صحيفة المثقف

هيهات فرض مرشح لرئاسة الحكومة الموقتة من كابينة الاحزاب الفاسدة

جمعة عبد اللهثبت بالدليل الدامغ والقاطع، بأن الاحزاب الشيعية منفصلة تماماً عن مجريات الواقع الفعلي. لم تستوعب المتغيرات التي حصلت بعد انتفاضة التغيير. لم تهضم عقليتها بأن الابواب اصبحت مسدودة في وجهها، بعد 16 عاماً من الخراب والفساد والتدمير، واوصلوا الازمة الى النفق المسدود. لم يدركوا حجم التضحيات الكبيرة التي قدمها شباب العراق الصامد صمود الجبال من التحدي والاصرار على انقاذ وطن بثورة شعب. لم يفهموا أرادة الشعب في الاصرار والتحدي والنصر، من اجل تحقيق الاصلاحات الجذرية، وانهاء حقبة الاحزاب الفاسدة. ولم يخطر في عقليتهم التنازل والاعتراف بالواقع، بأنهم سبب الخراب، وعليهم الرحيل، لم يملكوا القدرة على ترك الكرسي حتى لو تحول العراق حجراً على حجر. لم يفهموا بأن حكمهم احرق الاخضر واليابس، وعليهم ان يمتلكوا شجاعة الاعتراف بأمر الواقع والتسليم به . لانهم لم يمتلكوا القناعة بترك الكرسي. رغم اشتداد الضغط الهائل عليهم من الداخل والخارج . والمطالبة بالكف عن ارقة دماء طاهرة اخرى .

فقد جربوا كل السيناريوهات والمسرحيات الدموية في العنف الوحشي، لكنهم اخفقوا في اجهاض ثورة التغيير. مهما اختلقوا من قصص بالدس والمؤامرات والتحايل والتحريف المخادع ، في سبيل تشويه سمعة المتظاهرين، في اظهارهم بأنهم مجموعات من المخربين والمندسين والعملاء والمجرمين وقطاع طرق. وكان اخرها مسرحية في ساحة الوثبة من اعداد واخراج (قاسم سليماني). بتحميل جريمة القتل وتعليق الجثة على المتظاهرين، لكن سرعان ما أنقلب السحر على الساحر، بأن المتهمين والمتورطين في جريمة القتل والتمثيل بالجثة في تعليقها، بالاسلوب الداعشي، بأنهم من اجهزة الامن والمليشيات، والمتظاهرين براء من هذا الاجرام الخسيس والبشع، لان شعارهم الاساسي السلمية، وبالسلمية يحققون اهدافهم، وكل المحاولات في جرهم الى العنف الدموي ، ماهو إلا فخ وصيد في اجهاض وانهى التظاهرات وافراغ الساحات. ان سلاحهم السلمية اقوى من اسلحة الاجرام والعنف الدموي . لذلك لايمكن سرقة الجهد والتضحيات، سرقة دماء الشهداء الابرار، في اختيار شخصية المرشح لمنصب لرئاسة الحكومة الموقته، من اسطبلهم السياسي الفاسد. هذا محال ان يكون محل قبول ورضى الشارع . وعليهم الكف في التحايل واللعب على اختيارهم للشخصية المقترحة، كل طبخاتهم السياسية فاسدة وكاسدة ومشلولة، وعليهم الاعتراف بالواقع والتسليم به. بأن شخصية المرشح لمنصب رئاسة الحكومة الموقتة، هو من نصيب الشارع والمتظاهرين والشعب. وان يكون من خارج احزابهم . عدا ذلك لا يمكن فرض مرشحهم باي طريقة احتيالية كانت، يعني استمرار العنف الدموي والازمة السياسية الخانقة. يكفي سيناريوهات ومسرحيات، لانها تصطدم بالواقع وتتكسر . بفضل صلابة اردة الشعب التي يعبر عنها، في ثورة وطن . ولايمكن الخروج من الازمة الخطيرة، إلا بالاعتراف بمرشح الشعب وثورة التغيير . جربتم 16 عاماً وهذا يكفي. في التسليم للواقع وارادة الشعب، ومهما طال الظلام ، فلابد ان يشرق الصباح، وينتصر الشعب والوطن.

 

جمعة عبدالله

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم