صحيفة المثقف

خطاب الرئيس.. عرب وين وطنبورة وين

جمعة عبد اللهكان الشعب يترقب بلهفة خطاب رئيس الجمهورية، بأعتباره حامي الدستور. ان يضع حداً لسفك الدماء التي ارتكبت ضد الشباب المتظاهر، ظلماً وعدواناً وغدراً. ان ينحاز الى صوت العقل والحكمة، ويقف مع مطالب الحق الشرعية، التي نادى بها شباب الثورة العراقية الشجعان. أن يضع حداً للازمة الخطيرة التي تعصف بالعراق. ان يطرح حلول ومعالجات حقيقية. حتى يتنفس العراق الصعداء، وتنتهي رحلة العذاب والمعاناة والدماء. ولكن من المؤسف والمؤلم، لا هذا ولا ذاك. جاء كأنه من كوكب او بلد لم يسمع عن العراق، لا من بعيد ولا من قريب. فكان هو في وادٍ والعراق في وادٍ  اخر تماماً. جاء الخطاب بائس وهزيل. كأنه أنشاء لطلبة المدرسة المتوسطة. جاء مليء بالعواطف المزيفة. لا معالجة الازمة،  بأن العراق انتهكت كرامته وعزته، عراق غارقاً بالدماء والغازات السامة، عراق معطل، ليكون سوقاً داخلياً الى ايران. عراق تعبث به المليشيات والحرس الايراني. عراق تحكمه السفارة الايرانية في بغداد. عراق يعيش الخيبة والاحباط واليأس. لذلك جاءت  ثورة المارد العراقي الجبار، لتنتشل العراق من المستنقع الايراني القذر. جاءت الثورة  لتحرر العراق من الاحتلال الايراني البغيض. جاءت لتحمي ثروات  وخيرات العراق من الحرامي الايراني. جاءت  لتسقط النظام الطائفي الفاسد، وتضع العراق على سكة الاصلاح والبناء. جاءت بحق العراقي بالحياة والعمل بالتغيير الجذري.

لهذا السبب هدد خامئني ثورة الشباب، التي اصبحت  تهدد الوجود الايراني بالرحيل عن العراق. ولهذا السبب استشاط خامئني غضباً ووزمجر غضباً  بالتهديد والوعيد، في استخدام اقسى انواع  القمع الدموي،  واعطى شرعية بقتل المتظاهرين المخربين ، ووصف ثورتهم  بأنها من اعمال الشغب بالتخريب يقوم بها المخربين والمشاغبين،  عملاء امريكا واسرائيل والسعودية. لانه تحسس الخطر الجدي على وقف  ضخ المليارات الدولارات العراقية، لانقاذ نظامه من الافلاس والانهيار. 

جاء الخطاب الهزيل مليء بالوعود المزيفة  سيكون وسيكون ثم سيكون ،  جاء الخطاب خارج اطار الازمة العاصفة،  وما تفعل هذه الوعود الملئية بالاكاذيب،  لا يمكن ان تنفذ وتحقق، وانما هي جملة من الوعود التي تلوكها الحكومات المتعاقبة، دون ان تحقق وعداً واحداً منها. لذلك ماذا ستفعل هذه الوعود :

- هل تستطيع هذه الوعود ان تتحقق بسحب السلاح من المليشيات؟

- هل تستطيع احالة ملفات الفساد الى القضاء؟

- هل تستطيع ارجاع الاموال المنهوبة؟

- هل تستطيع ان تلغي المفوضية العليا اللامستقلة والفاسدة؟

- هل تستطيع ان تتمكن من تعديل وتغيير القانون الانتخابي في ظل نظام المحاصصة الطائفية؟

- هل تستطيع ان تضمن اجراء انتخابات مبكرة، بشكل عادل ونزيه؟ وليس مثل الانتخابات الاخيرة والكل يقول عنها مزيفة ومزورة.

- هل تستطيع ان توفر فرص العمل وتوفير الخدمات والاصلاح؟ ،  واموال العراق تذهب الى ايران؟

- هل تستطيع تشكيل مفوضية جديدة بعيداً عن المحاصصة؟

- هل تستطيع محاكمة القتلة والمجرمين الذين اغرقوا العراق بالدماء؟

لكنه يبشرنا بالخبر العظيم، بأنه  اتفق على  استقالة رئيس الوزراء (ابو العدس) ليأتي بديله (ابو الفاصوليا) وتعود حليمة الى عادتها القديمة. وكان من المفروض من رئيس الجمهورية، ان يطرح الحلول والمعالجة الجذرية، التي تنقذ  العراق من الهلاك والخراب. مثل  هذه النقاط :

1 - تشكيل حكومة انقاذ وطني من التكنوقراط غير مرتبطين بالاحزاب والحزبية، لفترة محدودة، تهيء الظروف المناسبة. لتغيير القانون الانتخابي بقانون عادل ونزيه، وتحقيق الاصلاحات الفورية لصالح الشباب

2 - تشكيل مفوضية العليا  الجديدة المستقلة

3 - ان تكون الانتخابات تحت اشراف دولي

4 - محاسبة القتلة والمجرمين وتقديمهم الى المحاكمة

5 - انصاف الشرائح الفقيرة والعاطلين بمساعدات شهرية. وتوفير فرص العمل للشباب بشكل فوري

6 - يجب ان يعرف الشعب من هؤلاء القناصة الملثمين ذوي  الزي الاسود، من أين جاءوا؟ وما هي الجهة التي ارسلتهم؟ ومن المسؤول أو المسؤولين الذين سمحوا لهم بالقتل الدموي ضد المتظاهرين؟

7 - خفض الرواتب من رئيس الجمهورية الى المدير العام بنسبة 50%. وتخفيض الحمايات بعدد محدود

8 - استغلال الكوادر العلمية والفنية في التوظيف، دون معايير حزبية

9 - تعويض الشهداء والجرحى بشكل مناسب،  يكرمون  بعطاءهم الوطني البطولي

ان الحلول الهامشية والترقيعية، تصب الزيت على النار، ولا يمكن للتغيير الجذري ان يتحقق، إلا باسقاط النظام الطائفي الفاسد..... والله يستر العراق من الجايات !!

 

جمعة عبدالله

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم