صحيفة المثقف

تفشي المخدرات في ظل غياب الحلول

ضياء محسن الاسديأن ظاهرة تعاطي المنشطات والمؤثرات العقلية التي تسمى المخدرات بأنواعها المتعددة أصبحت ظاهرة خطيرة تفتك بشدة وتنتشر في المجتمع العراقي كالهشيم بالنار وأصبح لها رواجا وتداولا بين الشباب في العلن وشبه السر بعد ما كان العراق ممرا آمنا للدول المجاورة له وفي وقت من الأوقات كان سوقا مزدهرا لهذه المخدرات وهي تتفشى بسرعة فائقة بين أوساط الشباب والمناطق التي بدون رقيب حكومي ولا قانوني لكن المصيبة الكبرى والطامة التي تقض مضاجع الأسرة العراقية حاليا هو الخوف الكبير من هذه الظاهرة الجديدة المجهول نتائجها وحلولها وبهذه القوة والخطورة على مستقبل جيل العراق الحالي والقادم وهي تغز مجتمعنا ولا يمكن السيطرة عليها إذا بقيت بدون حلول حقيقية واقتصارها على الحلول الترقيعية من قبل الحكومة في مكافحتها حيث أصبح العراق أرضا خصبة لزراعة الأنواع النباتية منها وفي أراضي شاسعة منه بعيدة عن عين الرقابة ويد القانون والسلطة وحتى لا نبخس حق رجال الشرطة هناك حراك كبير ومثمر في بعض الأحيان في القبض على المستوردين والرؤوس الكبيرة والمتعاطين والإطاحة بهم بين الحين والآخر والإطاحة بعصاباتها العتيدة التي لا ترعو في جر الشباب إلى شراكها القذرة وتدميرهم شخصيا ونفسيا وجسديا بعدما أخذت الحروب منه مأخذا والإهمال الحكومي المتعمد لهذه الشريحة الخاصة المهمة جدا من فئات الشعب وهم في مراحل عمرية خطرة وحرجة وتحويل العراق إلى وسط متقبل وسوق مفتوح لهذه البضاعة والتجارة المربحة لتجار المخدرات يسعون من خلالها تدمير العراق بكلفة أقل من الحروب التقليدية وتكاليفها الباهضة الثمن واستنزافها المال والرجال لذا شرعوا باب تجارة المخدرات مفتوحا أمام الشباب العراقي وضرب عقيدته وكيانه ونفسيته وكيانه الإنساني ليصبح إنسانا مجرد من الشعورية خارج نطاق السيطرة عليه وجعله بدون فائدة ترتجى منه في المجتمع بل على العكس أصبح مصدر ومرتع للجريمة والقتل في داخل الأسرة وخارجها حتى أصبحت الأسرة الواحدة من ضحاياها ومسرحا لها . وفي الاتجاه المقابل نرى هذا الإهمال والتجاهل الحكومي لأبسط الحلول الحقيقية للحيلولة من انتشار هذه الظاهرة وتفشيها وإن لم يكن القضاء المبرم عليها في الوقت الراهن لكننا لم نرى على أرض الواقع والملموس بوادر تصب في هذا الاتجاه لتحصين الشباب منها بإجراءات حكومية تساهم في تعويض شريحة الشباب من الانغماس في مستنقع هذه الظاهرة وتعاطيها من خلال برامج مدروسة وعلى أرض الواقع منها توفير الظروف الملائمة للعيش الرغيد بأبسط متطلباته وتوفير فرص العمل للشباب الذين يفترشون ساحات البطالة والمقاهي وكذلك تحسين الواقع التربوي والاعتناء به وليساهم في احتضان الطلبة والحفاظ عليهم من ترك مقاعد الدراسة مبكرا بإجراءات خاطئة في المناهج التدريسية وعدم الاهتمام بظروف الطلبة وخاصة في المراحل الإعدادية والمتوسطة والجامعية التي تخرج جيل تلو الجيل بدون فرص عمل تستوعبهم حتى أصبحوا عرضة للمؤثرات الاجتماعية الطارئة على المجتمع العراقي أن عدم انتشال هذه الشريحة من براثن تعاطي المخدرات يجعل من المجتمع العراقي مرتع للجريمة وخسارة كبيرة للشباب الذي نحن بأمس الحاجة إليه في هذه المرحلة والمراحل المقبلة كيد ضاربة للأعداء والإرهاب والأجندات الخارجية التي تحاك ضدنا . فعلى الحكومة العراقية إذا كانت جادت في مسعاها وتفكيرها وضع أسس ومخططات حقيقة وواقعية التطبيق لرفع المستوى المعيشي للفرد والأسرة العراقية ورفعها عن مستوى خط الفقر بتوفير الوظائف لأبنائها وتدوير عجلة المعامل والمصانع المعطلة وتوفير السكن اللائق لكل فرد من العراقيين كي يعوض الشباب فشلهم في الحياة من خلال تعاطيهم المخدرات وملأ الفراغ لديهم بالعمل والعطاء المثمر فالمرحلة الحالية تستدعي إلى الحيطة والحذر والسعي الجاد لحل هذه المعضلة التي طال انتظارها وحلولها من قبل الحكومة الحالية واللاحقة.

 

ضياء محسن الاسدي 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم