صحيفة المثقف

ردا على تعليق للشاعر مصطفى على (1-2)

عبد الرضا حمد جاسمالأخ والصديق العزيز الشاعر الطبيب مصطفى علي المحترم

تحت تأثير دهشتي مما طرحة أ. د قاسم حسين صالح فيما نشره تحت عنوان: (عرض وساطة علمية)

http://www.almothaqaf.com/a/aqlam2019/940266

[السيد رئيس الجمهورية المحترم...السيد رئيس مجلس الوزراء المحترم...السيد رئيس مجلس النواب المحترم

الموضوع/ وساطة علمية ...تحية مباركة...بوصفي مؤسس الجمعية النفسية العراقية في 2003 ورئيسها في انتخابات ديمقراطية، ومؤلف لأربعين كتابا بينها سبعة عن الشخصية العراقية. ولأننا نمتلك خبرة نظرية وعملية في سيكولوجيا التفاوض ...فإننا نعرض وساطتنا العلمية بلجنة تضم أكاديميين في علم النفس والاجتماع السياسي واطباء نفسيين بينهم عراقيون مقيمون في بريطانيا، لتسهيل الوصول الى معالجات ترضي المتظاهرين والرئاسات الثلاث والمرجعية والعراقيين...راجين اعلامنا بالموقف مع التقدير. أ. د. قاسم حسين صالح/4 أكتوبر 2019] انتهى

الحقيقة حيرني هذا الطرح وأدهشني ودفعني للبحث فيما تفضل بكتابته أ. د قاسم حسين صالح عن الانتفاضات والتظاهرات في العراق بعد الاحتلال عام 2003 فوجدت الكثير ووقفت على الكثير من تلك التي وردت في المقالات والدراسات وأول الوقفات كانت عند تعليقك الموجه لي والذي تركته على مقالة أ. د قاسم حسين صالح: [تظاهرات الشباب. دراسة تحليلية من منظور علم النفس الاجتماعي السياسي] 14/10/2019 /الحلقة الأولى ...الرابط

http://www.almothaqaf.com/a/aqlam2019/940448

وثاني الوقفات كانت عند تأكيد أ. د قاسم حسين صالح على اصدار كتاب عن التظاهرات في العراق كما ورد في مقالته انتفاضة تموز 2018.. العراقيون الى أين ذاهبون؟! /المثقف بتاريخ 16/07/2018 ...الرابط

http://www.almothaqaf.com/qadayaama/b1d/929285

حيث ورد فيها التالي تحت عنوان فرعي هو شهادة: [سيسجل التاريخ شهادة بعنوان (انتفاضة العراقيين ضد الفاسدين)، انه في النصف الأول من تموز 2018 انتفض العراقيون في ثورة غضب عارمة ارعبت الحكومة العراقية لتعلن حالة التأهب الأمني القصوى في انذار (جيم)، وإنها قامت في 14 تموز بتعطيل خدمات الأنترنت خشية من جمهور الفيسبوك، وان مطار بغداد شهد مغادرة مسؤولين ونواب بصحبة عوائلهم. وأن ما يجري يوحي بأن الأيام حبلى بأحداث جسام. ولتوثيق ما حدث، لك تدوين شهادتك هنا بالذي جرى في مدينتك، ليسجّل باسمك سينشر في كتاب للأجيال هذا العام] انتهى.

واليوم يعيش العراق انتفاضة/ثورة متصلة مع انتفاضة 2018 فأكيد تدفع الى إعادة التفكير في اصدار ذلك الكتاب ان لم يكن قد صدر فعلاً. شعرتُ حينها بترابط كبير بين الحالتين.

ما هو وجه الترابط بين التعليق والكتاب؟ الجواب ان هذا الكتاب وبالذات إذا حمل توقيع أ. د قاسم حسين صالح بلقبه وموقعه العلمي والاجتماعي سيكون مصدراً او مرجعاً يُعتمد في الدراسات والبحوث الأن وفي المستقبل ...والمستقبل هنا هو المهم. وتعليقك اخي وصديقي الشاعر الطبيب مصطفى علي يتضمن الدعوة الى الكف عن تأشير الأخطاء/الأغلاط في كتابات أ. د قاسم حسين صالح بشكل فيه ما يثير بقولك:" لا أراكَ موفقاً بإصراركَ على مناكفة ومعاكسة الكاتبُ الاستاذ قاسم صالح "... كما سأبين ذلك في التالي.

وهي فرصة قبل مناقشة تعليقك اخي الشاعر مصطفى علي وبيان او توضيح وجهة نظري حوله وبه ليس لك فقط انما لكل من اطلع على مناقشتي لكتابات أ. د قاسم حسين صالح سواء من قَبِلَ بها وأيدها وشجعها أو اعترض عليها وتعارض معها /انتقدها او من اطلع عليها ولم يترك رأياً فيها، و أود هنا أن أبين بعض ما تركه السابقين عند بعض الحاليين وفيه الكـثير من قال فلان و علق الأخر وكتب علان ...اطرح بعض "تقديس" الحاضر لكتابات الماضي التي ابتلينا بها...أذكر حالتين حصلت لي او معي حول كتابات الراحل الدكتور علي الوردي له الرحمة والذكر العطر.

1 ـ حديث/ نقاش جرى بيني وبين صديق شاعر وفنان تشكيلي ومؤلف وسياسي وعضو نقابات وعضو جمعيات وعضو اتحادات، حيث قلت له ان الراحل الدكتور علي الوردي يحرف في بعض الامثال او الاقوال التي يستشهد بها ...انتفض مستنكراً ...كيف؟ قدمت له مثال واحد من عشرات الأمثلة التي جردتها وسأنشرها لاحقاً ...قلتُ له انه مرة اعتبر الدَّيْن "رزق" و مرة أخرى اعتبره "زرف" فقال صدق الوردي فا "الرزق هو زرف" في الريف العراقي... وأمام دهشتي قال اين ورد ذلك وكيف فربما لم تتمكن من فهم ما ورد... فقدمت له الدليل التالي: حيث كتب الوردي في ص 228/دراسة في طبيعة المجتمع العراقي التالي:[من الامثال الشائعة في الريف العراقي قولهم "الدين زرف" ولهذا تجد الديون تتراكم على الفلاح في أكثر الأحيان حتى إذا حل موعد الوفاء وجد نفسه عاجزاً عن الأداء وهو عندئذ يضطر الى إعادة تسجيل الدين عليه مع إضافة ربا جديد إليه أو هو يعمد الى الاستدانة من شخص آخر لكي يوفي دينه القديم وهذا هو ما يعبرون عنه في الريف أنه "يلبس كلاو بكلاو" ان الفلاح لا يلجأ الى بيع شيء من ممتلكاته لوفاء ديونه المتراكمة ولكنه عندما يضايقه المرابي او يطارده بوسائله المتنوعة يلجأ الى بيع بعض ابقاره او زوارقه او بنادقه او ما اشبه ليوفي به دينه كله او بعضه] انتهى.

وكتب في ص36 من كراسة الاخلاق التالي: [من الامثال الشائعة في الريف العراقي قولهم "الدين رزق" أحسب في هذا القول إشارة الى انهم يستسهلون اخذ الدين ويستصعبون وفاءه فالدين رزق ساقه الله إليهم وهو قد أصبح ملكا لهم وليس من الهين عليهم ان يرجعوه من تلقاء أنفسهم وهم في الوقت ذاته يشعرون بالغبن حين يأكل أحد الناس ديناً لهم عليه] انتهى

ومع هذا الدليل لم يتبدل موقفه حيث أصر و يصر على ان العراقيين يعتبرون "الرزق زرف" وعندما استغربتُ من ذلك قال: "قابل احنه أحسن من الوردي" وهذا ما سيحصل مع الجيل القادم فسيحصل جدال حول أي "خطأ /غلط في أي كتاب او دراسة من كتب و بحوث و دراسات هذه الايام سيظهر من يقول: "قابل احنه أحسن من دكتور فلان".

2 ـ نشر أحد الشباب مقالته الأولى والوحيدة في المثقف تحت عنوان: [انتحار الشباب...وجهة نظر مغايرة] بتاريخ 28/07/2019 وكان أحد مصادر تلك المقالة التي أطلق عليها دراسة هو كتابات أ. د قاسم حسين صالح حول الموضوع وجاء النشر بعد تاريخ نشري اخر جزء من سلسلة الانتحار في الزمن الديمقراطي الذي نٌشر بتاريخ 02/07/2019...رابط مقالة.

http://www.almothaqaf.com/a/qadaya2019/938705

 وتركت عليها التعليق التالي: [السيد (.....)المحترم...تحية طيبة... شيء مفيد التفاعل مع موضوع الانتحار و بالذات من الشباب المتخصص اساتذة الاجيال القادمة...كما تعلم عزيزي انك ادرجت ما تفضلت به تحت عنوان "دراسة" و نشرتها في مواقع عدة اطلعتُ على نشركم في بعضها وهي دخلت الارشيف و ربما بعد ربع قرن ستكون وانت الشاب المتمكن اليوم المشرف على رسالة دكتوراه عندها و سيعرض الطالب جزء مما ورد في هذه التي اسميتها دراسة و يريد ان يستشهد بحالة مما ورد فيها و كان جزء مما ورد هو المقطع التالي:[ودعونا نثبت ذلك بتحليل حادثة جرت خلال احدى المعارك مع داعش، إذ قَتَلَ القناصُ الإرهابي أحد الشباب المقاتلين بعد خروجه لشرب الماء، فما كان من صديقه الذي شعر بفقده إلا أن ركض خلفه فقتله القناصُ فوق صاحبه، فانبرى الثالث والرابع حتى بلغ عدد الشهداء عشرة، وهذه حادثة من عشرات الحوادث، فلو كان الخوف من الموت قوياً جداً ومتغلغلاً في النفس كما كان في السابق، لكان على الأقل منع أحد العشرة من الالتحاق بأصدقائه، أو جعله يفكر بالوصول إليهم معتمداً على عقله، لكن الشعور بالفقدان لديهم، كان أكبر بكثير من (الخوف من الموت) ] انتهى

وعندها طلب احد الحضور معلومات عن هذه الواقعة او ما يؤيدها...اكيد سيستند انها جزء مما ورد في دراسة استاذه المشرف جنابكم...ولو طلب منكم المستفسر ما يؤيد ذلك او تفاصيل عن هذه الواقعة...كيف سيكون رد جنابكم عليه او عليها. وانا هنا ارغب ان تزيدنا عن هذه الواقعة الكبيرة الملفتة للنظر والتي ستخلدها الاجيال...فما هو جوابكم لطفاً...سأعود الى مناقشة هذه الدراسة من عنوانها الى خاتمتها في الايام القادمة...دمتم بتمام العافية مع امنياتي بدوام الاهتمام بحال المجتمع ...اكرر التحية مصحوبة بالشكر والامتنان] انتهى التعليق

اجابني مشكوراً: أستاذنا الفاضل تحية لك [أثلجتَ قلبي بقراءة المقال، وأسعدني تعليقك، كما أسعدتني بتوعدك مناقشة الدراسة كاملة، فإنما العقول ترقى بكثرة النقاش وتضعف بغيابه. أما بخصوص سؤالك الوارد في التعليق أعلاه، فإني اُجيب جنابك الكريم، بما أجاب به الدكتور الوردي اعتراض وتساءل الناقدين له، إذ سألته إعلامية في لقاء متلفز ستجده منشور على اليوتيوب (يقولون ان تحليلاتك وكتاباتك تعتمد على الرواة من العوام وليس على المصادر وقد يكون هؤلاء الرواة غير موثوق بهم؟) فأجابها بما مضمونه (ان المتخصص في الكيمياء يذهب الى المختبر والفلكي يتأمل النجوم أما بالنسبة لي فأن المجتمع هو المختبر، وأنا استلهم دراساتي من هؤلاء الذين يمثلون السواد الأعظم منه...الخ) وأنا يا استاذنا لم اعتمد ابداً إلا على المشاهدات الواقعية للمجتمع، وسؤال العوام من الناس، والحادثة التي تطرقتُ إليها مصدرها المجتمع، فأن كان كلام الرواة حقيقياً فلا إشكال في الاعتماد عليه، وإن كان مغالاة فأن له دلالات نفسية و اجتماعية يطول شرحها تؤدي الى نفس ما ذهبتُ إليه تقريباً، ولا احسبك تجهلً هذا وأنت الحاذق و الأكثر خبرة...مرة أخرى أشكر اهتمامك، وسأكون منتظراً مناقشتك للمقال لأني أنتظر الاستزادة] انتهى

لاحظ اخي العزيز مصطفى علي كيف يتشبث هذا الشاب الباحث بنصوص السلف واقوالهم رغم ركاكتها.

ملاحظة: بعد هذا الرد كتبت له التالي: [الزميل العزيز(.....)المحترم ...تحية طيبة... كنت قد وعدتك ان ارد او اناقش هذه المقالة من عنوانها حتى خاتمتها و انا في ختام إعداد الرد/المناقشة ولأسباب كثيرة منها اننا نتعامل في الرد و النقاش لأول مرة و منها خوفي من ان تسيء قصدي و منها ان هناك الكثير من الامور التي اضطررت ان اكون فيها صريح ربما اكثر مما يلزم...و لكون جنابك في اول دخول لك في صحيفة المثقف الغراء و ايضا روح الشباب التي تتمتع بها و انت بهذا العمر و توسمتُ فيك خيراً من خلال ثقتك بنفسك بعد اطلاعي على موقعك الفرعي في الحوار المتمدن فقد رسيتُ الى قرار هو ان ابعث لك الرد بشكل مباشر بعيداً عن النشر لان الغرض هو نقاش و تبادل وجهات نظر بين سبعيني و عشريني لك العمر المديد و شعوري من ان لك شأن في موضوع البحوث و الدراسات مستقبلاً في موضوع المجتمع و النفس...كل ذلك دفعني لكتابة هذا التعليق راجياً منك زميلي العزيز ان تزودني ب اميلك الشخصي حتى ابعث لك الرد ..و ان رغبت او قبلتَ نشره اكون ممتن لك بأن تعلمني ذلك...لك مني كل التقدير و الاحترام و الاعتزاز...دمتم بتمام العافية] انتهى التعليق

أرسلت له المناقشة بتاريخ10.09.2019 ولم استلم منه موافقته على النشر حتى هذا اليوم لذلك لم انشرها. وسأنشرها عندما يُعلمني بذلك.

كل التعليقات مثبته مع المقالة.

الان اعود الى تعليقك اخي أبا الجيداء/الشاعر الطبيب مصطفى علي المحترم حيث كان التالي: [العزيز عبد الرضا جاسم المحترم تحيّةٌ الناصحين المخلصين لا أراكَ موفقاً بإصراركَ على مناكفة ومعاكسة. الكاتبُ الاستاذ قاسم صالح إِذْ هو صوْتٌ وطنيٌ لا غبارَ عليه يستحقُّ منك ومنا جميعا المؤازرة والتقدير لجهوده في بناء عراقٍ حرٍّ وقوي ولي أملٌ بأن يتسع صدرك وانتَ الكريم كما عهدناك ...مع الود] انتهى.

يتبع لطفاً

 

عبد الرضا حمد جاسم

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم