صحيفة المثقف

لم يسفر الصباح بعد

شلال عنوزفي طريق سارت عليه أرجل القدر

وأقدام الباحثين عن الوصول

أكلته أنياب الخيبات

عاث فيه ليل الحروب .. مراهقة الساسة

وجنون طالبي السلطة

فبات يشكو عريه

لقسوة الخطى المطلّقة المصير

رقصت عليه خلاخل النسوة

في زفاف المواسم  المشتعلة بأجناس الضجيج

نامت على سفوح ثآليله  حُفَر الوجع

وسرقت تباشيره بشاعة الفقر وجور السلاطين

تذكّر غنج الصبايا الطوّاشات ...غناء القرية وحلم أبيه

تلمس تميمة أمّه التي زيّنت بها جيده

في مساء أخرس

تذكر آخر رواية استعارها من مكتبة المدرسة

وأشعار (عمر أبو ريشة) المتيّم بها حدّ الهوَس

كان يصدح بها صباحا

عند اصطفاف طلاب المدرسة في ساحتها اليتيمة

تذكر السير الجنائزي لتوديع عزيز رحل

بكاء العجائز ... صراخ النسوة

كان دلال (نجمة) يدغدغ عبثه الطفولي

ويبث فيه نسغ الوله بالنساء

النخلة المنفردة على حافة الطريق

يراها  كما فارقها قبل خمسين عاما

كانت (نجمة) تستظل بها وهي تنتظر عودته من المدرسة

تحت ظل هذه النخلة طبع أول قُبلة على خدها الطفولي

ثم توالت  القُبل على الشفاه العطشى

يارب لماذا ندمن عشق النساء

وننسى كل شئ بأول ابتسامة من حسناء ؟

آآآآآآآه كم أوغل فيك الزمن ومازلت تتذكّر

مُذ زمن كنت وأنت تسير على همهمات وجع الطريق

تحلم  بالمرآة العجيبة لتغيّر نوازع الشر

تجتثها من القلوب والنفوس كي ينتصر الحب

أنت الآن بلا مرآة تريك أخاديد بؤسك

سَلبت قساوة الزمن وجهك ووجه المرآة معا

أنت الهمس المأزوم في صداع الأزمنة

وشفرة الناي في سُلّم موسيقى الموت القسري

أنت بقايا من شهيق حسرة وزفير يحترق

أنت وحدك ...

تقاوم الغرق بمجداف السلام

كي ينتصر الصباح

ولم يُسفر الصباح بعد ....

***

نص / شلال عنوز

النجف الأشرف : 7-8-2019

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم