صحيفة المثقف

ساحة التحرير.. وجد على وجد برغد الطمأنينة تقدم

ساحة التحرير لتملأ الدنيا حضارة ويشغل الناس العراق. حضور عنها ليتمها من وجدها روحها، ويظل الناس عن دجلة والفرات مشدوهين، إذ حضروا كانوا ايقونة من فقدوه سندا للكبار، دم ساحة التحرير رمز يصد، عنهم عنف الرياح العاتية ويذلل بين أيديهم المحن، المشقة، الأسئلة التي طالما أحرجتهم وخلعت عنهم الطمأنينة. كم نتضامن معكم، يدا بيد وجداننا يأنس إلى خطاكم، خطابكم اللطيف وندفن وجداننا أعيننا في لون نصوصكم الدامية، فنرتقي منها برغد الخلق الشغوف والطمأنينة تقدم، بجريان النهر النافع المفيد وقيمة الجمال تقدم.

نظل نتقفى في أنتباه المثقف المقاتل وطاعة المريدين الأبرياء، فيتغنى "نصب الحرية" حروفكم فيطربنا بين سكون الراحة وصرخة الأمل .. قدوم صوتكم وديعا وداعة دمكم الطاهر. إلا أنه سرعان ما يشدو وهو يطلب إلفه ثورتكم، حريتكم، صوتكم كلم تصوغ تصور هيجان النفس وقد بلغت ذرى المنتهى، بلغت شذى سطوتها وسؤوددها. فتنكب أرواحنا على أرواحكم النشيد، تشييد المعاني المفقودة للحرية الإنسانية في حق الحياة، فتقسوا حينا وتلين أحايين.. نهدم مقولات الاستكانة والقناعة والزائف الملبد من الكائن فيك والصور والقيم والمعاني الحاضرة في أنتباه إليك. تشييد، تعلو بدمائكم أكوانا بديعة، صروحا لحياة أرقى وأنقى. ولعل المقولة في مقدمات الفصل في أغلب ما حللت بجدلية، تلك التي أثقل إيمانا بها نبش فكرا وإبداع وتحليلا.. فالأبنية النسقية يحكمها الفرص في توقعات التراويح، وتحدي السياقات تتجاذب أساسا بين أكثر أقطاب مصادرها طرفين أو هي مصحوبة حوكمة الثنائيات الأساسية لصوت الشوارع وحليب الأمهات بمعاني خطى الشباب، صرحها عال على منصة جدارية نصب الحرية ترتقي.

الدماء بين وجعين، بين العينين، وجع عين دماءكم في الحياة، منها وثبات قولها فعلا في الأخرى. فالصرخة رآيناها من مناظير مختلفة، ولكن بأفق أوحد تتحقق مهمات مطالبكم في منتهاكم انسانية الإنسان وعزة العراق وأكثر. فتعبنا الوحدة فيكم القول، الفعل المنجز، في الأدب حضارة وادي الرافدين العظيمة بين القديم والتجديد الحكمة التي لدى أساطينها وأحكام الفكر عند أبن الرافدين جلجامش وحمورابي وغيرهم كثير من ابناء التراث والتاريخ المعظم للعراق.. ووقفتم عند حرفية ومهنية تقنيات مهارات القول وأفانين تأصيل الوجود لمستقبل العراق، لدى ما لطف به المتنبي وأبي نؤاس والجواهري والسياب ونازك الملائكة وغير ذلك من مهارة قول وفعل الأمجاد. غير أن الواقع جعلتموه عزة دمكم أسره أكثر وهو يتدفق بعد أنحدار من أندحار من المحتل ومن معه بمجيء، دمكم الذي جعلتموه أكثر وهو متأصل بوحدة تعاضدكم الخلقية ـ العراقية، فأقمتم في الصرخة اليوم الأدب والكياسة الصحيحة بتلاون آعماركم وأجناسكم ونحن باحثين فيها عن أعينكم أفضل تحقق المرجو في هذه اللحمة المعطاء لحياتكم، مراده للعراق فيكم الدنيا أكثر أفانين المعنى جمالا للكلمة وهي تأصل المعنى لتربة تاريخ إنسانية حريتكم، محمولة بمدرسة عراقية وموقف شديد الدلالية غوصا، آسرة فتنة نبتتكم.

عشقنا الليالي كما سهرناها، قفطان وثوب الشوارع ترفرف على قمصان دماء أخواننا واخواتنا الشباب نبوح عطور الجروح  وارفة الطيور والحمام تعود إلينا، وتغدو عودتها إلينا أرفق ترفا بأقدح عمرا، أحمرار الصوت دما، ديباجا معصورا فعلا كريما، أقوالا مدبجة هياما ألطف المعاني وأطوقها جراحا تقفز فيها غزالا تخيط الجرح وتغزل بتلات الكلام فراشات واحمات في ندى على ظلال بديع المعاني طرقات، تجرف غبار وهفوات موحشة، كانت تعدوا بالعراق للوراء على الطرق، تدوخ من طاف عند المساءات وهي تحاول أن تهدأ من جلف التاريخ.

جئتم بصوت يجدد ما أمل به تاريخ العراق من أنتشاله من خزائن الطرقات؛ الثكالى بليل اليتامى والقدامى من كلام الفخر في الصبر كاما تسامى من الظلمات اللئيمة.

لكم الحرث والحصاد لكم سعير الأرض ضلوعا من الدعاء المظفر معمرا بأماني الغياب والحضور من اصفاء أملا معمرا بخطواتكم صوتا مجيدا يدور بنا الأرض من جديد لا لبس ما تصطفيه الأماني.

دمتم بأمل العراق يا طيور النفس الطاهرة مع كل وقت وأنتم بأحق الخير.

        

أكد الجبوري ـ طوكيو

03.11.19

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم