صحيفة المثقف

العقارب في مخيلتك فقط ...

تحدث عملية الابصار عن طريق سقوط ضوء جسم معين على شبكية العين ثم يتحول عن طريق العصب البصري للمخ الذي بدوره يحول هذا الضوء الى صورة حسب شكل وبعد الجسم وكمية الضوء الواصلة للعين، وحسب مامخزون في الدماغ من معلومات.. كذلك الرؤيا القلبية تحدث بنفس الطريقة ،يعني اننا نقابل اشخاص طوال اليوم في المنزل والشارع والعمل الغرباء منهم عند مشاهدتهم لانشعر باي شعور تجاههم سوى احساس آني من خلال شكلهم او كلمات بسيطة معهم ..تبدأ المشكلة الحقيقية  مع من تعرفهم ومن تقترب منهم اكثر فأكثر ومن تصطدم معهم في مواقفك اليومية ..خلال كل هذه التعاملات الحياتية تحتاج دائما لدوافع تقنع بها عقلك وتسكت بها ضميرك.. لاستخدام طريقة للتعامل مع كل شخص وحسب مشاعرك تجاهه، وحسب الصورة التي كونها عقلك له من موقف او من كلمة او رأي من شخص اخر بادر بوضع لمساته على الشخص المقابل ..فكثير مايقال ان الاقارب عقارب ...ان دلت هذه الكلمة على شيء انما تدل على ان العقارب في مخيلتنا فقط ..انا اشاهد وافسر المقابل حسب نمط تفكيري ان كان خيرا فخير وان كان شرا ف شر ..فتقول عقارب لتضع دوافع للمبادرة بالشر تجاههم لانك رسمت صورة غير جيدة عنهم بداخلك مقدما او لمجرد موقف عابر ..ترد الان لتقول عدة مواقف ليس موقفا ..أعود لاقول بدأت بموقف بنيت عليه اساس تفكير سيء جرت بعدها المواقف نتيجة ردة فعلك السيئة للموقف الاول ...اننا في الحقيقة نرحم انفسنا قبل كل شيء عندما نجعل  تعاملاتنا تبنى على الظن الحسن والشعور بالمحبة تجاه الاخرين ..ونظلمها كل الظلم اذا كانت نظرتنا ضيقة ونحصر محبتنا بأشخاص معينين (المقربين فقط) ونوزع الضغينة اينما حللنا ..سيكون المردود النفسي من سيء الى أسوء في علاقتنا مع الاخرين ...انت الان عرفت نفسك على اي جانب تقف ..من خلال حسن اوسوء علاقتك بمن حولك ..وكم المشاكل التي تخلقها مع الاخرين ..او كم العلاقات الطيبة والمحبة التي تكسبها ممن حولك .حاول ان تنقذ نفسك واخرج العقارب من عقلك بأسرع مايمكن .

 

هناء عبد الكريم

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم