صحيفة المثقف

ما بعد الهويات القاتلة ومدخلية الدين في تشكيل الفضاء الهوياتي المنفتح (1)

عامر عبدزيد الوائليمقاربة في الهوية العراقية وتجليات داعش

"أنا انت، إن كنت أنا " بول سيلان Paul Celan

مقدمة

لا شك في ان للمفهوم ضرورة في تأكيد دقة الهدف المراد التطرق اليه فاللغة المفهومة لغة تتسم بالدقة فمفهوم الهوية مفهوم فلسفي بامتياز وقد ارتبط باشكالية الحداثة الغربية، التي بدورها ارتبطت بالسياق التاريخي لتطور مفهوم الدولة الحديثة في أوروبا.

قد تنوعت البحوث في تبيان التلوينات التي اصابت هذا المفهوم، تباينه في المواقف: منها ربطه بالبعد الفردي، ومنها من ربطه بنظرية الاعراق، التي ارتبطت بالتمركز الغربي حول الذات مما جعل من مابعد الحداثة تنظر في سلبية هذا المفهوم وتكشف المغالطة التي يكتنفها، وأيضا تحولاته التي تمظهر في ازاحات الهوية التي صاحبت التحولات من هجرات وغزوات يصبح معها صفاء الهوية امراً مستحيلاً اذ ففي تكوينات الهوية العرقية تأتي الجغرافية واللغة بوصفهما علامتين حاسمتين في رسم سمات الهوية والعرق، " ولم يتح لنا مشاهدة ما حدث في التاريخ من عمليات تمازج بين الشعوب وأهم أسبابه الهجرات أولاً ثم عمليات السلب في الغزوات حيث يجري نهب النساء اللواتي لا يصبحن جواري فقط، ولكنهن سيصبحن أمهات لأبناء يأتون من أصلاب متمازجة وتدخل الدماء على الدماء حتى لا يعود للأصل الواحد من وجود". ([1])

والتحولات المعاصرة التي جسدت الصراع بين الهويات ولاسيما على الرأسمال الرمزي كما وصفه بروديو، اصبح اليوم مجالا فاعلا في عموم التوجهات المعاصرة في الخطابات الراديكالية او أو السياجات الدوغمائية المغلقة" والبروتستانتية كما يصفها محمد اركون او الاصولية المتطرفة، كما تجلت في الكثير من الدراسات المعاصرة ومن هنا جاء توصيف روجية غارودي (1913-2012)، لا شك في ان للمفهوم قدرة على تكثيف عرف بها المفكرون اصحاب القدرات العالية في التحليل والنقد فهم يحفرون المفاهيم التي توصل ما يريدون ايصاله من افكار وغايات بدقة ووضوح لهذا سرعان ما تشيع تلك المفاهيم وتشكل سلطة في التلقي والتأويل واعادة التوظيف، وفي سياق العنف نجد مفاهيم مثل اكباش المحرقة والعنف المقدس، لدى رينيه جيرار([2])، ومثل "الهويات القاتلة" لأمين معلوف. "الجهل المقدس" لأوليفييه روا، وايضا مفهوم الهوية غير المكتملة عند اودنيس ([3])، و"الذات تصف نفسها " جوديث بتلر .([4])

من هذه المفاهيم تاتي الهويات القاتلة لدى أمين معلوف عام 1998 كجواب على التفجيرات الارهابية والمجازر الوحشية التي ارتكبت ليس فقط في العالم الاسلامي وانما أيضا في كل المناطق التي انفجرت فيها العصبيات القديمة كقنابل موقوتة. وفي القراءات المتزمته التي تحولت رؤية تكون مصلحة الجماعة المسلحة الدينية مقياس الشرعية من عدمها في قتل الناس عبر الاحزمة الناسفة .([5]) لقد تم هدر الروح الانسانية وتحويل هؤلاء الى قتله باسم المقدس في حين هم يمارسون البشاعة بحق الانسانية وهي التجلي الحقيقي للمقدس عبر قيم الخير والتسامح والمحبة والعدالة، في وقت هذه القراءات المتشددة تدافع عن الاسماء بدل دفاعها عن القيم مما يؤدي الى انتهاكها للدين وخروجها على قيم السماء والوجود .الذي يعلمنا ان الهوية واحدة مؤلفة من عناصر بحسب تجربة كل فرد، مما يجعل الهوية خاصة لا تتطابق مع شخص اخر ابدا ؛لكن بالمقابل هناك من يقول بالهوية الجوهرانية / الماهوية الثابتة منذ لحظة الولادة ولا تتغير قط، وهي غالبا قومية او دينية او عرقية .([6]) فهذا التصور الاخير تصور مغلق تعارضه كل التصورات المعاصرة التي من بينها ما يشير اليه كلود دوبار: أن مصطلح "الهوية" أنموذج للكلمة المنحوتة التي يعكس عليها كل منا معتقداته ومزاجاته ومواقفه .([7]) لكن رغم هذا هناك من ينظر الى الهوية بوصفها قيمة في ذاتها أو فيما تخلقه من شعور بالخصوصية، وإنما تنبع قيمتها مما يقدمه الإطار الذي تخلقه من فرص حقيقية للتقدم و توسيع هامش المبادرة التاريخية للشعوب و الجماعات . ([8]) اذا كانت هذه الصفة دافعة الى توحد الجماعة حول رهان محدد يعلي من شانها لكن ثمة بعض الجماعات تشتق هويتها الخاصة بطريقة إيجابية من وعيها بما يميّزها وما يمثل الخصوصية لها، في حين أن جماعات أخرى تشتق الشعور بهويتها بطريقة سلبية أي من خلال وعيها بخصوصيتها التي تتمثل فيما لا ينتمي الى الآخرين . وهذا يستلزم القول بأن الهوية ليست حقيقة موضوعية واقعية وثابتة بل هي تمتلك واقعية متخيلة ([9])

لكن الذي نجده ان الهوية القاتله التي ظهرت لدى الاسلام السياسي تقوم على مفهوم سياسي وكأنها تقترب من الفهم الجوهراني الذي يدعي تمايز الذات سلبيا عن الاخر وتمارس بحقه العنف وجدنا هذا التصور الاصولي نبع من بدايات الحركات خصوصا حركة الاخوان المسلمين يوم اقامت نقدا الى كل ما ينتمي للاخر الغربي ومارست بحقه نفياً عبر قراءة هي بمثابة توظيف الفهم المعاصر للايدولوجيا في فهم الاسلام الا كما كان الاسلام في جهوده الاولى بل نجد ان حسن البنا كان تلميذ محمد رضا وجزءاً من قراءته الاصولية التي كانت قد بدأت مع حسن البنا متمثله بمقولة "تطبيق الشريعة " التي تحولت مع سيد قطب الى مقولة "الحاكمية لله "، فالخطاب الايديولوجي الذي صاغه البنا: ان الإمام أو "الخليفة "هو حاكم مدني وكيل عن الجماعة ويستمد سلطته من إقرارها به ممثلة في مؤسسة "أهل الحل والعقد "([10]) فهذه القراءة الجهادية تعمقت في الحركات الجهادية العنيفة، ولاسيما القاعدة وداعش و بوكو حرام والنصرة وحركات اخرى ظهرت في العالم الاسلامي . 

كيف تتحول الهوية الى اداة قتل؟

في محاولة البحث عن اجابة، لظهور الهويات القاتلة التي تنوعت في العراق قوميا واثنيا وطائفيا نجد توصيفا يقدمه أمين معلوف في كتابه الهويات القاتلة لعلنا نجد جوابا يقارب الحالة العراقية مع داعش، إذ يقول: "أتحدث في بداية هذا الكتاب عن هويات قاتلة. ولا يبدو لي أن هذه التسمية مبالغ فيها، ذلك لأن المفهوم الذي أفضحه، والذي يختزل الهوية إلى انتماء واحد، يضع الرجال في موقف متحيز ومذهبي ومتعصب ومتسلط، وأحياناً انتحاري، ويحولهم في أغلب الأحيان إلى قتلة أو إلى أنصار للقتلة. إن رؤيتهم للعالم مواربة ومشوهة. فالذين ينتمون إلى جماعتنا ذاتها هم أهلنا الذين نتضامن مع مصيرهم، ولكننا لا نسمح لأنفسنا في الوقت ذاته بأن نكون طغاة تجاههم، وإذا بدوا لنا فاترين نتنكر لهم ونرهبهم ونعاقبهم بوصفهم خونة ومارقين. أما بالنسبة للآخرين، الموجودين على الضفة الأخرى، فلا نسعى أبدا لأن نضع أنفسنا مكانهم، نمتنع عن التساؤل عما إذا كانوا غير مخطئين تماماً حول هذه المسألة أو تلك، ولا نسمح لأنفسنا أن تهدأ بشكاواهم وآلامهم والمظالم التي كانوا ضحيتها. ما يهم هو وجهة نظر جماعتنا فقط، التي غالبا ما تكون وجهة نظر أكثر الناس تشدداً في الجماعة وأكثرهم ديماغوجية وسخطاً.([11])، هذا التوصيف بالغ الدقة في نظرة الحركات الاصولية المتشددة بنظرتها الى:

داخل الطائفة: ذاتها بوصفها طائفة عامة و بوصفها مجموعة سياسية تمثل الاسلام السياسي مثل القاعدة او داعش ...اي هناك جماعة بشرية طائفية /اثنيا، وهناك حركة سياسية تنتمي الى الاسلام السياسي تقدم قراءة معينة للاسلام تحاول الزام الجماعة الكبيرة بها / الطائفة ؛ لانها تحتاجها على مستوى التمويل بالمال والرجال، لكن هناك جماعة صغيرة هي الحركة السياسية مثل داعش فهذه تشمل الافراد الذين حسموا امرهم بوصفها جماعة سياسية فهم القيادة وهم الجماعة الصالحة التي تحتكر القرار والنجاة فهم المتشددون من: القاعدة، او النصرة، او داعش .

ان العمل داخل الطائفة يعني احكام السيطرة عبر القوة والقناعة الايديولوجية احدهما يعزز الاخر فالقوة تكبت ارادة المختلف وتخضعه قسرا الى الاستماع الى التأويل الايديولوجي الذي تمنحه الجماعة من اجل خلق مبرر عقائدي، وقد اخذ العنف اشكالاً متنوعة من اجل ارعاب ابناء الهوية فأول امر قتل المرتبطين بالحكومة من منتسبي الشرطة والجيش وأجهزة الدولة ودفعهم اما الى الهرب او الاندماج بالجماعة عبر طلب التوبة، لهذا تجد اغب المهجرين من الطائفة هم من ابناء هذه الفئة، ممارسة العنف ضد كل من لا يناصر الجماعة ويبذل الجهد والمال في سبيل هذا مما يعني محاربة الفصائل الاخرى التي تعارض الجماعة وإخضاعهم للجماعة بالقوة المفرطة، وإجبار الاخرين على الانخراط في الجماعة وتأييد خطابها، الامر الاخر تطبيق الشريعة على الناس وهو جزء اساس من اهداف الحركات الدينية التي تتخذ منه ذريعة لتحقيق امرين:

الاول كسب الشرعية الدينية والثاني اظهار قوتها في اخضاع الجمهور الى ارادتها وإرهابه بالتنفيذ الذي لم يعتد عليه المواطن في حياته السابقة، وهذا يتحقق من خلال حلقات الفرجه الجماعية حيث تقام الحدود وهي وسيلة من اجل ارهاب الجمهور وإخضاعه الى ارادة الجماعة .

العمل على تطبيق افكار الجماعة اتجاه الاخر وهذا يتحقق من خلال الاول عبر اثارة الجماعة اتجاه الاخر السلطة او الصامت عليها حيث استغلت الجماعة الجو السياسي الذي صاحب التظاهرات التي كانت تقوم والجو الحماسي اتجاه الطائفة الاخرى وما تابعه من احتباس ومواجهات بالإضافة الى الاستقطاب الذي مهد الى الخروج على السلطة و تمثل بانسحاب الاجهزة الامنية من الميدان ومعها الحلفاء القريبون والذي مهد الطريق الى انفراط عقد الدولة وانهيار الامن والتصعيد الطائفي والعشائري الذي دفع بعض الفصائل الى استغلال اسم الجماعة قبل قدومها او مهد لها العبور كقوات محرره واستثارة الجماهير بحيث قامت برمي القوات الامنية بالحجارة من اجل اضعافها نفسيا وإظهارها كقوات خارج مناطقها مما اجبر هذه القوات التي بدت مغتربة في هيجان جماعي طائفي جعل الارض تبدو غريبة وشعب غريب يرفضها في ظل التصعيد الطائفي بحيث اجبر هذه القوات على الانسحاب السلبي وتحويلها الى اكباش فداء للقتل الجماعي اشترك بها الكثير من المتعاونين طائفيا مما ادى الى مجازر كبيرة تم قتل "الف وسبع مئة " جندي بدم بارد تحولت بها مدن الى ساحات اعدام جماعي يمارسه مدنيون يقودهم رجال دين متطرفون باسم التنظيمات الطائفية بعنف مفرط بحق جنود منسحبين عزل .

كل هذا مكن الجماعة ان توظف الرعب في تعميق سيطرتها وان تجبر الشركاء الاخرين - ممن قاموا بالتمهيد الى سلطتها ومارسوا العنف باسمها - الى الخضوع الى ارادتها والارتماء في احضانها او القتل .

اما (خارج الجماعة) فهو الاخر المطرود من تاريخ الخلاص والمحكوم عليه بالتكفير بمقياس الجماعة من المخالفين من اليهود والمسيح والرافضة من المسلمين فالجماعة التكفيرية تتعامل معهم بوصفها عدواً لابد من نفية او قتله وبالتالي فالجماعة لا تسعى أبدا لأن تضع أنفسها مكانهم، نمتنع عن التساؤل عما إذا كانوا غير مخطئين تماماً حول هذه المسألة أو تلك، ولا نسمح لأنفسها أن تهدأ بشكاواهم وآلامهم والمظالم التي كانوا ضحيتها.

وهذا ما حدث بحق الجيش والشرطة من خارج الجماعة، بالإضافة الى القتل بحق الاخرين من الاقليات من الشبك والتركمان الشيعة اذ (تشن عناصر داعش حرب إبادة وتهجير معلنة على التركمان والشبك الشيعة في منطقة نينوى وخاصة في الموصل وتلعفر، وقد نزح بسبب هذه الحملة عشرات الآلاف من الشبك والتركمان باتجاه مدن سهل نينوى ومدن جنوب العراق). ([12])حيث استبيحت دماؤهم وممتلكاتهم بشكل اجبر الجميع على ان المقاومة او الهروب حفاة خائفين مرعوبين بإعداد كبيرة الى المناطق الجنوبية في موجة ذعر كبيرة .ونفس الشيء حدث بحق العرب من الشيعة حيث حدثت لهم تصفيات وإجبارهم الى الرحيل او القتل خصوصا الاسر المختلطة طائفيا .

موجة رعب غريبة حدثت حيث تكدست الجثث من الفلاحين والموظفين من ابناء الدجيل العاملين في مركز المحافظة بفعل العنف الطائفي .

والأمر نفسه حدث للمسيحيين الذين خيروا بين البقاء بدفع الجزية او دخول الاسلام او الرحيل وتم الاستيلاء على ممتلكاتهم وهم من ابناء البلد الاصليين من الكلدان والاثوريين حيث مئة وخمسون اسره مفقودة، " تناول التقرير بشكل مفصل انتهاكات حقوق المسيحيين، واشار فيه الى تهديد الوزن الديموغرافي للمسيحيين، فمن اصل مليون واربعمائة الف مسيحي قبل العام 2003 لم يتبق اليوم سوى 250-300 الف مسيحي، والرقم الاخير مهدد بالذوبان التدريجي بسبب الهجرة اليومية".([13])

وحدث اجتياح للايزيديين وتم التعامل معهم بوصفهم كفرة ليس امامهم الا دخول الاسلام او السبي والقتل حيث حدثت مجاز بحق الرجال واستبيحت الاعراض(ارتكاب (داعش) لواحدة من اكبر جرائم العصر بحق الانسانية عندما اختطفت وسبت وقتلت اكثر من سبعة الاف من الايزيدية في سنجار بعد احتلالها في 3 من شهر آب 2014 . داعش تستخدم الحرب على النساء سلاحا لسحق مكونات العراق الصغرى.)([14]) وكان هؤلاء القوم يدفعون ثمن تشبثهم بموصليتهم ورفضهم الانضمام الى الاقليم .

ان ماحدث يدخل فعلا ضمن حدود مفهوم الابادة الجماعية الجماعية genocide التي قامت بها داعش والمليشيات الداعمة لها والتي تمتلك ماضياً في ممارسة العنف ضد الابرياء من العراقيين .([15]) ان العنف الذي تقوم به الجماعه موجهٌ الى الجميع وجعل الذين دعموه من رجال القبائل والسياسيين يخسرون النفوذ والسلطة الى جانب المواطنين الذين هجروا في المناطق الاخرى .

في وقت مازالت هذه الجماعة تطبق سياسة معتمدة في القاعدة انها سياسة ادارة التوحش ([16])حيث تم وضع قواعد ورسم أهداف تقوم على اعتبار هذه المرحلة هي مرحلة شوكة والنكاية والإنهاك بوصفها تهدف الى إنهاك العدو ثم إدارة المناطق التي يترك فيها فراغ يتم تسميتها إدارة التوحش وفيها يتم إتقان فن الإدارة السياسية عبر تحديد من يقود ومن يدير من خلال استثمار القواعد العسكرية المجربة ممن كانوا لديهم خبرة عسكرية سابقة، وفي الوقت نفسه يوصي باعتماد الشدة مع المخالفين والمجاورين والتحرك في مواجهتها باعتماد السياسة الشرعية .

هذه القراءات المتشددة هي تجلي بارز الى حركات الاسلام السياسي المتشدد وهو مختلف مع الاسلام التجديدي الذي مثله محمد عبده وتلاميذه ومحمد اقبال في الهند حيث ادرك اقبال أن الاجتهاد هو مبدأ الحركة في الاسلام يقول: " وأرى ان القول بإعادة تفسير الأحكام الشرعية الأساسية في ضوء الشروط المختلفة للحياة الحديثة قول مسوغ تماماً فالقران الكريم يعلمنا ان الحياة خلق دائم وذلك يقضي بأن لكل جيل الحق في حل مشكلاته الخاصة مسترشداً بعمل السلف لا معوقاً بذلك العمل ." ويعلق غارودي على هذا القول:"أن الخطأ الأساسي والقاتل لمستقبل الإسلام هو بالضبط أن يرفض مبدأ الحركة هذا، وبذلك عينهِ يغدو عاجزاً عن إعداد مشروع مستقبلي لحل مشكلات زمنه . "([17])

الحلول الممكنة

ان البحث عن الحلول يكمن في ازالة استثارت الاخر او اشعاره بالإهانة ؛ لان منابع الاختلاف (وهي منابع عنف) تخترق كل هذه المستويات الثلاثة، اختلاف اللغة، أو الدين أو المذهب، أو الجنس، أو الثروة، أو نظام القيم، أو طراز العيش؛ أو اللون (العرق)، أو المهنة، أو الجنس. ([18]) فهذه اوجه الاختلاف يجب تحويلها من باب للعنف الى باب من ابواب التعايش من خلال الايمان بالتنوع والعمل على خلق التفاعل الحي الذي يزيل نقاط الحرب والعنف التي يتسرب من خلالها الارهاب وأفكاره المستحيلة، التي تحاول توظيف تأويلاتها الايديولوجية بكل توتالريتها على الدين واحتكار المعنى فيه وتوظيفه من اجل الهيمنة والعنف الرمزي .

اجد هنا من الضرورة العودة الى توصيف مميز يقدمه معلوف في ايجاد حل اسماه )ترويض الفهد( وقد قدم سؤال، لماذا الفهد؟ لأنه يقتل إذا طاردناه ويقتل إذا تركناه طليقاً، والأسوأ أن نتركه في الطبيعة بعد أن نكون قد جرحناه. ولكنني اخترت الفهد لأننا نستطيع أن نروضه أيضاً". بهذا، يبرر لنا معلوف تسمية الباب الأخير من بحثه بـ "ترويض الفهد"، والذي يرى أن ترويض رغبة الهوية يجب أن لا يعالج بالاضطهاد والتواطؤ، والتعامل والممارسات التمييزية تُعَد خطيرة وإن كانت تمارس لمصلحة جماعة عانت من الاضطهاد بسبب هويتها، لما في ذلك من استبدال ظلم بظلم آخر، ولما للأمر من تأثيرات سلبية تحفيزية للكراهية والتطرف، ورى أن كل مواطن يجب أن يُعامل بوصفه مواطناً كامل الحقوق مهما كانت انتماءاته واختلفت.([19])في وقت بات الواقع الضاغط اليوم بعد كل هذا العنف المفرط بين المكونات والتي خلقت اصطفاف طائفي نجد من الضرورة تأكيد رهان التسامح في الواقع العراقي مرورا بالتعايش وهو الناتج بعد الصراع وصولا الى التسامح ثم الاعتراف بحقوق المختلف قانونيا واخلاقيا وعلى هذا الاساس فاننا هنا نحاول تأكيد اطروحتين:

الاولى - الاطروحة التي ننطلق منها: تقوم على مقولة التسامح في تحديد طبيعة العلاقة في التعاقد الاجتماعي العراقي اليوم في ظل خلفية صراعيه اثنية حتى وصلت الى هيمنة الارهاب الداعشي على مساحة كبيرة من الاراضي العراقية في ظل وجود ذهنية صراعية طائفية تقوم على رفض الحكم القائم ومحاولة اسقاطه من خلال سلسة من العمليات الارهابية ؛من هنا تأتي محاولة التوظيف لمفهوم التسامح في ظل تعاقد اجتماعي تعددي يقوم على اقرار التعددية الدينية والمذهبية والسياسية، لكن ليس على اساس التناسخ بل كما يقول " علي حرب " أن التجربة الفكرية الفذة لا يمكن تكرارها أو تعميمها وإنما الممكن استلهامها والتفاعل معها"[20].والتفاعل يجب ان يعي الاصول وتداخلاتها والواقع ورهاناته الثقافية والسياسية .

اجد ان مفهوم " الاستبدال " مفهوم حيوي قال به ليفيناس، وهو ارتهان هذه الذات نفسها للاخر، فهي تسعى إلى الوقوف في مكان الاخر كآرضية منها كل أفعال التضامن والإجماع، بهذا يكون الاستبدال وسيلة الذات لتحقيق ذأتيها عبر مسؤوليتها تجاه الآخر .([21]) هذه المسؤولية يجب ان نشعر بها ازاء كل ابناء وطننا ممن تعرضوا الى العنف والتنكيل طال البشر والحجر وخلف جروحاً عميقه لابد من معالجتها .

اما الاطروحة الثانية "المضادة ": فهي القائمة على اساس الهاجس اللاهوتي وهو القائم على العودة إلى الأصول لأحيائها والتماهي معها اذ تعامل الحقيقة بعقل غيبي ما ورائي بمنطق ثبوتي أحادي بالارتداد إلى الماضي كما تتجلى في القراءات الأصولية التي لا تعرف سوى مدح الذات وذم الأخر وإسقاط الصور النمطية عليه فهي ذهنية الإقصاء القائمة على الأحادية و الشمولية تمارس مهامها ضمن فعالية عصابية قائمة على ذلك وسيلة في تشكيل الهوية القائمة على ثنائية ألانا / ألأخر هذا يقتضي معالجات إستراتيجية وأخرى انية بفعل الحاجة الملحة الضاغطة، ما يحدث اليوم من افعال عنيفة تصدم الحس الانساني تكشف عن المسكوت عنه في هذه الحضارة ومايجب العمل على التفكير به نقديا .اي نحن امام تراث مسكوت عنه يجب ان نتوجه اليه بكل علمية من اجل النقد والتاويل عزل ماهو سياسة وتضليل عما هو عقيدة وعزل ماهو بشري عما هو متعال تشريعي رباني .

أذ لم يكن البعض يرد في خاطرهِ أن هذه الجماعات التي تدعي الدفاع عن طائفة معينة تضمر في نفسها حقائق مفزعة وسلوكيات وأفكاراً غريبة لا يعرفها معظم الناس سواء من داخل الطائفة او من الطوائف الاخرى المتعايشه معها، كما يقال فالإسرار محفوظة عند الكهنة الكبار، وفي صندوق خفي لا يستطيع احد أن يطلع عليه وقد تكون الطائفية هي العتمة التي يعيشها أفراد الجماعة تحجب عنهم نور الحقيقة .

على المستوى الاني:

وضع خطة لمعالجة كارثة النزوح في ألبلاد على اسس سياسية ودينية وعرقية، ([22]) وان تتحول الخطة الى سياسات قابلة للتنفيذ لمعالجة حالة الطوارئ الراهنة وتزويدها بأطر مؤسسية لمواجهة اية ازمة مستقبلية، والعمل على توفير الموارد التي تجعل من تلك المعالجات ناجحة مع مراعاة الشفافية القانونية في صرف الاموال بغطاء قانوني ومراقبة قانونية وإعلامية .

احتواء الصراعات على المناطق المتصارع عليها بين الاقليم والمركز - خصوصا بعد تصريحات مسعود البرزاني - ([23])، من ناحية وبين المكونات والإقليم خصوصا في كركوك بين الاكراد والتركمان والعرب، وابعاد كل الضغوط الامنية القائمة على ارهاب المكونات، كل هذا يقوم على ادخال الرقابة الدولية في التحقيقات في عمليات القتل التي تحصل بحق المكونات، مع اطلاق عملية تفاوض باشراف دولي حول الحدود الداخلية المتنازع عليها التي تشكل مناطق التنوع الغنية في البلاد .

العمل على خلق فضاء للتعايش يحمي الاقليات وثقافتها ويمنحها استقلالا في ادارة شؤونها الداخلية كما هو حاصل في اوربا في مايتعلق بالتعددية الثقافية . ([24])

إعادة النازحين الى مناطقهم التي يجري تحريرها وهذا بحاجة الى اعادة الثقة بالمكونات والمجتمعات المحلية التي تعرضت الى العنف الارهابي عبر خلق حل للمنازعة وإيجاد حلول قانونية وإعادة تأهيل المنطقة وتأهيل الناس بشكل يعمق التعايش ويزيل التطرف عبر ايجاد الحلول المناسبة، توفير موارد كافية لإصلاح البنية التحتية الاساسية واصلاح نظام الخدمات.

الاستجابة الى المطالب الجماهيرية اليوم والحيلولة دون اعادة الظروف التي سبقت الارهاب في المناطق الغربية وهذا يتطلب وضع معالجات وإصلاحات ([25]) عميقة وخصوصا في ظل الواقع الاقتصادي وما يعيشه العراق من ازمة اقتصادية تتطلب استيعاب مطالب الناس والمظاهرات في العراق ([26]) والحيلولة دون ظهور هويات قاتلة متزمتة من جديد وهذا يتطلب تشريعات تعالج الفساد وتزيل وتلغي اثار التشريعات التي تكرس التمييز .

على المستوى ألاستراتيجي:

كيف يتم ترويض العنف وجعل مسبباته تختفي؟ هذا عمل بحاجه الى تعاون جميع الفرقاء داخل العملية السياسية من جهة والفرقاء الاخرين من رجال دين ومؤسسات دينية واجتماعية ومؤسسات مجتمع مدني كلها بحاجه الى اعادة النظر بما يحدث فهناك حاجهة الى ازالة الاحتباس الديني وإزالة مسبباته السياسية التي تستثمر الدين من اجل تعميق الهوة وتشجيع الكراهية، وعليهم ان يطرحوا سؤالاً ماذا بعد داعش وما تكبده البلد بسبب الهويات القاتلة من اجل الاستعداد لمواجهة الدواعش في الداخل الذين يتوزعون ينتشرون بين الصفوف على المستويات السياسي والإعلامي والديني والاجتماعي .([27])

العمل على وضع الخطط والاستراتيجيات وتقديم وضع الدراسات من اجل خلق الحلول مواجهة خطابات الكراهية التي تعمق روح الفرقة وتحرض على القتل وهذا لا يحدث الا من خلال دعم جهود المصالحة الوطنية بين الشركاء السياسيين حتى يتوحدوا ازاء الارهاب والفتنة بكل اشكالها وهذه المصالحة يجب ترجمتها الى حوار عميق بين الشركاء يضعون اثناء التفاوض العدو المشترك لهم هو المشكلة ويعملون على ايجاد حلول ناجعة لها مما يحول دون عودة العنف .([28])

العمل على تطوير مناهج التربية والتعليم ([29]) من خلال جعلها تستجيب الى التطور المعاصر في مجال التعليم ومن ناحية ثانية تقديم فرص متساوية للتعليم والوظائف لكافة الجماعات وتعميق ذهنية التسامح والتعددية الثقافة على المستوى المؤسسة وعلى مستوى العائلة والعمل على جعل من التربية افق للانصهار الثقافي والتربوي بخلق الرموز المشتركة مع مراعاة الاقليات من حيث ثقافتها الدينية ولغاتها المحلية بوصفها جزءاً من التنوع الوطني وبالتالي العالمي الإقرار بالتنوع وتبني مبدأ الحوار الفكري المتواصل، وازالة كل ماله اثار غير محمودة على التعايش الوطني وبالتالي تغلق الطريق في وجه التحريض والكراهية.

العمل على استثمار الاطروحات المعاصرة على المستوى العالمي والتي من الممكن استثمارها في التأسيس الى نظرية تشريعية كل هذا يتحقق من خلال استثمار الطاقات العلمية ومن خلال تصدي رجال السياسة من خلال تشريع قانون للمساواة السياسية والاقتصادية والثقافية وعدم ألتمييز مما يزيل الشعور بالمظلومية والتهميش على اسس طائفية وقومية واثنيا .وهذا يتحقق من خلال ارساء نظام سياسي يحقق العدالة الاجتماعية والسياسية . فالعراقي" بحاجة الى تثقيف بالهوية الوطنية وفي الحقيقة إن العراقي بحاجة الى ثقافة وطنية يمكن أن تصل إليه بمختلف الوسائل منها الوسائل السمعية والبصرية كالمذياع والتلفاز والسينما والمسرح والصحف والمجلات وأجهزة الحاسوب والتصفح في شبكات الانترنت وعن طريق الكتب والمنشورات، وعن طريق الثقافة الوطنية في المدارس ومن خلال مؤسسات المجتمع المدني في المناطق السكنية.وللأسف الشديد إن مايجري على أرض الواقع هو تثقيف حزبي وقومي وطائفي يتجه بإتجاه تحقيق المصالح على أساس المحاصصة دون حساب لمخاطرها الجسيمة".([30])

ضرورة الاتجاه إلى الفيدرالية واللامركزية لما يمكن أن تعمل عليه من تدعيم للمشاركة والإسهام في عملية اتخاذ القرار، وتعدد مراكزه.

على المستوى الخارجي سياسيا على مستوى الاقليم او دوليا العراق يمثل مركزاً استراتيجياً مهما وجاذباً لهذا عليه ان ينتهج سياسة موحدة يشترك فبها كل الاطراف تكون بمثابة حصن يحمي العراق من الانخراط في الصراعات الاقليمية وما تتركه من اثار على الداخل من تمزق وتفتت لهذا هناك حاجة الى ارساء تشريعات قانونية منها قانون الأحزاب يمنع عليها الحصول على دعم مالي خارجي يجعل منها رهينة الدول الاقليمية وسياستها التي لا تتفق مع العراق ومصالحه، وفي نفس الوقت خلق قواسم مشتركة مع كل الاطراف التي تمكن العراق ان يحمي سيادته واستقلاله وان لا يكون مصدر القلق الاقليمي والدولي .

 

ا. د. عامر عبد زيد الوائلي

.......................

[1] عبد الله الغذامي، القبيلة أو القبائلية أو هويات ما بعد الحداثة، المركز الثقافي العربي، بيروت، 2009، ص110.

[2] رينيه جيرار، العنف والمقدس، ترجمة جهاد هواش وعبد الهادي عباس، دار الحصاد للنشر والتوزيع، ط1، دمشق، 1992.

[3] أدونيس، الهوية غير المكتملة، تعريب حسن عودة، بدايات، ط1، دمشق، 2005.

4 جوديث بتلر، الذات تصف نفسها، ترجم: فلاح رحيم دار التنوير، ط1، بيروت، 2014.

[5] هكذا اجاب الشيخ القرضاوي عن شرعية العمال الانتحارية اشترط بها ان تكون بموافقة وتوجيه الجماعة الدينية .

[6] امين معلوف، الهويات القاتلة، ترجمة: نهلة بيضون، دار الفارابي، بيروت .

[7] كلود دوبار، أزمة الهويات تفسير وتحول، المكتبة الشرقية، ط، بيروت 2009، المقدمة .

[8] برهان غليون, حوارات من عصر الحروب الأهلية: 312-313،

[9] ناحج المعموري، القرابات المتخيلة، دار تموز، ط1، دمشق، 2012، ص75.

[10] محمد جمال باروت، يثرب الجديدة، مصدر سابق، ص14-16.

[11] امين معلوف، الهويات القاتلة، ص31.

[12] داعش تبيد وتهجّر الشبك والتركمان في الموصل، http://www.dw.com/ar

[13] ويؤكد التقرير ان المسيحيين ما يزالون يعيشون في خوف في مناطق اخرى من العراق على الرغم من عدم تعرضها لهجمات تنظيم داعش، اذ يتعرضون لانتهاكات تطال سلامة الافراد، وعقاراتهم تتعرض للاستيلاء غير القانوني، كما تستمر مظاهر التمييز ضدهم وعلى نحو يهدد من تبقى منهم ويجبره على الهجرة. http://www.azzaman.com/?p=130625

[14] المرأة الايزيدية استراتيجية حرب داعشية نشرت فى 2014/11/16 http://www.wanaltaqy.com

[15] المصطلح عائد الى "رافائيل ليمكين" (1900-1959) استخدم مفهوم مصطلح "الإبادة الجماعية" genocide فهو في محاولة من في توصيف هذا الفعل الاجرامي اذ قام في عام 1944، إلى وضع وصف للسياسات النازية للقتل المنظم، بما في ذلك إبادة الشعب اليهودي الأوروبي.اذ عن طريق الجمع بين كلمة "جماعي" (-geno) اليونانية والتي تعني سلالة أو قبيلة، مع كلمة "الإبادة"(cide-) اللاتنية التي تعني القتل. وحينما كان يقوم بصياغة هذا المصطلح الجديد، كان ليمكين يضع في اعتباره مفهوم "وضع خطة منظمة تتألف من إجراءات مختلفة تهدف إلى تدمير الأساسيات الضرورية لحياة مجموعات قومية، بالإضافة إلى إبادة المجموعات نفسها." وفي العام التالي، وجهت المحكمة العسكرية الدولية في مدينة "نورمبرخ" بألمانيا الاتهامات إلى كبار القادة النازيين بارتكاب "جرائم ضد الإنسانية." وقد اشتملت الاتهامات على كلمة "الإبادة الجماعية"، ولكن ككلمة وصفية، وليست باعتبارها مصطلحًا قانونيًا.الا ان الأمم المتحدة أقرت اتفاقية تقضي بمنع جرائم الإبادة الجماعية ومعاقبة مرتكبيها في 9 كانون الأول/ديسمبر 1948. واعتبرت هذه الاتفاقية "الإبادة الجماعية" بمثابة جريمة دولية تتعهد الدول الموقعة عليها "بمنعها والمعاقبة عليها".

[16] ابي بكر ناجي، إدارة التوحش .كتاب على الانترنيت .

[17] روجيه غارودي، نحو حرب دينية جدل العصر، ترجمة: صباح الجهيم، دار عطية للطباعة والنشر والتوزيع، ط2، بيروت، 1997، ص33-34.

[18] الح عبد الجبار، في الأحوال والأهوال، دار الفرات للنشر والتوزيع، ط 1، بيروت، 2008، ص15.

[19] امين معلوف، الهويات القاتلة .

[20] على حرب، الماهية العلاقة، المركز الثقافي العربي، ط1، بيروت، 1998، ص 81.

[21] جوديت بتلر، الذات تصف نفسها، ص24.

[22] اذ تشير الدراسات الى ان هناك هنالك مايقارب45, 1مليون شخص يقدر انهم نازحون في جميع انحاء البلاد ما يزال اعداد كبيرة من الناس عالقين بسبب الصراعات، بدون الوصول الى الخدمات الاساسية تقارير متزايدة حول الاتجار بتهريب البشر داخل وخارج البلاد حيث، يعد مصدرا مقلقا وبالغ تبرعت 6 دول بالمستلزمات الاغاثية عبرآلية الحماية المدنية في الاتحاد: الأوروبي

http://www.uniraq.org/index.php%3Foption%3Dcom

[23] بعد سقوط الموصل وانهيار الجيش العراقي شبه الكامل في المحافظات السنّية شمال العراق وغربه، أعلن رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني أنّ واقعًا جديدًا على الأرض قد طرأ وفرض نفسه، وأنّ مسألة استقلال إقليم كردستان بـ "كامل حدوده التاريخية" متوقّفة على بعض الإجراءات الخاصة بالإعداد لإجراء استفتاء عامّ في الإقليم والمناطق المتنازع عليها، على أساس أنّ مفاعيل المادة 140 من الدستور العراقي الدائم قد انتهت بالنسبة إلى الأكراد، وأنّه لن يستأنفوا الحديث عنها في المستقبل. http://www.dohainstitute.org/release/374ff388-00f9-4db0-bb21-627c3513182a

[24] - بريان باري، الثقافة والمساواة نقد مساواتي للتعددية الثقافية، عالم المعرفو سلسة 382، الكويت، 2011، ص33

[25] ماتزال حكومة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي تواجه مجموعة مركبة من الأزمات التي تكاد تعصف بالدولة العراقية، يأتي على رأسها تعقد الوضع الداخلي وصعوبة إقرار العديد من القوانين الخاصة بإدارة الملفات الداخلية، خاصة ملف المصالحة الوطنية، وهو ما عبر عنه العبادي خلال حضوره اجتماع وزراء التحالف الدولي ضد تنظيم “داعش” في 3 ديسمبر 2014 في بروكسل، حيث أكد في كلمته أن العمل العسكري وحده لن يهزم “داعش”، وأنه ينبغي اتخاذ خطوات إيجابية نحو الإصلاح الحكومي والمصالحة الوطنية وإعادة بناء الاقتصاد والمجتمع:

http://rawabetcenter.com/archives/4372

[26] خرجت مظاهرات في بغداد ومدن عراقية أخرى للمطالبة بتنفيذ الإصلاحات والقضاء على

 الفساد::http://www.tvalsalam.tv/news/21540/.

[27] يطرح نجاح القوات العراقية في تحرير بعض المناطق التي سيطر عليها تنظيم “داعش”، على غرار مدينة تكريت، تساؤلات رئيسية عن مدى قدرة الحكومة العراقية على إعادة التعمير وتأهيل المدن المدمرة جراء العمليات العسكرية بين الطرفين. وكانت الموازنة العراقية لعام 2015 قد خصصت مبلغًا بنحو 429 مليون دولار لصندوق إعادة إعمار المناطق المتضررة، لتمثل بذلك خطوة أولى ضمن خطة واسعة النطاق لإعادة بناء تلك المدن. ورغم ذلك، فإن تنفيذ خطة إعادة الإعمار لن يكون مهمة سهلة، على ما يبدو، لا سيما في ظل وجود عقبات تمويلية وسياسية وأمنية واجتماعية تواجهها الدولة العراقية في المرحلة الحالية. http://rawabetcenter.com/archives/6825

[28] وصل باحث مختص في مجال دراسات السلام وحل النزاعات الى أن الاختلافات الدينية قد تدفع للاعتقاد بأن الدين في حد ذاته سبب خطير للصراع، غير ان هذا الاعتقاد في غير محله. الرؤى الدينية التي حملها الكتاب والذي جاء طبعه ضمن مشروع عقد الندوة التي حملت شعار (لنتعلم من رجال الدين بناء السلام) اقامه مركز دراسات السلام في جامعة دهوك يقول د. جوتيار ان " ما من ديانة لاتدعو أحكامها للسلام والتسامح والمعاملة الحسنة للاخرين، وما من ديانة تفرض على أتباعها العيش بمعزل تام عن الاخرين". http://tfpb.org/old/?page=view&id=258

[29] جعل العراق التربية والتعليم على رأس قائمة التعاون مع اليونسكو بحيث تبذل جهود كبيرة، لدعم التعليم في مختلف أنحاء البلاد. والعراق واحد من 35 بلدا تشارك في مبادرة محو الأمية من أجل التمكين (لايف)، وهي مبادرة إستراتيجية دولية تمتد على 10 سنوات لتحقيق أهداف عقد الأمم المتحدة لمحو الأمية. فيما يتعلق بالاتصالات والإعلام، تدعم اليونسكو، بقوة، العراق من اجل بلورة سياسة وطنية حيال وسائل الإعلام والاتصال تقوم على تعزيز حرية التعبير بفضل سلسلة من البرامج لبناء القدرات في قطاع الإعلام.

http://www.iraqinatcom.org/index.php?name=Pages&op=page&pid=89

[30] - محمود الربيعي، الهوية العراقية وتنوع الانتماءات،

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم