صحيفة المثقف

انتفاضة.. ثورة، مؤامرة، خيانة (2)

عبد الرضا حمد جاسماخي أبا الجيداء المحترم

1 ـ بشكل عام: الضيم والظلم والظلالة والظلام والضغينة والضياع تؤدي الى التململ والألم والقهر والحرمان ومن ثم "السخونة" وبعدها الغليان فالانفجار بشكل صياح وصراخ "مسموع او غير مسموع مسموح بيه او ممنوع "على مستوى الفرد بكثير من الأحوال وهذا التراكم يؤدي حتماً الى التَجَّمُعْ/ الالتقاء بهذا الشكل او ذاك وهذا التراكم لا يُفنى بل يزداد حتى ساعةٍ/لحظةٍ ما لينتج تَغَّير "نوعي" يُعَبَرْ عنه بأشكال مختلفة تعتمد على مقدار التراكم عند الفرد وعند المحيطين او مقدار/عدد من التقوا على نفس الموضوع مع الظرف الملائم الذي يفرض شكل التعبير شكل وقوة ذلك التعبير...هنا حصل توافق أدى الى اتفاق وهذ الاتفاق تحول الى اعتراض علني أدى الى تظاهر والتظاهر انتج انتفاضة فعصيان لتحين لحظة الثورة كل تلك المتسلسلة عامة وخلال تراكمها جرى الاستعداد لها والتحضير النفسي والمادي واللوجستي لكن عند لحظة الثورة لابد من قائد او قيادة لها القدرة على التوجيه والتنفيذ وادامة التعبئة وتنظيمها  والأهم القدرة على تحسس/  استشعار لحظة الانتصار ثم اقتناصها عندها تنجح الثورة وباقل الخسائر... وهذا مالم يحصل او حصل في حراك/انتفاضة/ ثورة اليوم فضاعت الثورة.

وكل من تباهى ويتباهى في ان الثورة عفوية لم يدرس الثورات والانتفاضات فهي نار تحت رماد عندما تلامس مواد قابلة للاشتعال وتوجه عليها ريح ستشتعل، ان اعتبارها عفوية لإبعاد التخطيط او الاستعداد او التأثير فيها وعليها او الاختراق "الاندساس" ... فالعالم يقول لا شيء بهذا الحجم عفوي، والإصرار على وصفها بانها عفوية اي بدون استعدادات يبيح الخسائر ويؤكد على ان فترة صمودها قصيرة ويشير الى ان تأثيرها عابر...حالها حال عود ثقاب اُشْعِلَ في غير محله ووقته سينير لبعض ثواني ويأكل بعضه ويموت حيث ان مُشْعِلَهُ لم يحسن الاختيار فلا قش ولا حطب ولا ريح وبذلك تكون نتائج ذلك لا نور ولا نار.

هذه الثورة/ الانتفاضة ان كانت عفوية سيكون مصيرها الفشل الحتمي ولن تحقق الا الصدمة التي قد يفيق تحت تأثير طرقها الذي سيستمر لبعض الوقت، أئمة الفساد والإفساد...لكن تلك الصدمة ستفرض إجراءات كثيرة ستكون في هذه المرحلة ووفي وضع العراق إجراءات شكلية تتآكل بمرور الوقت والسبب ان سقف المطالب رغم انها محقة ،عالي ولا قدرة للسلطات "التنفيذية والتشريعية والقضائية حتى تحريك ابسطها بسبب شكل نظام الحكم الذي ورد في الدستور فحتى تُنَّفَذْ بعض مطالب الثوار يجب ان يوافق الشعب والشعب متنوع متناحر متربص لبعضه فمن خرج لا يمثل كل الشعب ولا حتى نصفه "بالقياس الى المحافظات" ولا حتى 20% من الشعب او الناخبين  ولكي تلغي الدستور او تُعدل بعض بنوده ونصوصه يجب ان يوافق على ذلك "ممثلي الشعب" وأكثر من نصف وربما أكثر من ثلثي "ممثلي الشعب" لا يوافقون على الأقل اليوم أو في الأيام القادمة...حيث ان شرط إقليم كردستان هو ان لا تمس تلك التعديلات حقوق الاقليم. وشرط الإقليم هو كونفدرالية لا تريدها المحافظات غير المنتفضة من خارج الإقليم ولا تريدها المحافظات المنتفضة وكذلك قيام إقليم كركوك الذي اعتبره البعض المنجرف خلف عدم الدقة انتصار للثوار على أساس عدم مطالبة إقليم كردستان ضم كركوك اليه وهذا المسكين لا يعرف ان قيام إقليم كركوك يعني منحه الحق بالتحالف مع إقليم كردستان او الالتحاق به والاكراد هم الذين يتحكمون اليوم بمدينة كركوك.

فما هو تأثير ثورة جزء من شعب لا يمثل حتى النسبة العالية من جماهير المحافظات المنتفضة على الوضع السياسي في بلد مثل عراق اليوم والامس "بعد 2003"؟ فلا تغرك الاعداد ولا تغرك الإضرابات والغلق للدوائر والمدارس فالغالب فيها "اكراهية، اجبارية" والسواد الأعظم من المنتفضين هم من اتباع التيار الصدري وخاصة في بغداد.

فلا استقالة الحكومة ممكنة ولا حل البرلمان ممكن ولا تغيير الدستور ممكن ولا استمرار الاعتصامات ممكنة ولا دوام اغلاق مؤسسات الدولة ممكن، بالعكس فكل يوم إضافي يأكل من جرف الانتفاضة... ربما...ربما...ربما استقالة عادل عبد المهدي ستكون هدية السلطات الأربعة للمنتفضين حتى تشق صفوفهم السهلة التشقق وحتى تُبيح القادم القاتم ويسمح للسلطات العمل كما تشاء وترغب وتخطط الان ولن يكون امامها رادع فقد سقطت الحجة...وربما الاتيان باسم من خارج قوائم الأسماء التي تكررت ان قَبِلَ ذلك حيث سيكون لا حولَ لهُ ولا قوة وسيصل الحال الى ان الانتفاضة تذوب في بحر الظلمات ويتمنى من يساهم فيها ان يكون سلم النجاة لها هو ان تتكرم عليهم السلطات بإعلان استقالة عادل عبد المهدي الذي سيتحول الى مركز قيادي اخر في السلطات تكريماً له

وهنا كان مكان واهمية وجود القيادة وتأثيرها في الثورات ...فاللحظة الذي توسل فيها "الرؤساء الثلاثة" كانت هي لحظة الانتصار التي ضاعت الى غير رجعة حتى عشرات السنين القادمة، لعدم وجود قيادة للثورة وضياع هذه الفرصة سيحول الثورة في نظر السلطة الى مؤامرة ثم خيانة ...اما تعويل الثوار ومن يغرد لهم من اتباع الفيسبوك على المطاولة والدعم الشعبي والعالمي فهذا غير ممكن ولا يمكن ان ينفع ولا يقدم شيء وهو كمن يجمع الماء بغربال...وتجارب غيرنا واضحة ومعبرة ودرس بليغ عند من يفهم.

لو كانت هناك قيادة لتقدمت بمطاليب محددة  وعلى مراحل زمنية أولاً ليتم التعامل معها على انها قيادة وطنية لها مشروع ويقف خلفها جزء من الشعب والثاني لكي تتنفس جماهيرها بعض انفاس النجاح وللتمتع بوقت للتجديد والتحشيد والظهور امام العالم على انها قيادة معترف بها قد تُنافس السلطة في الاعتراف الدولي او في المنظمات الدولية وللعلم فأن القيادة لا يمكن صناعتها  ولا يمكن ان تُنْتَجْ في الساحات  بل ان القيادة هي من تنتج الثورة او الانتفاضة وبغير القيادة تكون الهَّبات والتحركات والاعتراضات كوارث على الشعب والمجتمع والقيادة هنا تنتخب من يمثلها ليكون التركيز الإعلامي العالمي عليه ليكون البديل "الشرعي" للقيادة "السابقة" وتنتدب متحدث رسمي باسمها.

 لا يستطيع أحد ان يعترف بما يجري في ساحات الاعتصام او المحافظات من المجاميع المتنافرة غير المعروفة وغير حتى المحترمة امام الناس والعالم سياسياً واعلامياً والعالم يشاهد المنتفضين ويسمع صيحاتهم والكثير مما يتلفظون به..."واحد يجر بالطول او واحد يجر بالعرض" في كل شيء صغير الأمور وكبيرها، أسهلها وأصعبها ...العالم العدو منه والصديق، اشخاص ودول ومنظمات لا تقبل ان تنحدر الأمور الى الهاوية بدون بديل جاهز متمكن متمرس جامع لأن الوضع في العراق "خامة بايدة" وإذا وقعت بيد من لا يُحسن مُداراتها والاعتناء بها تتفتت/تتمزق وحينها لا تنفع فيها الصيانة ولا ينفع فيها الرتق والرقع وهي اصلاً لم ينفع فيها ذلك، حيث تحل الكارثة التي ستعم المنطقة باسرها.

امريكا واتباعها لا تقبل وإيران واتباعها لا ولن ولم تقبل حتى لو تحول لون ماء دجلة والفرات الى الأحمر القاني وحتى لو تدخلت دول العالم او حتى لو سقط مليون قتيل/شهيد/ضحية...

كل العالم بما فيها السلطات تعرف ان كل مطلب من مطالب الثوار المحقة يحتاج الى عدة أشهر لدراسته ويحتاج سنوات لتنفيذه لذلك لا حلول سريعة مطلقاً وحتى ما تقدمت بها الحكومة اليوم من حلول او تطمينات كدعم مالي او إيجاد وظائف او إحالة فاسدين الى القضاء لا يمكن تطبيقه بحذافيره او بدقة.

ان البقاء في الشارع يأكل من جرف الانتفاضة والمطاليب المحقة ولا يمكن ان يستمر مهما كان الدعم الخارجي والداخلي له لأنه بكل بساطة يمس مصالح الناس وامنهم وطريقة عيشهم وأمن البلد ويعترض عليه المتسلطين على الشعب في المناطق غير المنتفضة وستعمد هذه السلطات المتسلطة على ان تقع أكبر الخسائر في المناطق المنتفضة حتى تكون عبرة للشعب في مناطقهم...ومع مرور الوقت وانخفاض الدعم للمنتفضين شعبياً وخارجياً وحالة الملل التي تتسرب سريعاً مهما كان الشد والتهييج سيصبح الوقوف في الشوارع والساحات مملاً وهذا حتم أي ليس فيه نقاش...

هنا نعود الى موضوع الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي ولا اقصده شخصياً انما المؤسسة العسكرية فلو كانت هناك مؤسسة عسكرية محترفة متماسكة لها عقيدة عسكرية واضحة لكان هناك احتمال ان تصطف مع الشعب بمرور الوقت ليمنحها الشعب ثقته لتتصرف بتأمين الوضع لتعترف به الدول وتساعده على انتزاع الشرعية من السلطات القائمة وامامنا مثال اليمن وعبدربه منصور هادي وبوليفيا وفنزويلا ومصر وتونس ...وربما هذا ما كان مخطط له لكن الانتباه والتصرف الحاسم فوت الفرصة على كل الجهات ولا اقصد هنا الفريق الساعدي.

 الوضع في العراق مختلف، لا يمكن تطبيق المعادلات التي جرت في بقاع أخرى من العالم على العراق وهذا معروف ومفهوم جيداَ من قبل الامريكان وبالذات في هذا الوقت الحساس الذي يعاني فيه الرئيس الأمريكي من تحقيقات واستجوابات وكذلك دخول السنة الانتخابية...لذلك كان موقفهم حذر جداً والسبب الأهم في موقف الامريكان كان وسيكون هو إيران وليس العراق والخسائر الكبيرة التي ستُمنى بها في العراق وفي المنطقة جراء أي تصرف خاطئ والدليل هذه الزيارة السرية لنائب الرئيس الى قاعدة الأسد هذه الأيام وعدم زيارته بغداد مُجبراً خوفاً من أي تفسير خاطئ لها...يعني يريدون ما يجري من باب قرصة اذن لإيران ولا يهمهم العراق ان احترق او تمزق او نجا. وهم يعرفون انه حتى الوصول الى هذه الحالة اليوم والاستقرار عليها لن يوقف جريان نهر الدم القادم في وسط وجنوب العراق الذي لن ينجو منه أحد في المناطق المنتفضة. لو كانوا يهتمون بالعراق ويحرصون على حال العراق ومستقبل شعبه لحَّركوا بقية الشعب في إقليم كردستان والمحافظات غير المنتفضة. وهذا دليل على ان وراء ما يجري ايادي خبيثة ارادت وتريد تمزيق الممزق وهم يعرفون لو بقي المنتفضون في الشارع عدة سنوات ولو قُتِلَ منهم مئات الالاف لن يستطيعوا الغاء او تغيير موقع حرف واحد من حروف الجر التي وردت في "الدستور" ولن يتمكنوا من إعادة فلس واحد من الأموال المنهوبة من قبل إقليم كردستان او المسؤولين من المحافظات الغير منتفضة إن اعادوا الأموال التي نهبها ساسة المناطق المنتفضة...الكل يعلم إلا المنتفضين ان لا الرئاسات الثلاث ولا البرلمان ولا القضاء قادر على محاسبة نواب ووزراء وممثلي الجزء الأكبر من الشعب غير المنتفض...

في لحظة الثورة كان يمكن ان يضغط المنتفضين ليساندوا في محاسبة الفاسدين والمفسدين لكنهم اسْتُغِلوا بخبث ولغبائهم دون تمييز عندما اندفعوا في اعلان العداء لإيران وكان على من يفهم منهم ومن له حس وطني ان ينتبه الى ان هذا التصرف خطير جداً ومدمر للعراق الان وللمستقبل القريب والبعيد، فإيران دولة جوار وتتدخل في العراق حالها حال كل دول الجوار ولو كانت أي دولة أخرى لها الامكانية لتصرفت مع العراق بأكثر مما تصرفت ايران ونحن والجميع الا الخبثاء، نعرف حجم الدمار التي تسببت به البعثات والهدايا التي أرسلتها وقدمتها جميع الدول الاخرى المحيطة بالعراق من أشكال الانتحاريين واشكال المجرمين الذين عاثوا فساداً وإفساد في البلد والمجتمع...

ان أمور التدخلات تُحل بالسياسة وليس بالعنتريات الفارغة و"هاخوتي هاها" و"إيران بره بره" و"احنة مشينة للحرب" و"الفرس المجوس" و"الصفويين" و"البدو المجرمين" و"الوهابية العفنة"...

الحدود العراقية الإيرانية أكثر من 1400 كيلو متر لم يتمكن العراق ومعه أكثر من نصف مليون مجرم امريكي ومعهم مئات الاف المجرمين من دول تحالف احتلال العراق بكل امكاناتهم الاقتصادية والحربية والاستخباراتية من حماية تلك الحدود فكيف سيكون الحال لو وقف العراق فقط لحمايتها. وسنلمس وتلمسون حجم الثمن الذي سيدفعه العراق بسبب هذا التصرف المشبوه المدفوع حتماً من الغير...وستظهر أسبابه وابعاده قريباً ومع الأسف سيدفع ثمنه الصغار الفقراء قريباً جداً وبشكل يفوق الوصف...لن يقبل على طرحي هذا الطائشين سياسياً والمقامرين بالوطن لأنهم لا يعرفون حجم الأعباء على هذا الجيل والاجيال القادم نتيجة عدم الثقة بين بلدين متجاورين وشعوب البلدين، قد تُصلح السياسة حالة عدم الثقة بين حكومتي البلدين لكن مستحيل اعادة الثقة بين الشعوب.

بعد ان غادرت فرصة الانتصار الى غير رجعة، ستتوجه الأنظار مع الوقت الى محاسبة كل من خرج، دون تمييز ودون استثناء بتهم جاهزة متنوعة حيث ستنقلب كل تجاوزات السلطة واجرامها الى انها تجاوزات قام بها مندسون ومخربون وسيتوسع محيط هؤلاء ليتم وضَعْ كل من ساهم في الانتفاضة في المنطقة الرمادية التي سيستمر فرز عناصرها طويلاً ليكون ورقة تهديد وحسب المزاج ...

فكون الانتفاضة/الثورة بلا قيادة او بقيادة هزيلة يعني ان كل من خرج له سبب او أسباب ربما تتوحد في البداية لكنها مع مرور الوقت ستكون مفرقه ودافعة للانسلاخ حيث يكون الاختلاف الذي يدفع للاحتكاك والتصادم والتناحر والانقلاب والعداوة وإعادة الاصطفاف خلف الفرعيات مثل العشيرة او المنطقة او القرابة او الصداقة وهذا قد يدفع ربما الى التقاتل حيث كما قيل ويُقال ان الثورة تأكل أبنائها.

والسلطات تفرح لان الثورة بلا قيادة لتتعكز على هذا الموضوع رغم ترديدها انها مستعدة للحوار مع قيادة الانتفاضة وهذا أسلوب يراد منه ان تتناحر أطراف الانتفاضة غير المتجانسة ويُراد منه ان تتقدم بعض الشخصيات لهزيلة الكثيرة كما يحصل الأن لتظهر مستواها اما المتظاهرين وامام الشعب والعالم وهذا ما تدفع به الدول المؤثرة والمتهمة بالتحريض والاسناد لأنها لا تريد مصلحة الشعب بل تريد استمرار البلبلة لأن خروج قيادة واعية للانتفاضة رغم انها مستحيلة تماماً، لكنه يعني الحوار والتوصل الى قواسم مشترك لوضح حلول ممكنه متدرجة في هذه المرحلة...  ان الغياب التام لتلك القيادة يؤدي مع الوقت الى تغلغل السلطات في مراكز الاعتصامات أكثر من تغلغلها "اكتساحها" اليوم.

اليوم بدأ يُطرح سؤال: من الذي يمول المعتصمين ويمدهم باحتياجاتهم؟ ولماذا تسمح السلطات بذلك؟ وكيف تسمح السلطات لأصحاب التكتك بحرية الحركة وهي القادرة على تجميعهم وحرقهم وحرقها قبل ان تصل الساحات؟ كيف سمحت السلطات للشاحنات الكبيرة بالوصول الى قلب الساحات بحمولتها ولماذا؟ في هذه الايام صدرت تعليقات هنا وهناك من ان من يتظاهر خارج ساحة الاعتصام لا يمثل الثورة والثوار وهذا يدفع السلطات الى مُدارات ساحات الاعتصام مؤقتاً وتطويقها وإلهائها بالفعاليات الداخلية كما يحصل في ساحة التحرير من مهرجانات وحفلات واعمال رسم واعمال تنظيف وربما غداً مسابقات "محيبس" او"طاولي" او "دومينو" و"شطرنج" وربما تجهيز الساحات بطاولات لعبة المنضدة وإقامة مسابقات فيها، وربما دورات في التمثيل والرقص وتدريب على العزف على الأجهزة الموسيقية واختبارات الغناء، وربما يفتحون فرع لل(ذي فويز) وبعض الالعاب الشعبية القديمة مثل لعبة "الدعبل" ... وقد يحصل تزويد الساحة با"النركَيلة" ومعها سيُسمح بإدخال المواد المخدرة وحبوب الهلوسة لتفتك بالمتواجدين هناك ليتزاحموا عليها وتحصل الاحتكاكات بينهم والسماح بإمداد الساحات بما تريد كما فعلت بنصب شاشات عملاقة لنقل مباراة العراق وايران بكرة القدم... يرافق ذلك مطاردة من قالت الثورة وقال الثوار انهم ليسوا منهم أي انهم مخربين وقُطاع طرق وعصابات سرقة وتخريب في واحد من تفسيرات السلطات بانهم ليسوا من الثوار او انهم تحولوا برأي حتى زملائهم الى قُطاع طرق وحتى فرص لدخول "المندسين والمخربين" لذلك نجد ما يحصل  اليوم في المحافظات وما يحصل على الجسور وفي ساحة الخُلاني وساحة الطيران في بغداد فالقوات الحكومية لم تفكر بالاعتداء على المتواجدين في ساحة التحرير او "المطعم التركي" بل هي سمحت لهم بإقامة  مكان اخر ينافس "المطعم التركي" في ساحة وقوف السيارات في السنك حيث ستتحول الأنظار عن المطعم التركي الى المكان الجديد والاشارات باحتمال انهيار بناية المطعم التركي كما طرح المذيع في قناة الشرقية مظفر قاسم حسين بصفته دكتور مهندس وكما المح الناطق باسم رئيس الوزراء عبد الكريم خلف... وكما يُشاع من ان الامريكان قصفوا المكان باليورانيوم المُنَضَّبْ وهو غير صالح للتواجد البشري... فَرِحَ المنتفضون بالموقع الجديد /عمارة السنك ليُرَّكز عليه الاعلام ومع الوقت سيغفل تدريجياً عن المطعم التركي ...والقادمات حبلى!!!!

https://www.facebook.com/abdulrazahhammed.alhashim/posts/2589636057749353?notif_id=1573721779994055¬if_t=feedback_reaction_generic

 وهذه بداية افول نجم الانتفاضة وعودتها الى احتجاجات تُعالج تدريجياً وبخسائر اقل من الطرفين المحتجين والحكومة الى حين، حيث مهما أصدرت الحكومة من إعلانات العفو او التسامح  فأن حفلات "المحاسبة" و"الانتقام" و"التأديب أو إعادة التأهيل" الديني/المذهبي وتجفيف المنابع والمرابع و"المراضع" ستتواصل وتتصاعد بأشكال مختلفة ومتدرجة مع الزمن حيث عمليات الاختطاف والاغتيال ستستمر وبوتائر متصاعدة متسارعة والتي نعرف ببعضها هذه الأيام وبالذات تلك التي يتم رصدها لكن اكيد هناك ما يجري بسرية وهو الأعظم والاخطر وربما سيأتي يوم لا اتمناه سيكون فيه على كل مواطن في هذه الأماكن ان يقدم ما يُثبت به عدم مشاركته فيما جرى وبالذات في اعمال التصادم او التخريب والتحريض.

عند التفريط بلحظة الحسم او الاصح عند فوات لحظة الحسم كما ورد اعلاه ...تتحول الثورة الى مؤامرة عند الحكومة اما عند الثوار فتتحول الى بداية الملل وحتى الفشل او اليأس والندم والبحث عن أسباب لتركها والخروج من خيمتها التي عصفت فيها ريح الفرقة والشك والخوف والقلق من الغدر والحساب وربما مثيرة للشكوك في النوايا بين المساهمين وبالذات بسقوط ضحايا أبرياء وحدوث بعض التجاوزات التي سيفسرها كل حسب هواه وحاجته فيها مع اختلاف أسباب المشاركة والوعي والأهداف حيث تتشتت الجموع وتتفرق وتتفتت وتنهزم نفسياً وتفكر بالانسحاب مفتخرة او مكسورة ومن ثم تَهْمُدْ لتتحول الى رماد ودُخان عندها ستتحول عند السلطة الى خيانة يُبحث عن رؤوسها وحاضنتها ومُخَطِطيها والدافعين لها والمساهمين فيها ليُفتك بهم وبالذات في وضع انفلات الأمور كما في العراق... لتنتشر وتزداد حملات التبرؤ منها والتدافع لكشف المستور منها صدقاً او انتقاماً تحت ضغط الانتقام او المحاسبة الاجتماعية او القانونية كما يجري

يتبع لطفاً

 

عبد الرضا حمد جاسم

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم