صحيفة المثقف

نوارس لا تخشى البرق!!

صحيفة المثقفكان الرعد قوياً..

يتحدا

كل رحاب الارض

دويا..

يعصف في أذنيه

يريدُ وطن..

تحاصره، نيران الشر

 ودخان الموت وهول المحن..

**

لم يسقط مطرٌ في الساحات

بل ساحت حممٌ

تشعل وجه نبي..

ما أن يعبر ضفة الشارع

حتى يسقط من بين الآلاف صبي..!!

**

وظلَ الرعدُ يعتصر الصمت

ويبقيه جمراً في صدر الثوار..

فوق النصب

وعلى ضفة النهر الأخرى

يتحدى جمع

بصدور عارية

مثقلة بالهم وقهر الاقدار..

ومغول العصر

يبغون القتل

كي يبقى النهب

والسلب

ووكر الافعى

يصمت خلف الأسوار..

**

تعالت ضحكات،

وقالوا :

زوبعة في تشرين

سيطويها النسيان

كمزنة نيسان..

تمرق راكضة

تطفؤها النيران..!!

**

 رأس الأفاعى عادت

صوب الجحر

تعلن المكر بثوب الإحتراب..

لقتل حشود الشباب..

تحاول ان تطفئ شمعات..

فتغش بإيقاعها،

لكن، المطر الساقط في الساحات,,

يوقظ جيكور من غفوته

يعانق أعمدة في أور

ويشعل في الظلمة نور..

**

ماجت في عينيه لحون الارض

وتوجس شيئ يحاكي رذاذٍ المطر

تعالى صراخ الجموع :

(أشعلوا الأنوار، كي نطرد الغرباء)

لكن، أمام النور، توالت حزمة نار

جاءت  من خلف الأسوار..!!

**

كَحْلَ عينيه بخط الفجر

وعلى مقربة من ضفة النهر

أحْمَرَ الماءْ

أنتعش الطحلب فيه

ودود الأرض

وكانت عيناه  يخنقها الدخان

سماءٌ، داكنة إلا من غيثٍ

يصرخ :

جئناكم من كل طريق،

ثم يغيب بين اعمدة الشارع

يردد،

سرقوا بيتي، انتهكوا حقلي

باعوا ارضي، سلبوا حقي

لم يبقوا لي شيئًا في الدنيا

ثم، راح  يدندن:

( لن اركع، لن ارجع،

حتى أخذ حقي، وطناً)..!!

**

قبل سنين قال :

 سخاماً، ستمطر السماء

ورعد الطقوس، لن يكن خلبا

يمتطي صهوة المتخمين الحيارى

سكارى وما هم بسكارى

واردف :

اني سأرقص حتى الصباح

لعلي أجافي المنام

ولم يصدقه أحد،

وجاء المدد

بأن السخام

يميت النعاس

 يوقد جذوة الأشتعال والغضب

ويجلب السحب

على وقع الرصاص،

وفي ظل الصخبْ

وسفح الدماء لحد الرُكَبْ..

وصنابير مياه الجحيم

وقنص العصافير فوق السطوح..

وجاء الصرخ السقيم :

(مندسون، مشاغبون

أحرقوا المقراتِ والبنايات بمنجنيق، تسللوا)

وتناءت أصوات، ترددها أصداء

تتصاقط أشلاء ..

(لا نطلب غير رحيل الأوغاد..

غرباء أنتم، عودوا لدياركمو عودوا،

لتعم الحرية أرض الأجداد)..

**

تتزاحم في سمائنا غيوم

وكلما تزاحمتْ

تكاثرت نجوم..!!

بروقها،

تحاصر المطابخ الملوثة

في عتمة الليل البهيم

 تظهر الأسوار معتمة

تعود نبرة الحوار :

إيقاعه  كسيح

يمضغ الوقت في الهراء

وفي الهواء

يعيش عالم يمارس البكاء والغناء

من يحمل الأعلام في المنابر؟

من يسحق العظام في (الطناجر)

من يملأ السموم في الحناجر

من يرسم المصائر..؟

الكل في الطريق

يصارع الصديد والسعال..

يناشد الصغار والكبار

عوالم الخلاص

في الطريق والرصيف والمحال..

نوارسٌ تواجه الرياح

 ولا تخاف من مكائد البروق..

 هناك من بعيد،

يبزغ الشروق..

لتحتمي الرؤوس

من صديدهم ومن سخامهم

وكلنا نرى النجوم في المدن

يسابقون ريحها

وعالمٍ، يراقب الدماء

 دونما حراك..

والبغي ينصب الشباك..!!

**

ومن بعيد

يجاهر العبيد،

 بخبثًهم :

(أيها النمل، أدخلوا منازلكم

سيهطل الخطر،

تسيح من بسطال

سليماني علامة الخطر)..!!

هراؤهم يشد ثورة الشباب..

حيث منبع المطر

سيهطل المطر

في الجبال والسهول والسهوب..

وتورق الأزهار في الشجر

سينزعون جلدهم،

وفي الغروب

يبدأ الهروب..!!

*  *  *

د. جودت صالح

26/11/2018

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم