صحيفة المثقف

كفانا عبث بمنطق الأشياء ومحاولة عكس دوران الأرض..

بكر السباتينلماذا الاستهانة بحقوق المرأة ورجم اتفاقية سيداو بما ترجم به الزانيات! عجبي..

اتفاقية سيداو هي اتفاقية دولية للقضاء على جميع أشكال التمييز ضدّ المرأة، اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1979، فما ضير ذلك والمرأة هي الأم والبنت والأخت!

بنود الاتفاقية تنصّ على المساواة بين الرجل والمرأة، وحقوق الإنسان والحريات الأساسية في الميادين السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، أو أي ميدان آخر، كما تحثّ الدول الأعضاء على اتّخاذ بعض الإجراءات، وتشمل أحكامها ما يأتي:

- تقوم الدول الأطراف بمنع التجارة بالمرأة واستغلالها. فهل ثمة من يعترض على هذا البند الذي يصون المرأة ويحارب الدعارة المباشرة والمقنعة ويتهدد مواخير البغاء!

- تكون المرأة قادرة على التصويت في الانتخابات على قدر المساواة مع الرجل. وما ضير أن تظفر المرأة بهذا الحق في زمن الرياء والتنطع الأجوف وإطلاق الوعود الكاذبة.. ألم تكن توجان فيصل بعشرة رجال!! وهل ثمة من يعترض على سياسة ترامب ضد العرب والمسلمين ويتهمه بالعنصرية من الشخصيات العربية في الحزبين الديمقراطي والجمهوري غير الصومالية إلهان عمر والفلسطينية رشيدة طليب وهما ممثلتان عن الحزب الديمقراطي الأمريكي.. لماذا تسعون إلى إغراق البرلمانات العربية بأشباه الرجال إرضاءً للذكورية المشوهة باسم الأعراف والتقاليد والأديان..

- المساواة في الحصول على التعليم، بما في ذلك المناطق الريفية. وهل يعترض هذا البند مع الدين أما هي دعوة لظاهرة "سي السيد" في ثلاثية نجيب محفوظ الشهيرة! والتي كانت سائدة في منتصف القرن الماضي وما زالت الشهية الذكورية تسعى لاستعادتها!

- المساواة في الحصول على الرعاية الصحية، والمعاملات المالية، والحقوق الملكية. يعني أن لا يأكل الأخ حق شقيقته، أو يحرم الزوج شريكة حياتها من حق التصرف بأملاكها!

بالله عليكم والكلام موجه لمنتقدي اتفاقية سيداو، ما هو الأمر المشين في هذه الاتفاقية التي وقعت عليها السلطة الوطنية لفلسطينية واعترضت عليها بعض العشائر بتحريض من أصحاب العقول المنغلقة! هل هي مخالفة للأعراف الدينية والاجتماعية! هل بقي في عصرنا من يميز بين حقوق المرأة والرجل! من يستطيع أن يفعل ذلك مع زوجته وبناته! إلى متى هذه الازدواجية في السلوك لدى الذكور! ليتكم تعترضون على احتلال العدو الإسرائيلي لأرضكم وتبذلون الدماء رخيصة لأجل فلسطين اقتداءً بالشهيدات الفلسطينيات اللواتي قدمن أرواحهن رخيصة لأجل الوطن! تذكروا الشهيدة دلال المغربي فمن هوالمعتوه الذي سيقلل من عطائها، ليتقدم الصفوف رافعاً يده حتى تعلّم الأحذية على وجهه البارد، لقد طفق الكيل والتنابل تتصدر المشهد في كل قضية ثانوية كي تستهلك الهمم وتشتت انتباهنا عن قضايانا المصيرية.. ما هذا الهراء!. فبدلاً من الاعتراض العشائري المفتوح في بعض مدن الضفة الغربية وموجات محاربة الاتفاقية عبر مواقع التواصل الاجتماعي لماذا لا تستنهضوا الهمم لإشعال انتفاضة ثالثة ننتظرها كي تجتث هذا الكيان الإسرائيلي وعملائه بدلاً من التحريض على المرأة والاستخفاف بحقوقها المشروعة.. هذه معاندة للمنطق ومحاولة لعكس دوران الأرض والعبث بمعطيات التقدم بالزمن التراكمي.. عجبي

 

بكر السباتين

25 ديسمبر 2019

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم