صحيفة المثقف

عائد من المعرض الدولي للكتاب بالجزائر

احمد ختاويصولجان الحكاية وما فيها.. شخير وَنفَسٌ الكبار في وهج الصغار

إشارة لا بد منها:

لستٌ واعظا ولا مرشدا سياحيا أدبيا ولا ناقدا،

هذه إشارة كان لا بد منها للإستضاءة فقط .

والمعرض وقد أرخى سدوله على لسان امريء القيس وليس على لسان رولان بارت أو باشلار أو برنار سوزان Suzanne Bernard، وغيرهما من الاسماء التي تعلك هكذا كما "الشوينقوم" عند البعض "

من لم يحفظ عن ظهر قلب في يفاعته، ضربا أو كما أو لم يركب أكمة هذه المباني:

ولَـيْـلٍ كَـمَـوْجِ الـبَـحْـرِ أَرْخَـى سُـدُوْلَــهُ "

عَــلَـيَّ بِـأَنْـوَاعِ الـهُــمُــوْمِ لِــيَــبْــتَــلِـي"

فإن صولجانه أو صوالجه لا تعدو الا عصا هشة، لا يهش بها لا غنمه ولا مغانمه، فتبتلعه دور الشر النكرة وما أكثرها، ولا يهمها إلا ابتزاز جيوب من بهم "ولع" للتبختر بوصوالجهم . لكنهم - بالمقابل - يتغذون اقتباسا وفي كثير من الاحيان بصيغة "كوبي كولي" المستهلكة copier - coller

من لم يحفظ ولم يقرأ أكثر مما يكتب ولا يتعجل النشر عند دور نشر "نكرة" لن يبني أسس أسواره على أعمدة جمالية صلبة.

أمس كما هو معلوم، أكيد أن كل زائر له عاد يحمل جملة من الانطباعات وما أكثرها .

ولا شك أن كل واحد منا - زائرا - مدققا - أو زائرا سائحا .. عاديا

عاد يحمل صوالجه معه ..

الثابت والمفيد حتى لا أطيل وحتى لا أستدعي هاهنا اصطلاحات المفاهيم أو غيرها ..

أدخل مباشرة في لب الشخير، حتى تكون لغة الايصال بسيطة، لا تعقيد ولا غموض ولا حتى استعلاء مني " وأنا واحد منكم / ..

كل ما في الأمر هو خشيتنا أن يصاب المشهد الادبي بنكسة ارتدادية عند موجة الشباب خاصة / ساردون وشعراء، ودعونا نقول - جزافا - / روائيين أو روائيون، لا يهم هنا النصب أو الرفع، أو المضاف إليه .. أقول أن تصاب هذه العنادل الصادحة بعدوى الوسط الفني / الشاب الاديب الفلاني على وزن / عبد القادر الجابوني أو ما تعج به الساحة الفنية من أسماء لم ينزل الله بها من سلطان في عالم الجماليات، فتشهد بذلك ساحة هذه الاصوات أسماء من هذا القبيل .

الاستعارة، أو إعارة المباني الجماليات، مشروعة لا غبار عليها ..

كبار الشعراء أعاروا وأستعاروا ولَفحَهم حر وهجير وعشق الجمال، فاستقوا جماليات أسمائهم المستعارة من جمايات الكون " أدونيس مثلا زهرة اللوتس وغيرها من مباني "التأليه الجمالي"، وغير ذلك، ليس هذا مقامنا هاهنا، هذه فقط لازمة عابرة ..

وأنا عائد من هذ الصرح الفكري في الانتلجينسيا، كنتٌ أرقب المارة لا بعين فضولي، أو بعين أخرى، وإنما بعين ملاحظ، على غرار بقية الزائرين: زرارافات زرافات وأمواج بشرية أمام المداخل الرئيسية، يهرعون ليمروا تباعا على ألة السكانير عند مدخل كل جناح، خاصة الجناح الرئيسي في المعرض، يتجه أغلبهم ل" معروضات " أصدقائهم " في مواقع التواصل الاجتماعي، وهم في جلسة " ما يسمى وما أصطلح عليه " البيع بالتوقيع " يقتنون ولا يفهقون، ولم تمر عليهم وأنا متأكد من هذه عينة ما جادت به " صوالج أمرئ القيس، السياب، البحتري، أبي تمام، صلاح عبد الصبور، عبد المعطي حجازي، جبرا إبراهيم جبرا، عبد الوهاب البياتي، حيدر حيدر وغيرهم والقائمة طويلة لا تتسع هذه العجالة لذكرها،في تدافع " بمدخل دور نشر نكرة، ليس استصغارا مني لهذه الدور، فهي أيضا ستكون لها ريادتها،

وعندما مررت ٌ مثلا بدار "ميم" كعينة: شعرت ٌ بذلك الوقار، التي ترشحه هذه الدار من نوعية، وحتى روادها "نوعييون"

ومن طرائف ما شد انتباهي أمس أن إعلاميا معروفا، له باع في الحقل الاعلامي، ظل قابعا أمام دار نشر نكرة وهذا قدره - المسكين - يرعى " كتيبات " له بعتبة الدار هذه كالشويهات، أعرفه جيدا، قال لي بالحرف الواحد وكانت الساعة تقريبا الرابعة مساء،" لم أبع ولا كتاب واحد .منذ الصباح، رق قلبي لحاله، قلت ٌ له هل تتوفر على حساب في الفيسبوك، قال لي متحسرا: لا .

ولحديث قياس .

الثابت والمفيد حتى لا أطيل، أن ما عُرض وما حقق من مبيعات لا يعني أن أصحابها،هم فرسان " المبيعات " ولا أعمم، فثمة أسماء مكرسة طبعت بدور تشق طريقها بتؤدة نحو التموقع، مثلا كدار خيال التي فرضت وقارها على غرار دور أخرى، كدار ميم والقصبة وغيرهما .

الثابت المفيد حتى لا أطيل .

أن ما اجتليته من هذا المعرض ولي أوبة أخرى إلى فصوله، أن أسماء مكرسة، فرضت "لا أقول معروضاتها" وإنما "ذاخائرها الجمالية عن جدارة واستحقاق، ونضج فكري ..

ما سأقوله في نهاية هذه الانطباعات، هي دعوتنا إلى تكريس فعل القراءة، قبل التسرع في النشر والطبع حتى لا نعاتب عباءة الحلاج بما لا نعرفه عن صوفيتها، وعندئذ يكون لنا ذاك "الصولجان" الملكي "السلطاني"، ولا نقتات من شخير ونَفس الكبار بآليات

copier - coller

أكرر وأعيد أنني لستٌ ناقدا ولا واعظا، ولا مرشدا سياحيا أدبيا، كنتٌ زائرا بسيطا، رق قلبي لما شهدتُ وسمعتٌ ..

ولحديث قياس .

 

كتب: أحمد ختاوي - الجزائر

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم