صحيفة المثقف

أيتها الأرض

فتحي مهذبأيتها الأرض

يوما ما سأكون وجبتك المميزة..

ستلتهمين قلبي مثل شطيرة بيتزا

لكن حذار ثمة مواد سامة

دسها أصدقاء أثيرون في أذينه الأيمن..

ثمة غراب ميت داخل أذينه الأيسر

ثمة حمامة بيضاء عالقة في الشريان التاجي..

أعلم جيدا أن أسنانك غزيرة وحادة مثل أسنان القرش الأبيض..

لكن أرجوك ستجدين حبلا طويلا

في رأسي ..

كان يساعدني ليلا في الصعود

الى سماء سنواتي الأولي

حيث لا شيء غير الجمال المطلق

حيث لم تزل ذئاب الشك صغيرة

وهشة ..

لم تقطف حملان يقيني بشراسة..

أحيانا أصنع منه أرجوحة

لألهو مثل صوفي حذو أريكة الله..

أرجوك أنزعيه بلطف

لئلا تهاجمني موسيقى حزينة جدا

لئلا تندلع ذكريات حارقة في غابة رأسي..

خذي عطر عيني العميقتين

ورشيه على المارة النائمين

ليستيقظ في أرواحهم نيزك الأسئلة..

هبي أصابعي الجافة لبستاني

ليزرعها في الحديقة مثل عيدان غريبة تجلب الحظ والمطر

لشجرات الفستق ..

أطردي الحشرة الملعونة

التي تطن في حنجرتي..

التي سببت موتا مبكرا لمنظرين

كبار زاروا قلعة روحي البعيدة..

هبي قدمي المتعبتين لأول ظربان

يتهجى شاهدة قبري

ويحاول الحصول على حصته من الغنيمة..

أيتها الأرض طبي خاطرا

سأسكن جسدا آخر

جميلا ومتماسكا وخاليا من أفاعي الأصدقاء..

في مكان ما من هذا العالم المليئ

باللاشيء .

***

فتحي مهذب

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم