صحيفة المثقف

ماذا تدبِّر؟

شوقي مسلمانيماذا تدبِّر؟

تدبّر بركاناً؟

تدبِّر زلزالاً؟ تدبِّر رصاصة؟

تدبِّر غرَقاً؟ تدبِّر اصطدامَ قطارين؟

منذُ البدء تدبِّر

مرّةً قرناً، تدبّر مرّةً مخلباً

وعندَ منعطفٍ لصٌّاً، عندَ البنك لصّاً

وكانت معاكسات، وسماءٌ قاسيةٌ وأرضٌ قاحلة. 

**

الجودُ عنده، النخوةُ

 الشهامة، إفتداءُ الآخَر

الأنفَة، الشجاعة

وهو في آنٍ سريعُ الغضب

لأتفه سبب 

يشنُّ الغزوات، يقتل وينهب

كانت له أسواقُ نخاسة

وكان منه صعاليك

يطالبون بالحريّةَ غير منقوصة

لهم كلمة مع قطّاع طرق حقيقيين. 

**

يهتمّ، لا يهتمّ

يحتمل، لا يحتمل 

يسعى، لا يسعى، له رأس

وليس له رأس

ذاته ذو الخناجر، ذاته ذو الأساسات

تُفسِحُ القِلّةُ للكثرةِ كي تكون ضربةُ منجلٍ واحدة 

رأى عواصفَ، أعاصيرَ، آثارَ أممٍ غابرة 

أمماً تئد أمماً، ما لا يُحصى

أنهارَ دمّ، سهاماً، نابالم وفراشات

رأى مَنْ يقول ومَنْ يصمت

رأى مَنْ يعقل ومَنْ يجهل 

رأى مَنْ يُحذِّر ومَنْ لا يعتبِر

رأى مَنْ يُدبِّر ومَنْ يتهوَّر

رأى الجريئ والرائي والمقفَلَ المحاصَر

رأى حكماء بعضهم على أتن

تتبعهم أمم ولكنْ قلّما وصلوا

رأى حكماء بعضهم فاتح

ولكنْ قلّما انتصروا.  

**

بعيدةٌ بلاد، جريحةٌ بلاد، وجهُهُ البلاد

في بلادٍ ظهرُه محنيّ وفي بلادٍ رأسُه مرفوع

الصوتُ وازِنٌ، الموسيقى وازِنة 

العنوانُ وازِن، الصديقُ وازِن، الجديّةُ، التكاملُ 

والمسألةُ ليست في التشويق، هي في محلٍّ آخر

كيف يعمل، كيف يفكِّر، بماذا يحلم 

ما حجم مسافتِه بالألم؟ 

رأسُه، في آن، رأسُ عصفور، رأسُ حيّة 

رأسُ بابون، رأسُ أتان ، رأسُ كبش

رأسُ ديناصور، رأسُ سلحفاة، رأسُ جبل

رأسُ حَمل، رأسُ نملة، رأسُ صاروخ، رأسُ إبرة 

المسألةُ ما دام هذا الرأس هو حتماً له أسباب هي جزءٌ مِنَ التكوين 

وما دامتْ جزءاً مِنَ التكوين، يجب كي تفهمَ التكوين أن تفهمَها

يقولُ قائل أنَّ الناس لهم شؤونهم، الحقيقةُ هي أنَّ السؤالَ يسبق

وهذا مِنَ البديهيّات، وفي آن ليس من البديهيّات

ليس كلّ بديهي بديهي، ماذا أن يُقال لا جوابَ قبل سؤال؟

السؤالُ سخاؤه لا ينضب، يبعث، ينطقُ، يعمِّرُ، يرفعُ، يزرعُ، يصنعُ 

هو أوّلُ مَنْ نزلَ، ومنذُ آلاف السنين، على سطحِ القمر 

فيما الجواب يأتي ولو بعد حين. 

***

محور مائل (2)

شوقي مسلماني

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم