صحيفة المثقف

جائزة نوبل الأدبية لمن؟

عامر كامل السامرائيفي العاشر من أكتوبر من هذا العام سيتم الإعلان عن أسماء الفائزين بجائزة نوبل للآداب. وسيتم في الحقيقة الإعلان عن جائزتين. الأولى لعام 2018 "والتي تم حجبها بسبب الفضائح التي أحاطت بالأكاديمية السويدية"، والثانية لهذا العام 2019.

ففي ربيع عام 2018 أقدمت لجنة التحكيم على خطوة استثنائية، عندما أعلنت عن عدم منح أي شخص جائزة الأدب التقديرية، استجابة لصراعات السلطة الداخلي وقضايا التحرش الجنسي الفاحشة التي تم الإعلان عنها آنذاك.

فمنذ الحرب العالمية الثانية كانت السنة الماضية هي المرة الأولى في تاريخ جائزة نوبل، التي لم يتم فيها منح الجائزة على الرغم من أنه يجب منحها سنوياً. لقد صرح السيد كارل هنريك هيلدين، رئيس لجنة نوبل قائلاً: عندما تؤثر هذه المسألة الخطيرة على عملية صنع القرار وتضع علامة استفهام كبيرة خلف مصداقية الجائزة، فمن الممكن تأجيل منحها، وليس حجبها. كما جاء في بيان نُشر على موقع جائزة نوبل، ذكر أيضاً أن الفضيحة المحيطة بالأكاديمية السويدية كان لها تأثيراً سلبياً عاماً على الجائزة وأن هذا القرار كان ضمانة لمكانة الجائزة.

على صوت الفضيحة الأولى في تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2017 عندما نشرت صحيفة سويدية مقالاً عن المصور جان كلود أرنو اتهمته فيها بالتحرش الجنسي على 18 امرأة، والذي تربطه بالأكاديمية روابط كثيرة، فقد كان و زوجته كاتارينا فروستنسون عضوان في الأكاديمية. وكانت زوجته تتمتع بعلاقات صداقة قوية مع العديد من الأعضاء. وكانا بنفس الوقت صاحبي المنتدى الثقافي في العاصمة ستوكهولم، والذي كان مدعوماً مادياً من قبل الأكاديمية السويدية. كما تم الكشف والإعلان عن شكاوى تم التكتم عليها لأكثر من عشرين عاماً.

أما القشة التي قصمت ظهر البعير في سلسلة الفضائح فقد جاءت عندما أجبَرَ أعضاء آخرون سارة دانييل، أول سكرتيرة دائمة للجنة، على الاستقالة. ورداً على ذلك قامت السيدة سارة بقطع جميع علاقات الأكاديمية بالمصور آرنو، كما حاولت اتخاذ إجراءات قانونية ضده.

كما أثارت استقالتها احتجاجات جماعية داخل المؤسسة، وادعى الكثيرون أن الذي دفعها لذلك هو شعورها بالذب اتجاه كل ما حدث. ونتيجة لتلك الأحداث استقال المزيد من الأعضاء، ولم يبقى منهم سوى عشرة أعضاء، لم تكن لديهم الصلاحية الكافية على تعيين أعضاء جدد، كما تنص عليه لائحة القوانين وقواعد اللجنة. وبما أن العضوية كانت مدى الحياة فلم يتمكن بقية الأعضاء من الاستقالة رسمياً، وإنما توقفوا عن المشاركة الفعلية في نشاطات اللجنة.

وإنقاذاً للموقف فقد أقدم راعي الأكاديمية غوشتاف كارولي السادس عشر، والذي صرح "إنه كان يراقب الأحداث بقلق بالغ"، على تغيير قواعد المؤسسة، وتشريع بند جديد يسمح بموجبه للأعضاء بالاستقالة، وكذلك إمكانية استبدال الأعضاء الذين تغيبوا عن المشاركة لأكثر من عامين بأعضاء آخرين جدد. أعضاء الأكاديمية السويدية الجدد الذين تم تعيينهم متفائلون بشأن الإعلان عن الجائزة في 10 أكتوبر 2019.

أما مكاتب المراهنات والقمار مثل Ladbrokes و Nicerodds فلم تبدآن بعد في التخمن والمراهنة.

لذلك أود هنا أن أعرض للقراء الكرام والمهتمين بهذا الموضوع بعض الأسماء اللامعة والموهوبة حقاً والملفتة للنظر، ولهم شعبية أكثر لدى القراء والمتابعين، عسى أن نستطيع تخمين من هو الكاتب والشاعر، اللذين سيتم الكشف عن اسمهما بعد أيام.:

1- جويس كارول أوتس: ()كاتبة أمريكية ولدت عام 1938 تقوم بتدريس الأدب في جامعة برينستون منذ عام 1978.

2- خافيير مارياس: (Javier Marías) روائي ومترجم وكاتب مقالات، ولد عام 1951 تُرجمت رواياته إلى العديد من اللغات، وحصل على الجائزة الوطنية في  سنة 2012، غيرأنه رفضها.

3- كلاوديو ماجريس: (Claudio Magris) باحث ومترجم وكاتب إيطالي، ولد عام 1939. كان عضوا في مجلس الشيوخ عن فريولي فينيتسيا جوليا من 1994 إلى 1996.

4- ميلان كونديرا: (Milan Kundera) كاتب وفيلسوف فرنسي من أصول تشيكية، ولد عام 1929 لأب وأم تشيكيين. لم يُعرف كونديرا ككاتب هام إلا عام 1963 بعد نشر مجموعته القصصية الأولى غراميات مضحكة.

5- مارغريت آتوود: (Margaret Atwood) كاتبة وشاعرة وناقدة أدبية كندية. ولدت في 18 تشرين الثاني 1939 وهي أحد أهم كتاب الرواية والقصص القصيرة في العصر الحديث. حازت على جائزة آرثر سي كلارك في الأدب والعديد من الجوائز والأوسمة الرسمية في كندا وولاية أونتاريو.

6- عاموس عوز: (Ámosz Oz) كاتب وروائي وصحفي إسرائيلي، كما أنه بروفيسور في الأدب في جامعة بن غوريون في بئر السبع. ولد عام 1939 وتوفي عام 2018. مُنذ عام 1967 اعتبر من أبرز الدعاة والمؤيدين لحل الدولتين من أجل انهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

7- يماماندا نغوزي أديشي: (Chimamanda Ngozi Adichie) كاتبة نيجيرية الأصل. ولدت عام 1977 في نيجيريا نشرت العديد من الكتابات. من أكثر أعمالها نجاحاً هي ثلاث روايات باللغة الإنجليزية، زهرة الكركديه الأرجوانية، نصف شمس صفراء، أمريكانا.

8- دونالد ديليلو: (Don DeLillo) روائي أمريكي ولد عام 1936. كاتب قصصي ومسرحي، وكاتب سينمائي. غطت أعماله مواضيع متنوعة مثل التلفزيون والحرب النووية والرياضة وتعقيدات اللغة وفن الأداء والحرب الباردة والرياضيات وظهور العصر الرقمي والسياسة والاقتصاد والإرهاب العالمي.

9- آدم زاغايوسكي: (Adam Zagajewski) شاعر وروائي ومترجم وكاتب مقالات بولندي ولد عام 1945. حصل على جائزة نويشتاد الدولية للأدب لعام 2004، وجائزة غريفين للشعر لعام 2016، وجائزة أميرة أستورياس للأدب لعام 2017. يعتبر أحد الشعراء البارزين في جيل "68" أو ما تسمى الموجة البولندية الجديدة (البولندية: Nowa fala) وهو أحد أبرز الشعراء المعاصرين في بولندا.

10- فيليب روث: (Philip Roth) كاتب روايات أمريكي ولد عام 1933 وتوفي عام 2018. اشتهر وحصد الاهتمام مع بدايات عام 1959 عندما كتب رواية «وداعا كولومبوس»، وهي صورة عن الحياة اليهودية الأمريكية، والتي حصل بها على جائزة الأمريكية القومية للكتاب والرواية. روث هو أهم الكتاب في الولايات المتحدة في جيله: فقد حصل مرتين على جائزة الكتاب الوطني، ومرتين على جائزة النقاد الوطنية للكتاب، وثلاث مرات على جائزة PEN / فولكنر. حصل على جائزة بوليتزر للعام 1997.

11- إسماعيل قادري: (Ismail Kadare) كاتب ألباني ولد عام 1936، بدأ الكتابة في منتصف الخمسينيات ونشر بعض القصص القصيرة في الستينيّات حتى نشر قصيدته الأولى جنرال الجيش الميت، عام 1996 أصبح إسماعيل عضواً مدى الحياة في أكاديمية العلوم السياسيّة والأخلاقيّة الفرنسيّة، فاز بجائزة بوكر الأدبية عام 2005 وجائزة أمير أستورياس عام 2009، كما رشّح أكثر من مرّة لجائزة نوبل للآداب، وأعماله ترجمت لأكثر من ثلاثين لغة.

12- موراكامي هاروكي: (Murakami Haruki) كاتب ياباني ولد عام 1949 في مدينة كيوتو. لاقت أعماله نجاح باهراً حيث تصدرت قوائم أفضل الكتب مبيعاً سواء على الصعيد المحلي أو العالمي وترجمت إلى أكثر من 50 لغة. حصل موراكامي أيضاً على عدة جوائز أدبية عالمية منها جائزة عالم الفنتازيا (2006) وجائزة فرانك أوكونور العالمية للقصة القصيرة (2006) وجائزة فرانز كافكا (2006) وجائزة جائزة القدس (2009). من أبرز أعماله رواية مطاردة الخراف الجامحة (1982) والغابة النروجية (1987) وكافكا على الشاطئ (2002) وإيتشي كيو هاتشي يون (2009 - 2010). يُعد موراكامي من أهم رموز أدب ما بعد الحداثة. كما وصفته مجلة الغارديان بأنه "أحد أعظم الروائيين في يومنا هذا" بسبب أعماله وإنجازاته.

13- أدونيس: (علي أحمد سعيد إسبر) المعروف باسمه المستعار أدونيس. ولد عام 1930.  شاعر سوري تبنّى اسم أدونيس (تيمناً بأسطورة أدونيس الفينيقية). درّس في الجامعة اللبنانية، ونال درجة الدكتوراة في الأدب عام 1973 من جامعة القديس يوسف، وأثارت أطروحته الثابت والمتحول سجالاً طويلاً. بدءاً من عام 1955, تكررت دعوته كأستاذ زائر إلى جامعات ومراكز للبحث في فرنسا وسويسرا والولايات المتحدة وألمانيا. تلقى عدداً من الجوائز العالمية وألقاب التكريم وتُرجمت أعماله إلى ثلاث عشرة لغة.

14- نغوغي وا ثيونغو: بلغة الكيكويو (Ngũgĩ wa Thiong’o) أو جيمس نغوغي كاتب كيني ولد عام 1945، كان يكتب باللغة الإنجليزية، واتجه الآن إلى الكتابة بلغته القومية (الكيكويو). كتب الرواية والمسرحية والقصة القصيرة، كما كتب مقالات أدبية واجتماعية، وكتب في أدب الطفل. هاجر إلى الولايات المتحدة بعد تعرضه للسجن في بلاده ما يربو على العام. حصل على عدة جوائز أدبية. من أعماله، لا تبكِ أيها الطفل، حبة حنطة، بتلات الدم، شيطان على الصليب.

15- بيتر ناداش: (Nádas Péter) كاتب روائي ومسرحي مجري ولد في بودابست عام 1942. درس الصحافة وفن التصوير في الفترة ما بين 1961 و 1963، وعمل بالصحافة والكتابة الدرامية والتصوير. وتفرغ منذ عام 1969 للأدب والمسرح. من أعماله، كتاب الذكريات” عام 1986، وثلاثيته قصص متوازية والتي استغرق في كتابتها ثمانية عشر عاما، وعن روايته “كتاب الذكريات” وصفته الناقدة سوزان سونتاغ بأنها" أعظم رواية كتبت في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية".رواية "نهاية قصة عائلية" عام 1998، رواية "الحب" عام 2000. و "المعرفة والنار".

16- كراسناهوركايي لاسلو (Krasznahorkai László) روائي مجري من مواليد 1954، فاز بجائزة مان بوكر الدولية عام 2015 عن رواية “ميلانخوليا المقاومة صدر له 8 روايات تشتهر رواياته بالسوداوية ووصف مرارة الواقع. من أشهر أعماله رواية ميلانخوليا المقاومة، والصادرة عام 1989. فازت الرواية بجائزة أفضل عمل روائي يصدر في ألمانيا لعام 1993. قالت عنه سوزان سونتاغ Susan Sontag أنه غوغول المجري وملفيل في الكتابة. كان صديقا للشاعر الأمريكي ألين غينسبرغ Allen Ginsberg الذي ساعده على إتمام رواية الحرب والحرب أثناء إقامته في نيويورك.

 

بقلم: عامر كامل السامرّائي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم