صحيفة المثقف

إنقلاب مفاجيء

فتحي مهذبمنذ عشرين سنة ونيف

أعمل حاجبا لدى غراب سفسطائي..

وبما أني رجل أصم من مخلفات حرب ٦۷..

بعت نياشيني لظربان جسور..

ومسدسي لعاهرة

لتفتح النار على قراصنة

يهددون قاربها الجسدي في عز الليل..

وبما أني ذو عين واحدة في جبيني..

وكتفين من برونز خالص..

وقامة مديدة مثل عمودي فقري لديناصور عاشب ..

كان يحبني جدا السيد الغراب..

أحترم مواعيد الصلاة على الموتى..

والبكاء بصوت كنغر في تلاوة الجناز ..

وتقديم التعازي بنبرة سلحفاة

سيئة المزاج..

أحبني الغراب مثل  أب روحي

يعامل الأشباح التي تغني في القلعة وتجلب الذؤبان للوليمة بحرفية عالية..

أطهو ديدانا طازجة للسيد الغراب..

وأرش عشه الأنيق بأشتات الأرز..

أنظف ريشه في المساء

وأمسح جناحيه بزيت القديسة..

وأترجم تلك الكلمات المسمارية

غاق غاق غاق..

الى لغة سكان القلعة..

معلنا للجميع أنه الوريث الشرعي

لحنجرة زرياب..

وأن لونه الأسود الغربيب يجلب الحظ للأرامل وفاقدي السند..

غير أن السيد الغراب

تفطن لعبور الثعالب في غابة كلماتي..

حاول قتلي بمخالبه الطويلة..

لأني حررت  رهائن

من ثقب عميق  مليء برائحة الجثث..

مشعلا حرائق لا تنطفئ..

داعيا كائنات الرماد للعصيان .

***

فتحي مهذب

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم