صحيفة المثقف

ثورة الجياع وصمت الصّامتين في بلد الديمقراطية.. موت متجدد

سعد الساعديفي خضم التطورات المتلاحقة منذ الامس والى الان على الساحة العراقية بعد اندلاع تظاهرات عارمة في عموم البلاد، اتفقت تصريحات المسؤولين جميعاً على أن التظاهر حق سلمي، ولا ينبغي استخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين.

من جانبه قال علي البديري في مقابلة متلفزة وهو نائب برلماني عن تيار الحكمة واصفاً التداعيات واسبابها:

ان "العراق يتوفر فيه جميع مقومات النهوض بالقطاعات الصناعية والزراعية لكن القائمين على الواجب التنفيذي اعمى عيونهم الفساد وجعلهم يحاولون بشتى الطرق تدمير الاقتصاد والابقاء على حالة الفقر والبطالة بين ابناء الشعب"، مبينا ان: "البطالة اصبحت لا تطاق والشعب يموت من الجوع وبنفس الوقت فان ابسط المعامل التي كانت موجودة بالنظام السابق للتصنيع العسكري لو تم اعادة تفعيلها ستخدم المجهود الحربي من جهة وتوفر العمل لعشرات الاف الشباب العاطل، لكن عدم وجود الرغبة والارادة الحكومية والحزبية لتحقيق ذلك انهى العملية السياسية بشكل تام". هل هذا تصريح عابر لنائب في البرلمان؟

مثل هذه التصريحات يسمعها ابناء العراق يومياً وهم يتأملون بإنصافهم وتحقيق رغباتهم بالعيش الكريم الذي يحفظ حقوقهم والقضاء على البطالة المتفاقمة بوجود ملايين الخريجين وحملة الشهادات العليا العاطلين، وعدم توزيع الثروات بشكل عادل ومنصف على المواطنين لكنهم لا يجدوا إلاّ صمتاً ومخادعة، وإبر مخدرة تحاول ثنيهم عن مطالبهم المشروعة، ولما لم تنفع تلك الوسائل جُوبه المتظاهرون بالرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع ما ادى لاستشهاد بعضهم وسقوط مئات الجرحى خلال اقل من ساعة، ومازال الموت مستمراً.

السؤال المهم هو: من يوعز بقتل المتظاهرين – وليست آخرهم طفلة صغيرة - طالما جميع اركان الدولة المسؤولين يقولون ان التظاهرات السلمية حق مشروع  أقرها الدستور في بلد الديمقراطية التي باتت حبراً على ورق؟

من يتحمل مسؤولية الصراع على السلطة وجميع القوى السياسية لم تحرك ساكناً سوى التصريحات البراقة؟ هل هو الشعب، ام هناك أيادٍ خفية تحرك الدمى الاصطناعية؟

لماذا اوقفت مواقع التواصل في بغداد وقطعت جميع المنافذ المؤدية للعاصمة من بقية المحافظات؟ ولماذا وجود الملثمين بين صفوف القوات الأمنية وهم مع غيرهم من يطلق النار؟ هل جاءنا رجال من الفضاء؟

وبتزايد الكثافة النارية ضد المتظاهرين، تتزايد اعدادهم آلاف بعد آلاف، وكلما زاد الرد الناري يزداد الرفض بانسحاب التظاهرات الخالية لحد الان من قيادة موجهة؛ مجرد ثورة عفوية شعبية بعيداً عن كل التوجهات لتتصاعد ساعة بعد أخرى، وتزداد حدة الاضطرابات!

كل عواجل الاخبار تقول: مازال اطلاق الرصاص الحي، والغازات المسيلة للدموع ضد المتظاهرين، هل هناك نية لجرّ المتظاهرين وابناء الشعب الواحد لحرب اهلية وفوضى لا تعرف عقباها؟

 

بغداد/ سعد الساعدي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم