صحيفة المثقف

حـب في أربـعـة أيــام

علي ناصر الركابيقبل الدخول في مضمون الحب، فهنا يجب أن نفرق بين مفهومين رئيسين في علاقتك بمن تحب، وهما الاعجاب والحب.

الإعجاب: هو أولى درجات الحب، وهو وحده الذى بإمكانه أن يتولد سريعًا دون مقدمات ومن الممكن أيضا أن ينتهى سريعا دون تمهيد.

أما الحب (وأقصد العاطفي): فهو الذي لا يأتى فى فترة قصيرة كما يعتقد البعض، وهذا الآصل، أما الاستثناء فيمكن ذلك، وهو ذلك الحب الذي يبدأ بالإعجاب والانجذاب من النظرة الأولى بين الرجل والمرأة، حيث تجمعهما في البداية الصداقة التي تتحول فيما بعد إلى حب، أو أنّهما يقضيان وقتاً مع بعضهما، كأن يسهرا طول الليل فتتطورالعلاقة لتتحول الى حب.

وقد يشعر الكثير من المحبين بالحيرة أمام تلك الأحاسيس ولا يعلمون كيف يتم إيصالها لمن يحبون، لذلك هناك الكثير من الكلمات الموجودة على مواقع التواصل الاجتماعي والانترنت يمكنها ان تصف مشاعرك وتستطيع إخبارها لمن تحب. أو أن تكون موجودة اصلاً بين المحبين عند لقائهما حيث جمعتهما الصدفة الجميلة.

كأن يخبر الرجل المرأة أنه يحبها خلال فترة قصيرة من تعارفهم دون أن يعرفها معرفة تامة،

وفي هذه الحالة يجب على المرأة عدم تصديق الرجل، لأنه في كثير من الأحيان يتفوه بهذه الكلمة دون أن يشعر بها، وقد يحدث العكس، أي أن يكون الغرض من ذلك الإيقاع بالمرأة، حيث أن هناك العديد من العلامات التي تدل على حب الرجل الحقيقي والتي يمكن من خلالها التأكد من حبه، مثل الاهتمام الكبير بالمرأة، وإعطائها الأولوية في كل أمور حياته، ودائما يـعَرف الناس بها، وعندما يتحدث دائما عن المستقبل هذا يعني ايضا أنه يحبها و يريد إكمال حياته معها. 

أو كأن تخبرالمرأة الرجل بأنها تحبه، وهنا يجب أن تراعي التعامل معه بنوع من الذكاء و الهدوء، وأن تصبح منفتحة الذهن، وعليها أن تعلم أنها بنبرة صوتها الرقيقة و التي تمتلئ بالحنان تستطيع أن تسحره بحبها، فعليها دائما ان تهتم بمدحه وتعطيه دوره كمسؤول عن أهم الأمور في حياتها والتي تجدها صعبة بدونه، وأن تساعده في اي شيء عندما يطلب منها المشورة والمساعدة، وأن تسانده وتشجعه على كل شيء يفعله، وتقوم بمدحه أمام الأصدقاء موضحه مزاياه التي جذبتها إليه، وان تشعره بمدى سعادتها بأنه جزء من حياتها، وانها لا تستطيع تخيل حياتها من دونه، فهذه من الطرق الهامة للتعبيرعن الحب للرجل.

كما أن هناك تصرفات مشتركة عند الرجل والمرأة سويةً تدل على ان الشخص قد بدأ يحب شخصاً ما، كقول كلماتٍ مثل: أشتاق لك، حيث يكون فعلاً قد اشتاق له، نسيان الحبيب السابق، البدء بحب عمل أشياءٍ لم يعتد أن يحبها أو أن يقوم بها، البدء بتقديم التضحيات، الشعور بالأمان والطمأنينة بوجود ذلك الشخص حوله، بدء التخطيط لمستقبلهما سوياً دون أن يدرك بأنّه يفعل ذلك، تعريفهُ على عائلته، اليقين بأنّ هذا الشخص هو الشيء الوحيد الذي حصل له في حياته.

وفعلاً هذا ما جسدته علاقة حب وقعت بالصدفة بين حبيبين في غضون أربعة أيـام جمعتهم النظرة والمشاعر وتبادل الأحاديث والاعجاب لينتهي بالحب بعدما أصدر العقل أمراً عاطفياً الى قلب كل منهما، ليدرك كلاهما بانهما وجدا نصفهم الأخر الذي طالما عانا سابقاً من تجارب عاطفية أو أسرية فاشلة لسنوات طويلة، أنتهت بخيانة أخلاقية أوخيانة مادية، أو لأسباب تافهه... حيث عاش فيها الحقد والكراهية والشك والأنانية... وضاعت فيها الضحكة والفرحة والمحبة والمودة ... كما ضاعت سنوات العمر ...

 قد تقف الكلمات والحروف عاجزة عن وصف المشاعر التي ينبض بها قلب ذلك الحبيب لحبيبته حينما رأى فيها البراءة في النظرات ذات العيون الخضراء في دولة خضراء والكلام الموزون والدفء والحنان وطيبة القلب والأناقة والنزاكة والتواضع والهدوء عند التحدث والأجابة عند السؤال .. كما وصفها بعد حين بانها:

عربية الأصل، مسلمة الديانة .. أوروبية الجمال، مسيحية الأخلاق .. وهذا ما كان يحلم به منذ بداية شبابه..

أما الحبيبه، فوجدت حبيبها الشخص الوحيد الذي خطف قلبها عند ساحل البحر وبين الحدائق والطرقات المؤديه له حينما ألتقوا هناك، كونهم من بلدين مختلفين. أحبتهُ لقوة شخصيته، لذكائه، لفطنته، لكلامه ووسيلة إقناعة، لإبتسامته وطيبة قلبة، لصراحته. عندها قالت له: انت الشخص الوحيد الذي ضحكت معه من قلبي وبكيت أمامه أسفاً على أيامي التي ضاعت هدراً في زواج مؤلم وتجربة فاشلة مع شخص لم يستحقني أبداً. شعرت بالأمان وراحة البال من أول يوم تعرفت بك، وردني أحساس لم يقبل الشك بإنك نصفي الثاني الذي ابحث عنه طول عمري، بحيث أول مره عرفت نفسي في مكان مع رجل بمعنى الكلمة، الرجل الوحيد الذي اوقعني في حبه بعد ساعات من أول لقاء به رغم اني عنيدة بطبعي وهذا ما جعلني احتار في أمري، رجل يهمني وسوف يحبني بدون أي مصلحة، كنت أتصرف معك كأني أعرفك من زمان، أول مره أعرف رجل حقيقي حنون وقوي .. والقوة لله العظيم .. يرايت عرفتك من زمان وكنت زوجتك وأم أولادك .. ياريت كنت من نساء بلدك وتعرفت عليك سابقاً، أنت غالي عليَ كثيراً.. ثم ختمت كلامها قائله: نحن تعذبنا كثيراً وأخذت منا الدنيا ما أخذت وانا لا أريد أي شيء منها سواك أنت أي المنقذ ... أن شاء الله تعالى سنكون أسعد حبيبين عرفتهم الصدفة الطيبة.

 أعتقد ومن باب التواضع، بأن الحبيبين قد أحب بعضهما البعض الأخر ليس لان أحدهما أو كلاهما يمتاز بالجمال أو المال أو الشكل أو الجسم أو الشهادة الدراسية وما الى ذلك .....

 بالطبع لا، وإنما الحب هو حب الروح. فحتى لا نبالغ في الوصف ونقول لو سأل سائل أليس هذه الأمورهي من متطلبات الحياة أي الجمال والمال وو؟ الجواب سيكون حتماً بنعم، ولكن هذه الأمور كمالية، أي لو سبق حب الروح الأمور الأخرى، حينها ستكون صفات إيجابية للإنسان، أو كما يقولون (زيادة الخير خيرين)، كون حب روح الإنسان وطيبة قلبه هي من الأمور الضرورية في الحياة، والله أعلم.

ما يتمناه الكاتب في كل صدفة تجمع بين الأحبه في فترة زمنية قصيرة لتنتهي بحياة أسرية شرعية على سنة الله ورسوله.

 

الدكتور علي ناصر الركابي

 27/12/2019

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم