صحيفة المثقف

اريد وطنا!!

عباس موسى الكنانياريد وطنا.. كل ما في الامر هو انني اريد وطنا يملأ فضاءاته السلام والمحبة، اريد وطنا اعيش فيه بكرامة وعز ككل البشر

اريدوطنا مدارسه تنبض بالعلم والمعرفة مدارسه أجمل من قصور الساسة والمسؤولين أقدس من المساجد والحسينيات،

مدارس يضحك يلعب يرسم يتعلم ينشد فيها الاطفال نشيد الوطن، يبتكر ويجرب ويختبر فيها الكبار أفكارهم،ساحات ومراسم ومختبرات واذاعات وصفوف ووحدات تغذية صحية،

اريد وطنا لا يخاف فيه المرضى والمعلولون والمعاقون من مستشفيات لا دواء فيها ولا أطباء، فيها كل ما يشعرهم بأنهم بشر يستحقون الحياة، والشفاء هو من ينتظرهم هناك .. لا الموت والالم

اريد وطنا جامعاته مصانعٌ ومنشأت ٌعلميةٌ وشموسٌ معرفيةٌ وساحاتٌ وواحاتٌ ثقافيةٌ وادبيةٌ، تشعُ وتفيضُ بالعلم والعلماء، بناءاتُها مواقعُها اثاثُها منهاجُها كوادرُها نتباهى بها امام كل دول العالم

اريد وطنا آمنا لا خوف فيه لا رعب ولا استقواء،  ينفذ الى مسامات جسمه الجميل جميعها القانون، وتصدح في سماءه صيحات القضاء المستقل،لا أحد مهما كان ومهما علا شأنه، الثري والسياسي ورجل الدين والفقير والجاهل والمتعلم والعالم، لا أحد فوق القانون، لا سلاح ولا انتماء ولا احزاب ولا رئاسات كلهم يخضعون امام القضاء على السواء بلا ادنى صفة

اريد وطنا يشعر فيه الفقراء انهم اقوى من كل المسؤولين والسياسين والمنتمين، يشعر فيه الفقير انه رقم صعب يغير في المعادلة السياسية، يشعر فيه انه هو الوطن

اريد وطنا كل خيراته التي منحها الله له هي متاعُ ورزقُ جميع ابناء هذه الارض المباركة، يتقاسمها جميعهم على السواء، لا سياسي ولا جهادي ولا وامتيازات ولا فوارق، المباديء لا جزاء عليها سوى انها ايمان وعقيدة يتحلى بها اهلها

اريد وطنا يسكن فيه ابناؤه في بيوت تحفظ لهم كرامتهم، تؤمن لهم بيئة صحية ونفسية واجتماعية، يعيش فيها المواطن مطمئنا على افراد عائلته، يضمن فيها تربية ابناءه نفسيا واجتماعيا، لا يشعرون بانهم من طبقة او درجة اقل من غيرهم،اريد وطنا خال من العشوائيات وبيوت الصفيح

اريد وطنا خال من كل دعاة الفرقة والتحلل والطائفية، اريد وطنا ارى فيه هؤلاء كلهم امام القضاء بتهمة الدعوة الى الجريمة والقتل والحرب وانتهاك الانسانية، اريد وطنا خال من كل الفاسدين والسراق والخونة

اريد وطنا يليق بي كعراقي تمتد جذوري الى 6000 الاف عاما، يليق بي كوني انا القلم الاول والدستور الأقدم

اريد وطنا مستقلا يقرر شعبه وابناءه هم كيف يرسمون مستقبلهم، ويخططون لعلاقاتهم من دون اي ضغوط او تدخل خارجي، نريد حكومة لا ترضخ ابدا الا لشعبها فقط

نريد وطنا يمشي فيه السياسي والمسؤول بلا مصفحات ولا جكسارات ولامظللات ولا حمايات، نريد وطنا ابناء المسؤولين فيه مع ابناءنا في المدارس، ومع ابناءنا في جبهات القتال دفاعا عن الوطن في الملمات، لا ان يتسكعوا في ازقة الترف واللهو في اوربا

نريد وطنا لا غسيل أموال فيه ولا تهريب للنفط ولا متاجرة بالمخدرات ولا بيع للاثار نريد وطنا سالما معافى

نريد وطنا خال من المتسولين والشحاذين والمعدمين الذين يأكلون بقايا الخبز من اتلال القمامة وبقايا طعام الاثرياء

نريد وطنا قويا مسالما يبني علاقاته مع كل دول العالم ودول المنطقة والجوار على اساس تبادل المصالح واحترام السيادة

نريد وطنا حمل السلاح فيه خارج اطار الدولة يعد جريمة ارهابية وخرقا فاضحا للقانون

نريد وطنا نسمع عند تنفس صباحاته الناعمة اصوات تشغيل مصانعه ومعامله جميعها نريد وطنا يسعى لأن يكتفي ذاتيا بما ينتج

اريد وطنا يستوعب كل طاقاته العلمية والاكاديمية واصحاب الشهادات نريد وطنا كل شبابه متفاءلون لا يائسون ولا متذمرون

نريد وطنا كل فلاحيه يغنون وينشدون فرحا وهم يحملون مناجلهم اوقات الحصاد تغمرهم السعادة في نيسان لما سيحصدون

نريد اليوم وطنا الشعب هو من يشكل حكومته، حكومة خالية نقية 100% من كل تراكمات العملية السياسية القديمة ومن كل الوجوه التي فشلت في ادارة هذا البلد

فهل هناك أجمل من هذا الوطن الذي نريد؟، وهل هناك ما يُزعجُ في هكذا وطن؟!!

 

عباس موسى الكناني

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم