صحيفة المثقف

الليل أخـرسُ والـضـحـى أعـمـى

يحيى السماويأمـسـيـتُ لا لـيـلى ولا ســلـمـى

تُحـيي الـسـرورَ وتُـوئِـدُ الـغَـمّـا

*

أمّــا الـكـرومُ فـإن َّ خـمـرتَـهــا

أمـسَــتْ تُـزيـدُ حـشاشـتي هَـمّـا

*

تـسْـتجْـلِـبُ الأحزانَ إنْ قُـرِعَتْ

كاسـاتُهــا.. وتُـنـابِـزُ الــمُـظـمـا

*

أمّـا نـدامـى مِـعْــزفـي فـغــدوا

خُرسَ الحَـناجر ِ فانـتهوا بُـكْمـا

*

أطلِقْ سـراحَ الجـفـن ِمن حُـلـُـم ٍ

ياناسِـجا ً مـن صـحـوه ِ وهْـمـا

*

أزَهَــدْت َ بـالـلـذات ِ يـا رجـلا ً

لـمْ يـدّخِـرْ لِــلــذاذة ٍ عَــزمـــا؟

*

تـسـقي الـرّمالَ سـرابَ أمنـيـة ٍ

وتصـدُّ عـنك َ النبع َ والـغَـيْـمـا!

*

لا أنـتَ ذا مـال ٍ فــتــتـبَـعُـــهُ

خـيـل ٌولـستَ بـمُـسْــمِع ٍ صُـمّـا

*

مَــنْ لِـيْ بــفـانـوس ٍ أنـشُّ بـــه ِ

ذئـبَ الـدُّجى والحَـيْـفَ والظُّلما؟

*

وطـني الـيـتـيـمُ فلا كـفـيـلَ لـهُ

أبَـة ً يــكـونُ عــلــيــه ِ أو أُمّــا!

*

مضـتِ الـسـنـونُ ولـيس مـن أمَـلٍ

يُـكـسـي عِـظامَ جـياعِـه ِ لـحْـمـا

*

الـطــيـــرُ ظــمـآنٌ ونـخـلــتُـهُ ..

أمّـا الـضِـفـافُ فـإنهــا أظـمــا!

*

تـلـك الجـيـاعُ مـتى يـقـومُ بـهـا

نـابٌ يَـنـالُ مُجِـيعَـهـا قـضْــمـا؟

*

هي دولة ُ" الفرهـود ِ" حارسُهـا

لصٌّ .. وقاضي عَـدْلِـهـا مُغْمى!

*

وطـنٌ يُـكـبَّـلُ فـيـه ِ مُـنـتـفِـضٌ

عـفُّ الـيـديـنِ ولُـصُّـهُ يُـحْـمى!

*

عَجَـبا ً! أيغـدو كانِـزا ً ذهَـبـا ً

مَـنْ لا يُـسـاوي وزنَـهُ فـحْـمـا؟

*

مـاكان ذا ريـش ٍفـكـيـف غـدا

حُوتا ً تفـيضُ لحومُـهُ شَـحْـمـا؟

*

حافي الـقُـدورِ يَـداهُ ماعـرفـتْ

غرْسـاً ولا سَـعَـتِ الخطى يوما!

*

أأبـوهُ " قــارونٌ " فــأوْرَثــه ُ

يـاقـوتَـهُ والــتِـبْـرَ والـنُّـعـمـى؟

*

ومُـتـاجـر ٍ خاسَـتْ بـضـاعـتُـهُ

فـرأى الجِنى في الدِّيْـن ِ فاعْـتَـمّـا

*

ورأى بـ "حِزبِ الـتمـرِ"بُغـيَـتـهُ

في حاوياتِ "الـدِّبسِ" فانْضَـمّـا!

*

ومُـنـافِـقٍ نُـكْـر ٍ أفـاقَ عــلـى

جـاه ٍ فأضحى بُـغْــتـة ً نجْـمـا!

*

فـمتى قـصاصُـكَ من أبـالِـسَـة ٍ

أمِنوا العِـقابَ فأدْمَـنوا الجُـرْمـا؟

*

فاشْهرْ لظى غضبِ الحَليمِ وخُـذْ

ضلعي لِـرَمْـيَـة ِ قوسِـهِ سَـهْـمـا!

***

لا تـعــذلــوا مُــتــأبِّـدا ً هَــمّــا

فالليلُ أخرسُ والضُّحى أعْـمى!

*

أشْـركـتُ حتى بـتَّ يـا وطـنـي

ربّـا ً.. وتلك خطيئتي العـظمى!

*

نـرمي .. ونجهـلُ أنَّ رمْـيَـتـنـا

عـارٌ لأنَّ عـراقَــنـا الـمُـرْمـى!

*

أمّـا ولاةُ الــــرافـــديــن فـقــد

جعلوا العراقَ لِصَـيْـدِهِمْ طُعْمـا!

*

فُجِـعَـتْ بهـم أيامُـنـا ... فرثـتْ

" دارُ السلام ِ" الأمنَ والسِّـلـما

*

إنْ كانت ِ الـذِئـبـان ُ حـارســة ً

فالموتُ حَصْدُ قـطيعِهـا حَـتْمـا

*

عاصون .. بعضٌ تحتَ عِـمَّتِه ِ

"لاتٌ" .. وبعضٌ ينفثُ السّـمّـا!

*

ماسِـرُّها الأرحامُ؟ هل عـقُمَـتْ

بعد " الـزعيم ِ" فلم تلِدْ شـهْـما؟ (1)

*

فَــرَّ الحَـيـاءُ لِـهَـوْلِ صَـدْمَـتِـه ِ

بالقانِطين اسـتعـذبوا الضَّـيْـمـا!

 

*

لـلأجـنـبيِّ الأمـرُ فــي وطــن ٍ

أضحى بسـوق ِ نِـخاسـةٍ رَقْـمـا!

*

مُـسْـتَـنجِـدا ً بـالـمـوتِ يـنـقـذهُ

بات الثرى خـوفا ً من الحُـمّى!

*

 

أوَلم يـكـنْ خُـبـزا ً لذي سَـغَـب ٍ

وسـيـوفُـهُ تَحْـمـي ولا تُحْـمـى؟

*

كـنْـسـا ً لكذّابـيـنَ مـا صـدقـوا

يومـا ً.. ورُبَّ رزيـئـة ٍ نعمى!

***

يحيى السماوي

آذار 2016

............................

(1) الزعيم: هو القائد العراقي الخالد الزعيم عبد الكريم قاسم والذي عقم الزمن من بعده فلم يلد ضابطاً حـرّاً بمثل نزاهته ووطنيته وإخلاصه ونبذه للمحسوبية ـ وقد لا يلد مثيلا له في الزمن المنظور .

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم