صحيفة المثقف

حفل توقيع ديوان نزف بريء للشاعر سعد الدين شاهين

في أمسية أدبية جميلة، وبحضور جمع غفير من الأدباء والمثقفين، شهد بيت الثقافة والفنون في جبل الحسين، بالتنسيق مع جمعية سماء الثقافة مساء اليوم الاثنين الموافق ٢٣ ديسمبر ٢٠١٩ حفل إشهار ديوان

"نزف بريء" للشاعر سعدالدين شاهين رئيس رابطة الكتاب الأردنيين، والذي صدر نهاية شهر يونيه ٢٠١٩ عن دار فضاءات، وتضمنت فعاليات الحفل قراءة نقدية لورقة أعدها الناقد الشاعر عبد الرحيم جداية، وقراءات شعرية من الديوان المذكور قرأها الشاعر المحتفى به، وأدارت الحفل القاصة هديل الرحامنه التي أبدعت فأدهشت الحضور.

قائلة في معرض تقديمها للأمسية

"المعروف لا يُعرف الا بالألفِ واللام ...

الشاعر سعد الدين شاهين ...رئيس رابطة الكتاب الاردنيين ...

كلما ضج على خيله أجفلها فكان وردها و موئلها ...

إن رقدت أفزعها فيكون مأمنها ومسكنها ... من حيث تضع الحياة وزرها في نزق القصيدة"

إلى أن قالت:

"و ابيه الذي غص به الموت على وصية المائدة ...فالشعراء انبياء على هيئة وحي القصيدة ...والقيامة تأتي حين يفر الليل كمرتفع على كتفه ...فما حاجته للظل وكل الجملِ حافية ....بين بينه و بين ".

الناقد جداية من جهته تحدث عن التماثلات التي احتفى بها ديوان "نزف بريء" الذي حمل في طياته هموم الإنسان العربي وخاصة الوجع الفلسطيني بكل تفاصيله وتداعياته، وركز جداية في معرض نقده على رمزية الأب الحكيم صاحب الوصايا التي أورثها للأجيال المتعاقبة، هذا الأب الرمزي الذي تجلت شخصيته الإنسانية المثالية والروحية ضمنياً ليتجلى من خلال الصور الشعرية المدهشة في أبهى الحالات فبدا كأنه نبي، أورث أبناء الحق الفلسطيني آخر الوصايا تأسياً بخاتمة ما قاله الرسول الكريم قبل أن يلتحق بالرفيق الأعلى، والمنصوص في صورة المائدة،.. وكدأب الشاعر فقد أحسن التناص مع النص القرآني وأبهرنا بخاتمة أورقت حكمة سديدة وأشرقت أملاً.. وفي الختام تسلم الشاعر شاهين درعين تكريمين من مديرة بيت الثقافة والفنون الدكتورة هناء البواب وجمعية سماء الثقافة الدكتور فايز الخطبا الذي سلم بدوره الناقد عبد الرحيم جداية شهادة تقدير.

***

على هامش الأمسية وحديث في الثقافة

جمعتني قبل بدء فعاليات الحفل جلسة مع الشاعرين الكبيرين محمد العامري وجميل أبو صبيح اغتنت بشؤون الثقافة والأدب، تطرقنا خلالها إلى العديد من المواضيع ذات العلاقة بالشعر والفنون والحياة،، ودار بيننا حوار جميل وعميق حول تجربة أبو صبيح في السرديات الشعرية النثرية وخلصنا إلى أن القصيدة النثرية لا تمثل هروباً من الشعر العمودي بل هي كائن شعري حي وله شخصيته الشعرية التي وصلت في نضوجها عند جميل أبو الصبيح في سردياته إلى الذروة، حيت تتمتع بالمشهدية المسرحية والبصرية التي تتجلى من خلال وحدة القصيدة وتداعيات الصور الشعرية التي شكلت مظهر القصيدة وجوهر المعنى في العمق الزاخر بالجمال .. وتطرق العامري وهو شاعر وفنان تشكيلي إلى المقاربة الفكرية والتناظرات الفنية وفي الحياة الشخصية والاجتماعية بين تجربة الفنان التشكيلي بيكاسو وصاحب النسبية الفيزيائي البرت أينشتاين، وخاصة أن التكوينات اللونية والمساحات التشكيلية وما يتخللها من منحنيات وانكسارات بصرية في لوحات بيكاسو مراوغة وغير يقينية كحال الكون الأحدب في نسبية أينشتاين وانحناءات الضوء وانكساراته التي توهم بحقيقة خادعة لمواقع الأشياء بالنسبة إلى الزمن، مثل النجوم التي نراها في غير أماكنها وفق زمن مراوغ..

وتحدث العامري في سياق ذلك إلى علاقة بيكاسو بالفنان ماتيس..

 

بقلم بكر السباتين

24 ديسمبر 2019

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم