صحيفة المثقف

سلام ياعراق

احمد خميس الجنابيكلمات دارت وجالت بفكري وتبلورت معانيها ليخطها قلمي المتواضع تجاه ظلم وجور وفساد  ثار ضده شباب يطالبون بعيش كريم في مهد الحضارات بلاد الرافدين بفراتها ودجلتها. لم يكن بحسبان اولئك المعنيين ممن مارسوا ابشع اساليب الظلم والحرمان والطغيان بحق شعب جريمته انه يطالب بابسط مقومات الحياة السعيدة  والعيش بأمان واستقرار واحترام . لتكن كلمة الشعب العراقي الحر الأبي هذه المرة هي الفيصل بين الباطل والحق ولينعم هذا الشعب الكريم بغد افضل طال انتظاره . تعلمنا في هذه الحياة بكل تفاصيلها وزواياها الحلوة والمرة السهلة والصعبة ان لكل بداية نهاية وانه اذا دخل الليل فلابد من بزوغ الفجر لتشرق الشمس. نعم ستشرق شمس الحرية والكرامة والمحبة على بلد كان ماضييه متوجا بالمجد والعز، مجد ناضل من اجله الأجداد والأباء وها هم الاحفاد يناضلون "سلميا" لاسترجاع كرامتهم وعزهم ومجدهم. تلك الحناجر والدماء الزكية التي اسيلت من قبل المتربصين الأشرار ضد شعب مسالم في مقدمته اطفال وشباب بعمر الورد وامهات ثكلى وشيوخ غطى رؤسهم الشيب. اما آن الآوان لاحداث تغيير حقيقي يعطي الفرصة لجيل واعد في بناء بلد انهكته الحروب والصراعات والفساد الذي سرقت بسببه مليارات الدولارات من قبل السراق وقطاع الطرق . إن ما يحصل من استهداف للأطفال والشباب في العراق فعل تدينه كل الديانات السماوية ولا يمكن لعاقل بضمير حي ان يبقى متفرجا إزاء سفك الداء الزكية الطاهرة التي ضحى بها اصحابها من اجل الكرامة واسترجاع الحقوق. ان الضمير والوجدان يحتمان علينا ان نقف مع اخوتنا واخواتنا وامهاتنا وابائنا واجدادنا في بناء دولة مدنية تكفل احترام الشعوب والنهوض بالواقع الإنساني والعمراني والعمل على التطور والابداع والتحول من بلد مستهلك الى بلد منتج ليكون منارة تشع بنور العلم الذي هو اساس التطور والمضي قدما في توفير الخدمات وتشغيل المصانع ودعم الزراعة وتوظيف اليد العاملة فضلا عن الاعتماد على الطاقات الشابة من العراقيين المبدعين في مجالات الطب والهندسة وكل العلوم بشقيها العلمي والإنساني. إن العراق بأمس الحاجة في هذه الظروف الحرجة الى قادة (اداريين) ينظمون شؤونه ويوفرون حياة كريمة وسعيدة لأبناء هذا البلد معتمدين على الفكر السليم والقلب النقي مع تصفية النوايا ودعم جيل الشباب . لابد من القضاء على البيروقراطية احد اسباب الفساد والبدأ باصلاح النفوس والقلوب قولا وفعلا والعمل بضمير من اجل اعادة اعمار ما دمر والبدء بمرحلة جديدة تلبي طموحات ومتطلبات الشعب العراقي بكل فئاته. ولكم مني الف سلام .. سلام ياعراق!

 

 بقلم الدكتور احمد خميس الجنابي

اعلامي وأكاديمي عراقي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم