صحيفة المثقف

أحر من نار الجحيم

سردار محمد سعيدما الذي أنساه؟

ألستم انتم .. نعم أنتم الذين أشربتموني عسل الإنعتاق وشهد الكفاح ورسمتم السبيل

فتحررالراس السجين وما أخافتكم الطير الأبابيل

فيا أيها الجاعلون من الأهداب سلالماً لاتغمضوا العيون

الشذا فاح والندى كلل الأقاح

وبرغم دهماء برزت

مد ّ أصحاب اليمين كفوف السلام

سلام من أصحاب اليمين

بأصابع كالشموع المتقدة تزيح السراب

واصابع تشيرإلى الأرض التي صارت اليوم يباب

تثقب لازورد الفضاء فيهبط رذاذ الحدق لعل هناك بصيص

وجدوا الشمس خانسة وراء ستار

غطى وجهها الطغام

فلا يعتريكم البرد كل شيء سيضيع

 ويفقد الطريق الخطوات 

الحق يغدوبقعة زيت فوق ماء يترجرج 

وحبيتي تمعن في عنف العبارات

 وتداخل الآهات

تعشق اللات والثالثة الأخرى مناة

تتسلق السفوح الموحشة

ويوم بعد يوم وعام بعد عام

ظنوا بأنها نضبت واعتراها الخمول

والمطر الأحمرفي هطول

 والريح أجفانها رصد

والموت في الساحات نزلاً 

اهبطوا أيها المتهافتون على مائدة الحرية

فالغيلان قادمة تتغول فاغرة الأشداق

وما أدراك ما أصحاب الشمال

 يطمسون العيون والحواجب المزججة

قال نسوة في المدينة  صدورالأحرار تراود الضمير عن نفسه

فيا أيها القلب الصغير كن بطلاً

ولا تأبه للغيوم السود تمتطيها الغرابيب

وارسم الحب على بنادق الجنود

على ارغفة الجياع

على الشفتين والمشمشتين ،على نمش الخاصرتين

النخيل شغفتها السماء حباً

ذابت الكلمات

أم الحب يعشق الصمتَ

 تأبى الإنحناء

رغم وزره

كل هزة سعفة تسمعه يصيح توضأ معي

يا مَن تكلم في المهد صبياً

أتسمع خرير الدم المطلول

 أشاهدت بريقاً سنبلاني غليظ لونه يبكي الناظرين

ذاك رضيع ماء الجسد الطهور

ذاك المبرأ الموفور

يا للسائرات المستنيرات بالدماءالدوارب

كسبع نجمات وسبعة كواكب أشرقت فانبث  في الأرض السلام

ولما توجه تلقاء ساحة الحرية وجد فيها أمة من الدماء تبتسم

ومن دونهم صارية تناطح مثار الريح ترفع شراع قرابين الوطن

فوق ذات ألواح عليها نحور مثبتة بدسر

هل الأضاحي مشت على قدم أم العلياء سعت لموردها

والعويل شهد بأفواه الأمهات

تلعن مخالب الأيادي الأثمة

أيقنواغداً يأتي الربيع

تزهر الأغاني الجديدة

تتفتق البراعم

وتخمد بحيرة الدم الفائرة

تنفجر الفقاعات

بوجه العتاة

توقد مصابيح السماء

يزدادالمدنف ولهاً بديباجة الأنواء

يلثم تفاح الخدود

يترجح النهد الزئبقي فوق عشب الصدور

ويشرب من كف دعجاء

وخزي للبغاة الظماء يوم يؤتى بجهنم

الملائك تنشد

يا أيتها النفس السخيّة ارجعي إلى ربك راضية مرضيّة

يا أيها الخالدون

قدّامكم من أكون ؟

وذات صبح منسي

إنطلق صراخ في باحة البيت القديم

خطفوا بنت جاري

فلمن أقرأ بعد أشعاري

ومن أقابل خفية في سطح داري

كل ما فيّ يكاد ينفجر

يا عصافير بربكم حلقوا حول روح مدركة

قالت : أرى الهدف  ذياك في آخر الطريق 

سمّني زرقاء بغداد

نهجت السكة الصحيحة

أسير إلى أمام ولن ألتفت

هناك تتفتح الأكمام

بحق دفتر أشعارك

لا تنم

لتخبرني العصافيرعن هجرك الفراش

وأنك في سوح الشرف

حدثتك يوماً  عن فجر جديد

لا صيف أو شتاء وليس خريف أو ربيع

إنه الفصل الخامس الذي هو جد قريب

كن معي في رحلة الكفاح السرمدية

رحلة القديسين والأنبياء

نكسر هياج أمواج البحار

دع السمك الجميل بأي اتجاه ينحدر

وكما عشقتني عليك الإختيار

ما أعسر الإختيار

لاتقف في المنطقة الرمادية ما بين ليل ونهار

ستلقى ظلي الراسخ في الأرض

تعال معاً نرمي الجمار

فما أكثر الشياطين

ماذا ستفعل

تريق الصمت في الهواء !

ماذا ستفعل ؟

أتبحث عن حبيبة أخرى

وما صلتك بالإنسان

لإبتعد عن ساحل الحلم

أنسى الكنز المفقود

والمارد والفانوس

اقطع أصابعي المستعدة لإطلاق الجن الحبيس

أترك البساط السحري يعود بي إلى وراء

أحلب الناقة ، أسجر التنور ، أنتظر العريس

يحملني على هودج

سيخطفني طائرغريب

ويرميني من تعاريج الغيوم في ساحة التحرير

حينها هل تستطيع مدّ لسانك

بوسعك الآن توديعي بقبلة

وحين تطرق باب الحرية أغمرك بالقبلات

يا حبيب الوجود

كن طيري العائد

إلى عشنا العجيب

ترقد تحت جناحي الذهبي العامربالوضوح العارم الدفء

هلم معي .. أسرع السفلة قادمون .

***

سردار محمد سعيد

نقيب العشاق - أربيل

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم