صحيفة المثقف

سقوط.. قصص قصيرة جدا

سليمان ـ عميراتتكريم

بحثَ عن يومٍ مميزٍ في ذكرياته، كانت أيّامه متشابهة، حتى تلك التي حققَ فيها نجاحًا وانتصارًا كان وحيدًا، جاءَهُ يومٌ مميزٌ حين تذكره أصدقاؤهُ، كان هو غائبًا.

**

جزاء

ابيضتْ حبيبتاه، قطعُوا جناحيهِ، صادقه المرضُ طويلا، لما اِلتفوا من حولِهِ، أوصى لهم، في قيدي حياةٌ وفي موتي حرية.

مرَّرَ شريط ذكرياته، رأى له أنيابًا حادةً في الحربِ وفي السلمِ عنقًا طويلاً، كل ما نهبَ ذهبَ إليهم، اِبتسموا له وشجعوه، سوف تقومُ وتبقى يدك مفتوحة لنا، تقدم الطبيب ليعلن انتهاءَ وقتُ الزيارة الأخيرة.

**

عرب

طلتْ من النافذةِ، أبصرتْ ثلاثة وعشرون وجهًا متثائبًا، تداخلت ملامحهم المميعة، كل يرقصُ على لحنهِ، اِختلفتْ الخطوط والألوان، تناثرتْ الأوراق، رسموا ضادًا واحدًا، علقوهُ على أطرافِ الشجرةِ.

**

سقوط

تاقتْ لمنزلها الأبيض، أطلتْ من شرفةِ العمارة لتراهُ، ضاع مع سقوف المدينة القِرمِزية، رأت أخاها يلوّح لها من أسفل العمارة، نادته، تأخرتْ، هوتْ من الطابق الرابع، قبل أن يرتطمَ رأسها بالأرضِ قالت: "آه، نسيتُ أن درابزين منزلنا مكسور".

فتحتْ عينيها فوجدتْ نفسها على الأرض تتخبط في ملاءة بيضاء، يكشف عنها الغطاء لتجدَ زوجها يصرخُ قائلا: "ألم تنتهِ من كوابيسكِ هذه".

***

بقلم: سليمان عميرات

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم