صحيفة المثقف

في حضرة الشهيد

عبد الاله الياسريلصوتـِكَ لا لمَنْ صمتـوا البقـــاءُ

إِذنْ أَولَـى بهــــمْ منــكَ الرثــــاءُ

 

عليــهـــمْ لا عليـــكَ بكيـتُ حزناً

وهانــتْ  بالدمــــوعِ الكبريــــاءُ

 

ومــا معنَى البكــاءِ عليــك حيَّا ً؟

عليهــــمْ كلَّمــا ماتــوا البكــــــاءُ

 

لئِـنْ أَشــقـاكَ صمتُهُــــمُ بعـيــشٍ

فقـد أَشــــقاهــمُ منــــكَ النـــــداءُ

 

وإِنْ آذوا خُطـاكَ فليــس عُجْبَـــاً

لأنَّهــمُ الصخـــورُ وأَنـتَ مــــاءُ

 

وإِنْ كنـزوا وما اسـتغنوا لصُغْـرٍ

فلـم تكنـــزْ وأَغنـــاكَ الإِبـــــــاءُ

 

وإِنْ ســـاووكَ والموتَى بـقــــولٍ

فَهُــــمْ ،بالفعـلِ،والموتَى ســـواءُ

 

لـقــد ذلَّـــوا وأَقـصَى المـوتِ ذلٌّ

بـــه الأَحيــاءُ يَدفنـُــها انحنـــــاءُ

 

فأَين جبـــالُ عـزِّكَ مـن رمــــالٍ

لأَقــــزامٍ يُـذرَّيــــها الهـــــــواءُ؟

 

وأَين فـراتُ عمــرِك من سـرابٍ

لأَعمـــارٍ عــواقبـُهـــا هبــــــاءُ؟

 

بحسبـِكَ مجدُ عطـرِكَ من حيــاةٍ

وإِنْ وارَى أَزاهـــرَك الشـتــــاءُ

 

ولـو لــمْ تُغْنَ عـن جســـدٍ بوَعيٍ

لأجَّــلَ مـا بذمَّتـِـــكَ القضــــــاءُ

 

أَمتَّ الجســـمَ قبـــل الموتِ عـزَّاً      

وأَعجلَـــه الـى القبـــرِالذكــــــاءُ

 

أَعدتَـــه للثــــرَى كِـبْــراً  ليَـبـقَى

بــلا عمــرٍ خلــــودُك والعـــطاءُ

 

جمالـُـــكَ مكتـفٍ بالحسْــنِ عنــه

ومُســتغنٍ بهـالتـِــــه البهــــــــاءُ

 

ســتَبقَى مشــعـلاً في كــلِّ عصـرٍ

بــه للتيــهِ في الليـــلِ اهتــــــداءُ

 

نظيفَ الروحِ لم يُخضعْكَ حكـــمٌ

ولـم يُطمعـْكَ في الدنيـــا ثــــراءُ

***

هنيئــــاً أَيـُّهـــــا الحُــرُّ المصـفَّى

لــكَ المجــدُ المؤثَّـــلُ والثنــــــاءُ

 

ورعيـاً أَجمـــلَ الثــــوَّارِ فينـــــا

أُؤمِّــــلُ أَنْ يَجــدَّ بـــكَ اقتـــــداءُ

 

وسـقيـاً قامـــةَ النخــــــلِ المُفـدَّى

أُجـلُّـــك أَنْ يكـونَ بـــكَ التــــواءُ

 

أَياصـدقَ النبـيِّ بعصـــــر كــذبٍ

تـَـزوَّرَ فيــــــه حتَّى الأنبيــــــــاءُ

 

وياغضبَ اللهيــبِ على حديــــــدٍ

إِذا استعصَى على الطرْقِ استواءُ

 

لمولـــــدِك الجديــــدِ فمـي يُغنِّــي

ومـن قلبي لــه شــمـعٌ يُضــــــاءُ

 

ومثلـُــك لاتليـــقُ بـــه المـــراثي

ولايُــــرضِي مُـريـديــهِ العـــزاءُ

 

ولـــكـنْ ثــــــورةٌ بــــدمٍ تُـــدوِّي

ويَطلـعُ مــن ســراياهــا الغنــــاءُ

 

ليـَرقَى باســمِهـا الضعفـــاءُ عـزَّاً

ويَهـــوي في لظاهـــا الأَقويـــــاءُ

 

لقد أَســرفتُ في صبري وحـزني

وأَتـعبَــنـي انتــظارٌ وادّعــــــــاءُ

 

إِلامَ نَــظلُّ في قفــصِ المنـــــافي

ويَحكمُـنــــا الـولاةُ الأَغبيــــــاءُ؟

***

شعر عبدالإله الياسري

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم