صحيفة المثقف

انتفاضة تشرين بين أمريكا المنحوسة والحشد الشعبي!

يوسف ابوالفوزغبي و"أعمى قلب "من يستهين بتضحيات قوات الحشد الشعبي ودوره المتميز في الدفاع عن العراق ضد قوى الإرهاب الظلامي الطائفي الداعشي!

والأغبى من لا يفصل بين مقاتلي الحشد، أبناء العراق الفقراء البررة، وقادته من أمراء الحرب الذين حاولوا ان يستثمروه كورقة انتخابية لمصالحهم الطائفية، التي تتماشى واهداف قوى إقليمية طائفية.

اما أمريكا، التي قصفت مقر "اللواء 45"، التابع لقوات "الحشد الشعبي" في مدينة القائم بمحافظة الأنبار غربي العراق ومواقع في البوكمال، فهي تبقى"عدوة الشعوب" التي طالما غنى أبناء جيلنا عنها: "أمريكا يا منحوسة هدني قمرنا العالي "، فهي أساس البلاء أولا وتاليا، ولابد من أدانة تحركاتها ودورها في تخريب بلادنا.

نفخت أمريكا الامبريالية في صورة المجرم صدام حسين كقائد للامة العربية، وبدفع وتخطيط جهنمي من دوائرها في المنطقة، توالت حروب صدام الكارثية نيابة عن الاخرين، ضد إيران وثم غزو الكويت، وقمع الشعب العراقي، شمالا وجنوبا، ليجني العراق في" الزمن الجميل " ــ كما يتبجح البعض ـ، الخراب والدمار الاقتصادي والاجتماعي وليتقهقر الى عصر ما قبل الصناعة.

وسرعان ما نفخت أمريكا صدرها حبا وهياما بالشعب العراقي وراحت تبيع علينا بضائعها من سوق الديمقراطية الامريكية، فازاحوا نظام المجرم صدام حسين باحتلال البلد بعد ان أدركوا كونه استنفذ مهماته في المنطقة (في سيناريو مماثل لما حصل في بنما مع رجلهم الجنرال اورتيغا عام 1989). كان العراقيون قد شبعوا ضيما وموتا من انظمة البعث الفاشي، فكان بسطاء الناس يتمنون حتى لو يأتي الجيش الاسرائيلي لإنقاذهم (ترددت هذه الامنيات حرفيا حتى من قبل قادة سياسين!)، فجاءت الدبابات الامريكية لتحريرهم، فجلبت معها "مجلس الحكم"، وسلمت قيادة البلد بيد أحزاب الإسلام السياسي، وفق معادلات المحاصصة الطائفية، وكانت أمريكا مدركة جيدا لما تفعل، فهي تعرف ماذا ستفرخ أمثال هذه الحكومات!

وسرعان ما كشفت أمريكا عن براعتها في صناعة "داعش"، كمؤسسة إرهابية ظلامية لاستنزاف البلاد والمنطقة لتبقى هي الأطفائي الطيب الذي يهب دائما لاخماد بعض الحرائق هنا وهناك عند الضرورة. في المقابل، ونتيجة منطقية لنشاط الاحزاب الطائفية، ظهرت لدينا أيضا "ماعش" ـ حسب التعبير الشعبي ـ، التي تدور في فلك الطائفية الظلامية ومصالح الجمهورية الإسلامية في إيران وتمددت أذرعها العسكرية، لتكون في مواجهة رغبات عموم أبناء الشعب في ان يكون لهم وطن مستقل، ودولة مستقلة وحياة حرة كريمة.

وبما ان المصالح هي من تقود، وهي من تحرك بوصلة السياسة، نجد الفرز يستمر دائما، بين طرفين، الطرف الأول: شعب عانى كثيرا، وافرز جيلا متمردا عانى من حكومات الحرامية الطائفية، والطرف الثاني مؤسسات "الدولة العميقة" وأذرعها العسكرية، التي التهمت الدولة العراقية وأصبحت بجدارة "الطرف الثالث " المسؤول عن الاف الجرحى ومئات الشهداء من ثوار الانتفاضة، معلنين تشبثهم بكراسي السلطة بكل ما يملكون.

وإذ تهاجم امريكا مواقع قوات الحشد الشعبي، فان العم سام، الاطفائي، المُخلص، يحاول عامدا خلط الأوراق، وليحول العراق الى ميدانا للصراع الإيراني ـ الأمريكي في المنطقة، مع تواصل عجز الحكومات العراقية. ان الثأر لمقتل ضابط أمريكي على أثر قصف جماعة مسلحة، موالية للسياسة الإيرانية، لا يمكن ان تتحمله كل قوات الحشد الشعبي، إذ سيوفرون بذلك حجة للطائفيين المتباكين على المذهب للإساءة لانتفاضة تشرين وثوارها، بأشكال مختلفة، وقدة بدأت الجيوش الاليكترونية لعبتها.  

ان انتفاضة تشرين الباسلة، وهي تكمل يومها التسعين، ستكون سلميتها، واستمرارها، عاملا لفضح هذا الخلط في الأوراق الذي تمارسه قيادات المليشيات الطائفية ورجالات "المنطقة الغبراء" وحيتان الدولة العميقة، فهم اذ يتهمون كل ثائر لأجل حقه بكونه بعثي او عميل امريكي، ليخدعوا بسطاء الناس بكون المذهب في خطر، فأن أبناء الفقراء في القوات الأمنية والحشد الشعبي لابد ان يتجاوزون حيرتهم، ويدركون انهم لا يمكن الاستمرار كأدوات بيد أمراء الحرب ممن يسعون لأجل مصالحهم التي لا تصب في مصلحة الشعب العراقي.

 

يوسف أبو الفوز

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم