صحيفة المثقف

هذه نظرة ابن باديس للخلافة الإسلامية

علجية عيش(من شهادة امبارك الميلي حول الظاهرة الباديسية)

استغلت الدول الغربية المستعمِرة خلافات المسلمين حول مسألة من له الأولوية بالخلافة، واحدصت هذه الخلافات فتنة  كبيرة بين المسلمين الذين انقسموا إلى شيع وقبائل بسبب اندفاع  أمراء وعلماء، وردّت صداه الصحف، وكان العلامة الجزائري عبد الحميد ابن باديس كتب عن هذه الخلافات في جريدة الشهاب عدد ماي 1938 تعليقا على مشروع الخلافة الإسلامية عنوانه: الخلافة أم جماعة المسلمين، وعرَّف الخلافة بانها المنصب الإسلامي الأعلى الذي يقوم على تنفيذ الشرع الإسلامي وحياطته بواسطة الشورى من أهل الحل والعقد من ذوي العلم والخبرة والنظر، وبالقوة من الجنود والقواد (القادة) وسائر وسائل الدفاع.

 الصراع حول الخلافة بدأ مع صدر الإسلام وكان أن يتولى هذا المنصب شخص واحد، إلا أن الضرورة قضت بتعدده، وحدثت فرقة واضطراب وشتات بين المسلمين، الذين انقسموا إلى شيعة وسنّة، إلى أن انسلخ مفهوم الخلافة عن معناه الأصلي، وظل كما يقول ابن باديس مجرد رمزًا ظاهريًّا تقديسيًّا ليس من أوضاع الإسلام في شيئ، كان موضوع الخلافة موضع اهتمام الأتراك، إلى حد أن قرروا إلغاءها، لكنهم لم يلغوا الخلافة الإسلامية بمعناها الإسلامي، وإنما ألغوا الخلافة كنظام حكومي خاص بهم، فوقعت تركيا في حرب مع الدول الغربية المتخوفة من شبح الإسلام، ودون الحديث عن العراق وإيران معقل الطائفية، فقد كانت مصر وباسم "الأزهر" من بين الدول التي كانت ضحية حرب مع الإنجليز بسبب الخلافة.

  يقول الإمام عبد الحميد ابن باديس بعد وفاة النبي (صلعم) لم يعد شخص مقدسُ الذات والقول تدعى له العصمة، أي أنه لا يوجد للمسلمين خليفة يحتل مكانة الرسول الذي عدّه الله خاتم النبيين، وكان يقول: لنا جماعة المسلمين وهم أهل العلم والخبرة الذين ينظرون في مصالح المسلمين من الناحية الدينية والأدبية ويصدرون عن تشاور ما فيه خير وصلاح، كان الإمام ابن باديس في تلك الفترة قد راسل شيخ الأزهر حول مسألة الخلافة ومن هو أحق بها ولكنه لم يتلق منه جوابا، وعرف السبب يوم  هتف الأزهريون بالخلافة لملك مصر فاروق الأول، كان المؤرخ امبارك الميلي قد علق عن كتابات ابن باديس لشيخ الأزهر واعتبر ان حركة الإصلاح الديني استعملت لأغراض سياسية ولتحقيق أهدافها وكانت خدعة مشروعة عندما أعلنت أن نشاطها ديني تعليمي بحت، ليست له أدنى علاقة سياسية.

 وقد سبق ودعا الإمام ابن باديس الأمم الإسلامية جمعاء أن تسعى لتكون هذه الجماعة من أنفسها بعيدة كل البعد عن السياسة وتدخل الحكومات لا الحكومات الإسلامية  ولا غيرها، إن أفكار ومواقف الإمام عبد الحميد ابن بايس رائد النهضة الإسلامية في الجزائر  وفي القطر العربي اعترف بها أكثر من مفكر وملاحظ فرنسي بمدى التأثير الذي احدثته جمعية العلماء المسلمين في سنوات قليلة، قد كتب ديسبارميت desparmet عام 1933 في نشرية صدرت عن لجنة افريقيا الفرنسية قال ان الفروع التي أسستها جمعية العلماء سمحت بنشر نفوذها، وجاء في دراسة فءاد محمد شبل حول التاريخ للمؤرخ أرنولد توينبي   أن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين تملك اكبر قوة معنوية في الجزائر، كونها غيرت العقلياا وهزت أعمال الريف.

 

علجية عيش

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم