صحيفة المثقف

دغدغة حلم

حمودي الكنانيفي حانة أفكاري

تزدحم الزبائن من مدمني

نبيذ الخيبات

فكوني قصيدة نثر

مكتنزة الأرداف رشيقة القوام

واكشفي عن وجهكِ البستان

وابتسمي

فايامُك البيضاء

ماعاد رنينُ أجراسِها يُرقّص صبايا المحلةِ

ويرقق قلوب شيوخها الحالمين بصوتِ رباب

أو حتى نشيجِ ناي

إكشفي عن ساقيكِ

فانا لستُ سليمان

ولا أنتِ بلقيس

فصرحنا الممرد بقوارير الرخاء

عبثت به أيادي مدَّعي النضال

وسارقو خبز اليتامى

وأرامل الحروب

إكشفي عن وجهك الناصع البياض

وافتحي لي سفرك ليحكيَ لنا ما وُعِدنا به

صدقاً

علَّنا نقرأُ تباشير الفرح

مستمتعين باسترجاع

ما فاتنا من تفاصيل

أحلامنا العريضات !

تواريتُ خلفك

أنشد ظلك الظليل

ألوذ به عن

صاخبات أيامِهِمُ السوداء

لا تتركيني وسط الزحام أتلصص

أبحث عن ضلالة في ساعةٍ وقحة

أنظري

تلك الشجرة

شجرة اليوكالبتوس

تلك التي تستظل عندها العنادل

ودار استراحة اليمام

تلك ليست ببعيدة فدعي

عصافيرها تهدهد في مقلتيك

بياض الحليب

فحافلة أحلامنا أغرقها إعصار الأوهام

وظلت قافلةُ الأعرابِ

أولها بعير

آخرها بعير

وأنا وأنتِ..... لنقف  هناك

نتأمل وجوهَ المارة على شرفات التمني !!

الوجوه المستطيلةُ لا تعني شيئاً

الوجوه المدورةُ أقراصٌ من نار

الوجوه ..... الأشباه

الوجوه ......؟ تلك المقنعة ،

وجوهٌ تلبسها وجوهٌ أُخرى .

تمرُّ .......مكفهرة  .

حتى وجه الشمس ذلك الذي

يتربع كبد  السماء

يكاد هو الآخر يسرق حصتنا

من شعاع الفرح

أيتها المتلبسة بإيهامي

كفاك تسترا

تعالي نمضي معا

أترين تلك الغمامة،

غمامة القادمين الجدد؟

لا بد يوما تنقشع

ويخضوضر قلب العشب

لتستريح الكراكي المهاجراتُ

عند أهوارنا العتيدة

ونفرح  جميعا

بعودة أسراب السنونو لأعشاشها القديمة

و يضحك القمرُ لوجهِ الأرض

وترقص البُنياتُ الحلوات

(شوشلية)

***

حمودي الكناني

كربلاء 25 آب 2019

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم