صحيفة المثقف

وأميرُ وجدي لاهثاً أحبو ...

إلى شَفَقٍ تلبدَ بالغيومْ،

فلا أنيس سوى الآهات ...

في بلدي وصمتٍ ووجومْ ،

وهالتي انطفأت وباتتْ في سرايا القوم ..

تحتطب الهمومْ ،

ووحدتي رحلتْ إلى ساحاتها ...

تعاتبُ السحاب والنجومْ،

وتهمسُ إلى الشفق الأعلى برابيةٍ ...

وصمتٍ في وجومْ،

لمْ أر سوى الفضاءات المعطلةِ وصراخ ...

ودماء من ذهبوا وعَبوا ...

في مراكبِ من شقوقْ  !

لَحَسوا البنادق وعبواة الدخان ...

في سرايا من لَهيبٍ و َحريقْ،

ومشوا سيولاً في سيولٍ ...

في صمودْ،

وتَجشَئوا تَعَبَ السنين البارداتِ ....

مع المَعاولِ في حِصادِ الشمسِ ...

أوهام الغريقْ،

وَتَلاقحَ الأمسُ المعبأ في ...

تلاواتٍ من الماضي وشجوٍ ...

في وجومْ،

أواهُ ....

ما أشقى المسافاتِ ....

على الحدودْ،

وَتَعَفَرَتْ تلك الوجوه حوالكاً ...

ومشتْ على جمر الهجير ،

ألله ما أشقى الهجيرْ،

إنّي أرى الغيم المعبأ في شفيرِ القبرِ ...

ينتعلُ البكاءْ،

وَيَميرُ من تَعبِ السنينِ على ...

مواقدِ في خواءْ،

فَجَلَستُ أسمعُ حِرقَتُ الماضين ....

في جَسَدي احتراق،

وَرَمَيتُ كلُ ما كَتَبَتْ يَدايْ ...

إلى المنافيْ،

وانتعلت الشوك والصبير ...

في درب الوفاقْ،

وَكما هي الأنثى تُشَمِرُ عنْ فِراقْ،

وَفَتَحْتُ عيني والهاً ...

كي لا ترى شيءً تراهُ ...

 سوا بَلَدي العراقْ،

لَكنَها رَكَبَتْ تَوابيتُ البلادةِ ...

وارتَمَتْ إلى حضنِ الطَلاقْ،

أيكونُ لي صبحاً يحنُ ..

إلى النَخيلْ،

وَيَبِلُ سارية المرافئ ...

وهيَ تنوي للرحيلْ،

وَيَعيدُ أطلالاً من الماضيين في ...

جزرٍ من الآهات ترنو للهديلْ،

أيَكونُ لي شِعراً يَلُمُ وسادتي ...

وَيَفيضُ من شوقي المشبعُ ....

باللهيبْ،

وَيَجِسُ نَبضي في حنينِ الراهباتْ،

وإلى التوجسِ في بياراتِ البساتينِ ...

وَفي الأفقِ الخَضيبْ،

أواه ...

من شَجَرٍ تَعَفَرَ في رَمادِ الجَمرِ ...

أسمَلَهُ الجِناةُ ....

بالوادي الرحيبْ،

وَبَكى يَحِنُ إلى التوابيتِ بوادي ...

النّيّ والأفقِ الرَطيبْ،

أيَكونُ لي شِعراً ...

يَفيضُ على الجَوى،

والشِعرُ جُرحٌ مُدمَلٌ ...

أواهُ في كلِ ناحيةٍ صبيبْ،

الله يا جُرح العراق ...

فما عساكَ تُخامِرُ لاهِثاً ...

وَالطيبُ شأنكَ يا حَبيْب،

وَالعفو ثوبكَ للغريبْ !!!

***

عبد الزهرة الشباري

في البصــ14/11/2019ـــرة