صحيفة المثقف

تطعمه حمامة بمنقارها الجميل

فتحي مهذب- أعرف ناسا كثرا في مدن بعيدة..

ينامون في الهواء معلقين

مثل نجوم ثاقبة وفي النهار  يتبخرون..

أزورهم في النوم بمنطاد خارق..

أصطحب تمثالا خسر  يده

بعضة تمساح..

خيميائيا يطبخ رموزا وإشارات

في إناء هلامي..

حصانا ضحوكا أهديه إلى أرملة

تنتظرني في أرجوحة سماوية..

نتبادل كتبا وهدايا فاخرة..

لا نهبط الأرض وتغرد فوق رؤوسنا

طيور من كواكب مسحورة .

**

يداه مقطوعتان..

تطعمه حمامة بمنقارها الجميل..

تسمعه فاصلا موسيقيا..

حين ينام تحمله تحت جناحيها

إلى جزيرة أثيرة..

حيث شجر كثيف يحن

إلى ايقاع مفاصله .

**

غالبا ما أسمع خشخشة في حجرتي..

مومياء ترتجف من البرد

تختفي تحت سريري..

- لا تشفقي من إيقاع المطر ..

- ليس توت عنخ أمون

يلاحقك على حصان شركسي..

- مطر ينبح باستمرار طوال الليل .

**

ما جدوى هذه الكواكب الغزيرة..

وهذه الثقوب العمياء..

التي تهدد عصفورا يفكر في ماهية الموت بقذيفة ؟ ..

ما جدوى هذه المجرات المتراكبة..

هذه الحصون العبثية..

المليئة باللاشيء؟.

وما سر عبور ملايين السنين..

على سطح الأرض؟.

**

في السجن

لم تزرني غير سمكة

كانت تسبح في عيني سجان .

**

أنا أكتب لتزورني باخرة محملة ببريد الغرقى والمكفوفين .

أنا أكتب لأن نصوصي تمنحني  ثمارا وفواكه نادرة جدا ..

أنا أكتب لتدجين الهاوية..

وتقليم أظافر المستحيل .

***

فتحي مهذب

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم