صحيفة المثقف

الى امرأة مضروبة..

تارا ابراهيمترددت في كتابة هذه المقدمة ونشرها في يوم مناهضة العنف ضد المرأة التي في الحقيقة لا تعني لي شيئا كون مناهضة العنف في هذه البقعة من العالم التي تعتبر من أشرسها ضد المراة أمر شبه مستحيل..في هذا اليوم البائس، تزداد فيه الندوات والفعاليات والخطابات لدعم المرأة ..في مجتمع قبلي عشائري يتم فيه إضطهاد المرأة الضعيفة الهشة التي ليس لديها خيار آخر غير الخضوع للعادات والتقاليد البالية وفي الوقت نفسه، تحارب فيها المرأة القوية المتعلمة والمثقفة كون الرجل الشرقي لا يود أن تكون المرأة ندا له..فكيف اذا للمرأة ان تطالب بحقوقها؟ لانها إن فعلت فهي في الحقيقة تثقل من أعبائها وتزيد من مسؤوولياتها، ففي كلتا الحالتين هي الخاسرة...

بعيدا عن الترهات التي ترددها المنظمات المدنية والحركات النسوية والناشطين في حقوق المرأة، هل هنالك شيء تم تحقيقه  في هذا المجال؟ طبعا الموضوع عميق وحساس جدا وله أبعاد مختلفة يجب ان يتم دراستها فعليا وليس فقط نظريا...ولكن السبب الحقيقي الذي دفعني أن أكتب هذا المقال هو سماعي وبالصدفة لاغنية فرنسية لكاتبها ومغنيها (بيير بيريه) الناشط في حقوق الانسان والمرأة بالذات.. فأغاني هذا الفنان مستلهمة من الواقع وكتبت كلها كقصائد تحرك المشاعرالانسانية.. فكرت حينها ما هو دور الفنانين والذين يطلقون على أنفسهم فنانون ملتزمون بقضية المرأة ومعنيون بكل مشكلاتها، فالفن له دور كما السلاح.. اخترت ان أترجم القصيدة الثانية بعد قصيدة "الصغيرة الكوردية" لهذا الفنان التي غناها بشكل رائع.

الى امرأة مضروبة..

حتى الموت بإسم الحب ضُربت

يبدو أنه أمر شائع هذه الايام

وظيفة المرأة ليست بسهلة

عندما تكون زوجة رجل صعب

لكن التي يدينها بتهمة الخيانة

لازالت تحب هذا الحطام

الذي يضربها بكل عنف

*         *          *

في مركز شرطة الحي

امرأة متورمة وزوج

يقفان أمام ضابط

يتنهد الضابط ويقول "أنت مجددا؟!

زوجك الحاضر ، سيدتي العزيزة ،

يدعي أنك تختلقين المشكلات

لماذا تصنعين كل هذه الدراما؟

أنت لا تبدين  امرأة سيئة!"

*         *          *

زوجك يدعي أنك تقتصدين من

النسيج الذي يخفي منحنياتك

في ضربه لك هو فقط تهدئة لاستيائه

ارجعا إلى السرير

كل المشكلات تحل على الوسادة

فالجيران لن يحتجوا

لمعرفتهم سبب صراخك و آهاتك...

*         *          *

لطالما أن الاعتداء حميد

الجروح المفتوحة أو الكدمات ،

بالنسبة لنا نحن الشرطة

التعليمات ليست الا قليلة..

إذا كتم انفاسك تحت اللحاف ،

إذا خنقك بيديه ،

يمكننا فتح التحقيق حينها ،

على الاقل لن تموتي من اجل لا شيء!!

*         *          *

لجميع النساء اللواتي يتعرضن للضرب

ولجميع النساء اللواتي صمتن ويصمتن

اللواتي ضربن حتى الموت من قبل أحمق قذر

أهدي هذه القصيدة

***

د. تارا إبراهيم

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم