صحيفة المثقف

الرجل الذي أكل جسده

فتحي مهذبالشمس مسدس عملاق بيد الرب.

رائحة الرصاص تغزو العالم .

الصيف في قريتنا مجنون يتعاطى الماريخوانا ويقذف المارة بالحجارة .

بيت حقير مزعج يقع في أقصى المدينة

كان جسد ب مليئا بفهود الشهوة.

عيناه تتدحرجان مثل كرتي نار موقدة باتجاه عضوه الذكري متحسسا هذه الكتلة المنتصبة مثل أفعى المامبا التي إكتشفها باكرا في غابة الجسد الكثيفة.

لم يتجاوز الخامسة عشرة.

لم يصلب عوده بعد لكن أصابته لعنة الجسد المليء بالأسرار والماورائيات.

عاد من المدرسة مثل قطار واعد مزدحم بالفحم الحجري. مختلفا إلى مرحاض البيت الكلاسيكي موصدا الباب وراءه بقوة مفاجئة كما لو أن قطيعا متوحشا من الأشباح يحاول إفتراسه. أخرج آلته العجيبة. أخذ يفرك عضوه تارة برومنسية عذبة وطورا بغلظة وشدة . كان يسحب مخيلته مثل بالونة ويضعها أمام عينيه المتلعثمتين مستحضرا صور البنات الجميلات المكتنزات اللائي صادفهن في الباص أو في الشارع الطويل .

يده المرتعشة بأصابعها الخمسة تقاتل ثورا هائجا في حلبة الجسد.تتساقط  شآبيب أنباضه على قرميد الصمت. صار يعلو ويهبط مثل سفينة مهددة بالغرق. تثغو روحه مثل شاة ضريرة. وحش صغير يتخبط في مرحاض. باحثا عن جرة العسل.

أخيرا إنفجرت قذيفة مروعة ولأول مرة من مدفع الجسد البرونزي. زخات من المني المتخثر مخلفا حريقا من اللذة النادرة.  إرتخت أعصابه مثل شفتي عجوز . تحولت ساقاه إلى ساقي لقلق متأهب للطيران.

بينما إحتلت تقاسيم وجهه موجة عارمة من الفرح الذي يضارع سعادة المكتشفين الكبار لأسرار الطبيعة .

لقد فك شيفرة جسده المعقد . إكتشف الحديقة البابلية.

مباهج الطين الخفية. صار يأكل جسده كل يوم يقضم أطرافه مثل سنجاب أحمر .

وبمضي الوقت غير طريقة بحثه وتنقيره عن شعاليل اللذة. إغتدى يجامع صور الحسناوات . يختلي بنفسه بعيدا عن أعين المتطفلين

يرشق عينيه المتعطشتين في تفاصيل تلك الصور الجميلة المستفزة. يخرج عضوه البائس. يعصره بأصابعه الخمسة وما إن يتحول إلى قطعة حديدية بيد حداد ماهر حتى تنفجر بمادة متخثرة وينفتح باب اللذة على مصراعيه. ظل هكذا سنوات قليلة

ثم إكتشف طريقا أقل سريالية لاكتشاف ثمار الجسد. طريقة ملتصقة بالواقع المحسوس.

صار يعدو وراء الدجاج والقطط مثل ثعلب ماكر وكلما إستفرد بقطة شقية ممتلئة الأرداف زرقاء العينين صالحة لعشائه الجنسي يوصد باب حجرته ويفتح المذياع

عاليا ليشتت إنتباه الآخرين.

يشرع في مداعبتها كما لو أنها إمرأة مسحورة يغدق عليها من وجبته الشخصية مقبلا جبهتها المكسوة بشعر أشقر متلامع.

يخرج عضوه بينما خصيتاه تصرخان مثل بطتين مذعورتين.

يحك أستها بدهاء . ولما تصدر إيقاعا غامضا يصفعها لتكف عن الصراخ. ويظل على تلك الحالة بضع دقائق إلى حين انفجار بركان اللذة ثم يفتح النافذة ويرمي القطة المهوشة الشعر لاعنا سلالة القطط وأمها القحبة التي تمارس الجنس مع جميع ذكور القطط.

كبر مثل وعل جامح تزوج مرات أربع لم يفلح أبدا في بناء عش عائلي هادئ يسوده الحب ولطف المعاشرة. لازمته تلك العادة لزوم ما لايلزم . صارت جزءا لا يتجزأ من نسيجه الداخلي.

كان يضاجع زوجته بفظاعة وتوحش . يقيد يديها بحبل يضربها ضربا مبرحا بكرباج ثم يدخل قطعة من الجزر في مهبلها. .تظل تصرخ كما لو أن إلاها شريرا سيخطفها إلى عالم مجهول. ولما تقذف قطرات من البول ويغمى عليها يخرج عضوه المنتصب مثل أيام منتصف الشهر في عالمنا العربي البغيض.

يظل يضغط عليه كما لو أنه يضغط على مصباح علاء الدين.

إلى حين هبوط مكوك اللذة من سماء كينونته الوسيعة.

ثم يتمدد بجوار زوجته شبه المحتضرة. هكذا فعل فعلته مع نسائه الأربع.

وهاهو يقشر ما تبقى من أيامه في عزلة موجعة بعد فرار نسائه من جحيمه اليومي المكرور.

بيد أن برغم عزلته لم ييأس من التخطيط الذكي لإشباع نوازعه المتوحشة.

كان يعمل حارسا في إحدى المستشفيات. ولم يتفطن أحد إلى رغبته اللجوجة في جلد جثث النساء المتوفيات والإعتداء على حرمات أجسادهن.

أخر الليل يطلق سعالا مخيفا متجها إلى بيت الأموات ليفترس جثة فرت من عالم الكون والفساد إلى سعة الأبدية.

يفتح خزانة الأموات متلذذا برائحة الجثث وأوركسترا الصمت العدمي. يحدق في تفاصيل الجثة التي يخرجها بلهفة شديدة .

إسمها م لم تزل طازجة تحدق في عينيه المغرورقتين بهدوء باذخ كما لو أنهما عينا متصوف وامق. يجرح نهديها النائمين بشيفرة حلاقة يقطع جزءا من لسانها ويخفيه في سترة جيبه.

يدخل سبابته في فرجها مزمجرا

ٱصحي أيتها القحبة واخبريني كم مرة جامعك ثورك الأنيق ثم ينهال عليها صفعا ولطما متوعدا إياها بسمل عينيها وقطع أصابعها العشرة.

يخرج عضوه ويحك شفتيها المطبقتين إلى حين إنفجار مجرة اللذة بين فخذيه الشبيهين بقائمتي ذئب ملعون.

وبحركة هستيرية يعيدها إلى الخزانة شاتما كل نساء العالم.

 

فتحي مهذب

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم