتفض حين تراها تنوح

لن تعبأ بأنيني وحنيني

لن تنظر إلى الوراء

لن تدقق الحساب

ستمضي كما الليالي والأيام

تدوس على القلب عاما بعد عام

والعمر يتسرب من بين أظلعي

يقطر بالمآسي والآلام

حين يحتفي الكون بجنون

أنزوي في ركن القلب القصي

أذكر نورك البهي

فأغمض عيني كي لا أراني

وأحلم بعناقك الشهي

فرغ القلب والدرب مطبات وحفر

هل أطمع في لحظة ينتشي فيه العمر

هل سأنام يوما على صوتك الشجي

أتصالح مع الأيام

يصافحني الدهر

طال انتظاري ومل الصبر من صبري

تكدس ظلام الليالي الموحشة في صدري

وما كنت هنا لترى اندثاري

وتشهد قهري

أنا صديقة الحزن والانتظار

مازلت أحصي دقائق الليل والنهار

بشعري أعمر الغياب

وأرقب فجرا  يؤذّن

حي على العودة

الله أكبر

حي على الأياب

***

فاطمة الزهراء بولعراس

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم