صحيفة المثقف

تسفيتانكا إلينكوفا.. كتاب ذو نهاية مفتوحة

خيري حمدانولدت الأديبة تسفيتانكا إلينكوفا في العاصمة صوفيا عام 1968، صدر لها أربع مجموعات شعرية وكتاب يضمّ نصوصًا نثرية عن البلقان بعنوان "الوقت والعلاقة – 2007". قصائدها مترجمة لما يزيد على 20 لغة عالمية. نشرت بعض أعمالها في مواقع أدبيّة هامّة في الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا مثل “Absent”, “Poetry Review” وغيرها. شاركت في العديد من المهرجانات الأدبية في صربيا وسلوفانيا وألبانيا واليونان. تترجمُ كذلك من اللغة الإنجليزية واليونانية والمقدونية. ترجمت العديد من الشعراء اليونانيين والإنجليز وشعراء الهند القدامى. رشّحت لنيل جوائز أدبية عديدة. النصوص المترجمة من ديوانها الأخير الحركة السابعة II".

Книга с отворен край

كتابٌ ذو نهايةٍ مفتوحة

هل يمكنُ للنهرِ أن ينسابَ؟ هل يمكن للبحرِ أن يصبّ مياهه؟ هل يمكنُ للريحِ أن تهبّ كلّها؟ هل يمكنُ للموتِ أن يموت؟ نعم، هذا ممكنٌ إذا ما تركتَ كلّ هذا خلف ظهرك، كما المشهد المطلّ من نافذةِ القطارِ حينَ تجلسُ في القمرةِ في الاتجاهِ المعاكسِ لسيرِ القطار. يطالُك المشهدُ، تتداخلُ المناظرُ فيما بينها، قممُ قبّعاتِ الحوريات، دمىً روسية – ماتريوشكا. وترى بداياتِها دون غيرِها. إبيقور قالها من قبل: "إذا لم أتواجد بعد موتي فإنّ الفناءَ لا يعنيني". تراكمُ الألوانِ. الكتابةُ كأنّها لم تكتمل.

Смъртта

الموت

حلمتُ بالموتِ، غيرَ مؤلمٍ، كأنّه وخزةٌ تمرّ امتدادًا للحياةِ في النوم، في الخيالِ الذي يسبقُ الهجوع. كما حدقةِ العينِ تتّسعُ وتضيقُ حينَ تلتقي خيوطُ الأشعّةِ الأولى. تدوسُ بدّالةَ البيانو بعد أن تنتهي من عزف الكورد الأخير. تحسنُ القيادةَ والتحكّمِ لكن ليس بجسدكِ بل بوعيِك. الموتُ تخديرٌ لكنّه موضعيّ، لذا فإنّ الجسدَ هو العربةُ المهشّمة في مكانٍ ما في الخلف، الهشيمُ كأنّه أشدُّ وطأةً من الكمد. تطفئ جسمَ الإنارةِ أو تضيئَه حسبَ الحاجة.

Поетите с броеници

الشعراء بالسبّحات

يقيسون المستقبل، وقد تحقّقَ في أشجارِ الصنوبر، التي تبدو متشابهة، على الرغم من أنّها قد مدّت فروعَها بسنتيمتر واحدٍ أطولَ من العامِ الماضي. وأنتِ تبدين هكذا مختلفة في حضرةِ الصنوبر، مع أنّك قد نَمَوتِ بمعدّل سنتيمتر واحدٍ حتّى سنّكِ السادسة عشرة. لمَ تبدو هذه الأشجارُ دومًا قاصرة، مع أنّها لا تتوقّف أبدًا عن النمو؟ لا تتوقّف عن الحركة مع أنّها في واقع الحال ساكنة. حتى تنزّ الصمغَ من قشرتِها، يصنعون منه زيتَ الصمغِ بلونِ الكهرمان، قطرة منه تجلب الحظ. الشعراءُ  بالسبّحات يموتون شبابًا.

 

ترجمة وتقديم: خيري حمدان

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم