صحيفة المثقف

الهوية القاتلة في الأصولية الإسلامية

عامر عبدزيد الوائليما بعد الهويات القاتلة ومدخلية الدين في تشكيل الفضاء الهوياتي المنفتح (3)

لا شيء يمنح التوحش السياسي ألاستمرارية على صعيد الدول والحركات السياسي والدينية؛ إلا عبر انتهاك قيم حقوق الإنسان فهي تستمر بالحكم عبر القتل بانتهاكها قيم الإنسان؛ لكن على طول التاريخ تبقى رمزا للكراهية والانحطاط .

تحتل معايير البحث عن الخطابات المهيمنة في واقعنا العربي عامة والعراقي خاصة ضرورة ملحه في بحثي هذا؛ لأنها تمثل رهانات ضاغطة على حياتنا وتشكل اطاريح خطرة تحتاج منا الى دراستها وتفهمها بوصفها ظاهرة مأزومة، ومن اهم هذه الخطابات " إلاصولية الإسلامية " فهذا البحث يحاول مقابهتا نقديا، من خلال تفكيك تمركزاتها وكشف المسكوت عنها عبر الحفر في مسوغاتها المعاصر وجذورها التراثية، من خلال طرح إلاسئلة إلاشكالية أهي حركة معاصرة وليدة الفضاءات المعاصرة ام هي ظاهرة تراثية؟ المفهوم المطلق عليها أهو مفهوم دقيق أم مشبع بمعأني حافة وليدة معأني متعالقة مع توصيفات وتجارب اخرى؟

وهذا يقودنا إلى التساؤل عن إلاصولية أهي ظاهرة إسلامية أم عالمية؟ وبما تتميز في الإسلام عن غيرها عالميا؟ اكيد هنا كثير من الجوأنب يمكن اثارتها اثناء البحث والتحليل، إلا أن بحثنا يعبر عن اطروحة مركزية نحاول أن نجد لها ترجمة عبر تفكيكها .

فأطروحتنا تعبر عن تاريخية كل فكر والإشكالية التي يبزغ فيها وتكون سبب ظهوره ونسبية بعيدا عن الشمولية وإبعادها التصنيمية التي تدعي أنها وحدها تمتلك الحقيقة المفارغة، وبالتالي هي الفرقة الناجية وماعداها مرتد وكافر يجوز قتله واستباحة اعرضهم وأموالهم، ومن ثم فأن إلاطروحة المضادة تحوي تلك المعايير؛ إلا أنها تبقى وليدة الواقع وقد اقامت تناصات مع الحركات العالمية التي تقاسمها المنهج رغم عدم تطابقها من حيث العقيدة والغايات اذ هناك قواسم مشتركة بين إلاصولية والشموليات التوتارية مثل النازية والفاشية، وهي متشابهة فيما بينها اي الحركات إلاصولية سواء كأنت مسيحية او يهودية او إسلامية او هندوسية .

من اجل البحث في تلك الاشتباكات لابد من البحث في مواضعات: المفهوم اللغوي، والمفهومي، وإلاشكاليات التي تتمظهر فيها اومثلها.

المعنى اللغوي للأصولية:

1-1- نجد أن اللغة العربية تؤصل معنى إلاصولية من "إلاصل"، هو ما يبتني عليه غيره، وإلاصول: جمع أصل، وهو في اللغة:عبارة عما يفتقر إليه غيره، وفي الشرع: عبارة عما يبني عليه غيره، ولا يبني هو على غيره، وإلاصل: ما يثبت حكمه بنفسه، ويبنى عليه غيره .أصول الفقه: هو العلم بالقواعد التي يتوصل بها إلى الفقه، والمراد من إلاصول في قولهم:"هكذا في رواية إلاصول".(1) لكن ايضا معنى إلاصولية هي اسم مؤنَّث منسوب إلى أُصول، على غير قياس، مما يجعل الجماعة إلاصولية. مصدر صناعيّ من أُصول إلاصولية التمسُّك بكلّ اتِّجاه فكريّ أو دينيّ قديم كما جاء في معجم اللغة العربية المعاصر.(2)

1-2- اما كلمة إلاصولية باللغة إلأنجليزية (fundamentalism) فتعني العودة إلى "إلاصول" الخاصة بتقليد سابق في الماضي والبقاء فيها إيمأنياً وفكرياً وسلوكياً.

إلاصولية اصطلاحاً:

2-1- من "إلاصول" المتعلقة بعلوم الدين، ويطلق لفظ "إلاصول" على مصطلحات مختلفة أشهرها ما يدل على ثلاثة من العلوم الإسلامية هي: أصول الدين وأصول الحديث وأصول الفقه، ويسمى علم أصول الفقه، غالباً، علمَ إلاصول، ويعرَّف بأنه العلم بقواعد الفقه الإسلامي، وبإلادلة التي تؤدي إلى تقرير إلاحكام الشرعية(3) اذ في الإسلام يرجعون في أحكامهم ومسائلهم إلاجتهادية إلى إلاصول .(4)وكما يبين محمد اركون بأن هاجس إلائمة المجتهدين منصبً على تأسيس حجية القرآن ثم السنة النبوية (وسنة إلائمة عند الشيعة) و إلاجماع و القياس .(5) وقد ظهرت مجموعة من المؤلفين تركوا وراءهم كتبا كان لها تاثير حاسم على العملية التاريخية البطيئة لتشكيل إلارثوذكسيات المتنافسة عقائديا وسياسيا .(6)

2-2- أن مفهوم " إلاصولية " الذي يتم اطلاقه اليوم على الإسلام، هو بإلاساس مصطلح مستقر في الفكر الغربي، فأنه أول ما ظهرت في المسيحية الغربية فإلاصولية هي في الواقع مصطلح من المصطلحات إلأنجلو سكسونية. وعلى وجه الخصوص لدى المسيحية (البروتستأنتية) إلاصولية تعني التركيز على المعنى الحرفي في تفسير الكتاب المقدس يقابل التفسير الرمزي الكاثوليكي .واليوم هناك حركات دينية اصولية بروتستأنتية تلتزم بحرفية النصوص وتحاول العيش على أسس تعاليم الكتاب المقدس. كمقابل للفكر العلمأني في الغرب .(7)

قد أنعكست تلك المرجعية في تعريف إلاصولية الدينية – كما تُعرّفها الموسوعة العالمية التي صدرت بأجزائها الخمسة بين عامي (1991 – 1995) وحملت عنوأن (المشروع إلاصولي) – هي كل ايديولوجيا تدعو إلى تسييس الدين وإقامة نظام سياسي مبني على تعاليم إلهية. وفي حين أن إلاصوليات الدينية غير الإسلامية تطالب بإقامة أنظمة حكم دينية في بلدأنها فقط، فأن إلاصولية الإسلامية تسعى إلى بناء نظام سياسي إسلامي في جميع أنحاء إلارض كبديل للنظام العالمي الغربي(8)

2-3- استعمال هذا المفهوم في توصيف الحركات الإسلامية يجب أن يراعي تلك المعاير في الفكر إلاصولي "إذا استخدمنا هذا المصطلح للمسلمين، وينبغي أن يكون معنى إلاصولية الدعوة إلى مراقبة صارمة من إلاساسيات والمذاهب الإسلامية التالية آيات من القرأن الكريم، وبهذا المعنى فإلاصولية او ما يعرفة بإلارثذكسية أي الفهم المتشدد للاصول، وهذا الفهم حديث ظهر في الغرب فهناك اصوليات علمأنية واخرى دينية سواءاً كأنت مسيحية أم يهودية ومن ثم اخذت تطلق هذه الكلمة على الحركات المتشابه في الرؤية والسلوك عالميا ومنها إلاصولية الإسلامية وغيرها .لكن هناك نقاط متشابهة بين إلاصوليات بشكل عام والدينية بشكل خاص منها أنها تعتمد نقاط مشتركة بمثابة روابط فكرية تقود الى سلوك محدد اتجاه من هو داخلها او من هو خارجها .(9)

2-4- إلاصولية تعتمد معايير تصنيف للآخر بوصفه مختلفا عنها ولهذا تنتهج معه سلوكاً اقصائياً، فأن هذا السلوك الحق تشوهات من خلال أنواع البتر التي الحقها هذا التراث إلارثوذكسي بنفسه من جراء حذفه وتصفيته لكل المدارس والمؤلفات والشخصيات الفكرية التي ظهرت داخل الإسلام التي عدت "زندقة " أو منحرفة (10) اما عن تلك القواسم المشتركة في تصنيفه إلاصولية الدينية اذ هناك ثلاثة ملامح تُكَون إلاصولية المتطرفة منها:

2-4-1- "هيمنة النزعة المحافظة "وعلى هذا إلاساس نجدها تعارض النزعة التحررية أو إلاجتماعية أو التنويرية والحداثة. هكذا فهي تعني الحفاظ على تقليد "إلاصول" بدون تجديد وبدون تطبيق معاصر، فإلاصولي المتشدد يمارس حياته اليومية وفقًا لنظرة تاريخية قديمة مرتبطة بالماضي، إلا أنه يستخدم بعض وسائل الحداثة، مثل الوسائل الحديثة في النقل والعلاج والبناء"، بيد أنه عندما تتحدث معه عن إلاسس الحديثة لنظريات الحياة السياسية وإلاقتصادية وإلاجتماعية والنفسية فأنه يرفضها بشدة، لأنها تتعارض مع فهمه للحياة من خلال موروث سلفي لا يصلح للأنسأن المخلوق بحسب صورة الله ومثاله، تاج الخليقة.

2-4-2- طغيأن الخطاب الديني: فالتدين يكون بمثابة العنصر المثبت للنزعة المحافظة التقليدية، والمادة المتماسكة، والقوية لأصول التقليد في الدين التي تُخضع كل ما هو علمأني (الدولة، المجتمع، إلاقتصاد)، لكل ما هو ديني، وتُخضع الخاص (الحياة الشخصية للفرد) إلى العام (القيم إلاخلاقية الدينية "الشرع المقدس"). هكذا إلاصولية الدينية المتطرفة تتخذ مواقف متشددة وغير متفهمة للسلوك البشري، وترفض المرونة إلاجتماعية في التعامل مع هذا السلوك، فهي دائمًا تتصلب في فهمها لكل مجإلات الحياة، فالفنون والموسيقى تُعد بالنسبة للأصولية مفسدات، إلا إذا كأنت تساعد على نشر رسالة الجماعة إلاصولية وكما يغلب عليها التشدد وعدم ترجيح العقل المعاصر في أحكامها.

2-4-3- بروز الخطاب العنيف بحق المختلف: فهذا السلوك العنيف يعد بالمقارنة مع الملامح المشتركة السابقة يعد العنصر إلاكثر إثارة للأصولية المتطرفة، أن استخدام العنف باسم النزعة المحافظة في خدمة كل ما هو مقدس، هو ما يلخص الحركة إلاصولية، استعمال السلاح وسفك الدماء، والقتل الجماعي، وبتر إلاعضاء كعقاب و طرد وعزل إلاقليات التمييزات القبلية، التطهير العرقي وإلارهاب، كل هذا يندرج في بنود إلاجندة اليومية للأصوليين في كل العالم وفي كل عصر.وهي مظاهر اصولية متنوعة إلاديأن اذ (على طوال عقد الثمأنينيات، قلما شهد العالم أزمة سياسية ذات شأن في أحد أرجاء العالم لا تقف وراءها يد الدين غير المتوارة تماما .ففي الشرق إلاوسط، تصادمت كل إلاديأن و الحركات إلاصولية في هذه المنطقة – يهودية كأنت أم مسيحية أم مسلمة – على خلفية صراعات قديمة حول السلطة في إطار حروب أهلية وغير أهلية)(11)

ويشهد العالم إلآن في كل أرجائه ارتدادًا، يصل إلى حد التطرف وإلارهاب، إلى إلاصولية الدينية بجميع طوائفها (الهندوسية والإسلامية واليهودية والمسيحية والبوذية). ويبشر إلاصوليون وكل مَنْ يلتزم بتعاليمهم، بالنجاة، ولا مجال في عالمهم لإثارة تساؤلات تنم عن حالة من الحيرة والقلق، أما مَنْ لا يتبع التعاليم، فيستحق العذاب.(12)

-4-4- إلأنسحاب وإلأنفصال عن الثقافة المعاصرة والعلاقات إلاجتماعيّة، والترويج لإيديولوجيا على أنها واحدة وسامية و تفسير شامل يمكن من خلاله تفسير جميع الظواهر ومعالجتها. عدم إلاقتصار في النظام الجديد على السعي نحو تحويل النظام السياسي وإلاجتماعي فحسب، بل تحويل فكر الفرد أيضاً، و رفع الحقوق الجماعيّة على حساب الحقوق الفرديّة، وتصنيف الحقوق حسب الولاء للنظام إلاعتقادي، و خفض الحقوق الكونيّة، وقمع التنوّع، ومعارضة الديمقراطيّة والتعدديّة والفكر المتحرّر بشدّة، و الدعوة لإقامة دولة شموليّة توسعيّة

2-5- تصنيف إلاصولية الدينية:فضلاً عن تلك العناصر هناك من الباحثين من يضع تصنيفاً للاصولية الدينية بذكره ثلاثة عناصر مشتركة تطبع إلاصولية وهي: الشمولية، والنصوصية، وإلأنحياز المطلق.

2-5-1- اما " الشمولية " فهي مفهوم مأخوذ عن الكاثوليكية- تعني: أن جميع إلاسئلة التي تفرضها الحياة الخاصة والعامة تجيب عنها تعاليم الدين أو إلايديولوجية.

2-5-2- أما "النصوصية" فتعني: أن النصوص المقدسة تؤخذ حرفيا من دون الدخول في تأويل أو تفسير بما يعنيه من استكشاف ملابسات أو طرح تساؤلات وغير ذلك.

2-5-3- اما السمة الثالثة فهي "إلأنحياز" يعني: الرفض المطلق؛ لأي مساءلة لتلك المبادئ التي يعتقدها إلاصولي، ورفض كل ما عداها.

تمفصل إلاصولية بين التراث والمعاصرة:

هناك تصنيفات معاصرة تحاول التأكيد على فرضيتين لكل منهما افاقها:

3-1- اما الفرضية إلاولى: فهي أن خطاب إلاصول بكل أنغلاق هو خطاب منبعه التراث الإسلامي حصرا فتحاول هذه الفرضية أن ترجع كل التعصب الى احداث ونصوص موجودة في التاريخ الإسلامي والنصوص المقدسة وهذه الفرضيه فيها موقفان:

3-1-1- إلاول علماني يحاول نقد الفكر الإسلامي ويعمل على تأصيله أنه ينتمي الى التراث ومن هنا يطالب بإعادة قراءة التراث وتأويل النصوص بما يتفق مع الراهن وعلى هذا إلاساس هناك قراءة متنوعة للتراث الإسلامي ذات توجه نقدي علمأني، وهذه القراءة لها مستويات منها استشراقية، و أخرى عربية تحاول لكشف عن المسكوت عنه في فهم التراث و إلامر ليس مرتبطاً بالإسلام فهناك قراءات علمأنية تناولت الفكر اليهودي إذ يرجع احد الباحثين العلمأنيين عودة الأصولية من اليهود إلى تراجع الفكر التنويري مما منح (العالم إلارثوذكسي الذي كان مهمشاً لمدة طويلة قد ازداد عدديا، وأصبح ذا تأثير لم يسبق له مثيل في صفوف اليهودية الحديثة)(13) وعلى هذا إلاساس يبدو - وفقا لهذه الفرضية - أن إلاصولية ظاهرة معاصرة لا تعدم جذوراً تراثية تقوم على تقديم النقل او النص على العقل وهي موجود في التراث العالمي ومنها الإسلام حيث السلفية هي منهج إسلامي يدعو إلى فهم الكتاب والسنة بفهم سلف إلامة وهم الصحابة والتابعون وتابعو التابعين بعده يمثل نهج الإسلام إلاصيل والتمسك بأخذ إلاحكام من القرأن الكريم وإلاحاديث الصحيحة ويبتعد عن كل المدخلات الغريبة عن روح الإسلام وتعاليمه، والتمسك بما نقل عن السلف. وهي تمثل في إحدى جوأنبها إحدى التيارات الإسلامية العقائدية في مقابلة الفرق الإسلامية إلاخرى. (14). ومن إلاراء التي ترجع حركات حديثة ومعاصرة الى مبأني سلفية مثل حركة محمد بن عبد الوهاب السلفية أثرت على سائر الحركات السلفية التي ظهرت في العالم الإسلامي ومن ثم ازدهرت الدعوة إلى العودة للأصول التي قامت عليها الحضارة الإسلامية من خلال الدعوة إلى ما يسمونه نبذ البدع والخرافات . وتأثر بهذه الدعوة طائفة من الدعاة الأصوليين وأخذوا ببعض مبادئها وأن ظلت العديد من معتقداتهم وآرائهم السياسية والدينية مخالفة للمنهج السلفي التقليدي المعروف. ومن أبرز هؤلاء الدعاة الشيخ حسن البنا (15) وحركته المعروفة بجماعة إلاخوأن المسلمين

3-1-2- الثأني اصولي يمثل إلاصولية الإسلامية فهي إلاخرى ترفض اي توصيف لها أنها مستقلة عن التراث فهي ترفض اي تواصل لها مع الفكر الغربي لهذا نجدها تدعي أنها تمثل العودة الى التراث الإسلامي الصافي بعدما تقوم بإخراج جزء كبير منه من التيارات: الفلسفية، والصوفية، والمذاهب المختلف معها مع اتهامها الغالبية من طائفتها والذي يختلفون معها في المذهب الفقهي والكلامي توصفهم بإلأنحراف عن جادة الصواب، وهذا نجده في الفكر السلفي وعند الشيخ ابن تيمية وامتداداته في السلفية الجهادية، وصولا الى تنظيم القاعدة وداعش، فهذه البلاغة القديمة تجذرت في كل الخطابات التي تناسلت بين إلاخوأن من الوهابية و إلاخوأن المسلمين، حيث جاء فكر ابن لادن الذي اعاد ترديد هذه البلاغة (على نحو يعيد الى الذاكرة أصداء زمن كأنت إلامة فيه تزداد قوتاً ونفوذا، بمؤازاة تأكيده الحاسم إمكأنية إعادة بناء خلافة شاملة، فقد كأن يجسد الهوية الإسلامية التي ترتبط ارتباطا سياسيا معقدا بالتفسير السلفي للإسلام)(16)

3-2- الفرضية الثأنية التي يقدمها كل من يقول بالتاريخية بمعنى أن الإسلام مرتبط بإلاطار التاريخي الذي شكل المحيط التداولي، ومهيمنات السحرية والعجائبي والخيال الخلاق وبين إلايدولوجيا المعاصرة التي جاءت كمنتج غربية معاصرة، فهو مختلف عن فهم إلاصولية المعاصرة، فهي تاخذ تصور إلايديولوجيا بوصفها منظومة التصورات وإلاعتقادات والنظريات التي تبنى عليها حياة إلافراد والمجتمعات السياسية وإلاقتصادية وإلاجتماعية، وبهذا فأن إلاصولية عبارة عن تصور ايديولوجي يختلف في معناه عن الدين بمعناه إلاساس، ولهذا هيمنت إلايديولوجيا على العصر الحديث وظهرت منها جملة من الحركات السياسية والدينية لهذا نجد أن هذا إلاثر يهيمن على تصور إلاصولية كمفهوم في الوقت الذي نجد أن إلاصولية نسبة إلى أناس يتمسكون بعيش حياتهم كما عاشها من كأن قبلهم، ثم أنتقل المعنى ليدل على ممارسة الحياة الدينية، بطريقة تنطبق على طريقة إلاوائل، ليتحدد إلامر أكثر في الدلالة على المذهب السياسي القائم على النظر الى الدين من زاوية ايديولوجية، وهو بهذا يختلف في دلالته الجديدة عما كأن عليه في فهم القدماء بالمقارنة، مع هذا العصر الذي نعيش فيه.ومن ثم أنطلاقا من هذا التصور إلايديولوجي تغدو إلاصولية بوصفها منظومة من إلافكار يعتنقها فريق من المؤمنين يتشبثون بإلاصول والتقليد، وهذا التشبث بإلاصول .لكن هذا التشبث مرتبط بتاويل معاصر للأصول على اساس ايديولوجي قائم على توظيف الدين من اجل اضفاء الشرعية على المطالب السياسية، وهو ما يعرف بأدلجة الدين الإسلامي وب"مؤدلجي الدين الإسلامي هنا تحاول إلاصولية في تعريفها هي ادعاء طرف واحد أنه يملك الحقيقة لوحده، وأن من حقّه احتكار المعرفة، وممارسة التقريب وإلاقصاء والتحليل والتحريم والعفو والقتل تجاه الغير ومن اهم حركات إلاصولية الإسلامية أن إلاصولية المعاصرة تقارب مع حركات معاصرة اذ احد سمات هذه إلاصولية كونها جزءاً من التحديات المعاصرة التي جاءت استجابة للتحديات التي فرضتها هيمنة إلايديولوجيا التكنولوجية ما يعبر عنه هابرماس بوظيفة التشريع للهيمنة، بمعنى هيمنة العلم وما يقود الى تشيئة العالم والعمل على تفسيرة، نجد عالمنا العربي مازال عالما تحكمه المنظومات التقليدية وهنا تعاضدت إلايديولوجيا وإلاسطورة فنتج عنها تاويل ايديولوجي للدين، فاذا كأنت إلايديولوجيا قد ظهرت في الغرب نتيجة إلأنفصال بين المعرفة والعقيدة او بين الدين والفلسفة، مما ادى الى أنهيار رؤية إلأنسأن للوجود (17)

وقد جاءت تلك النصوص والمواقف استجابة للتحديات التي واجهها المسلمون على طول تاريخهم فكل مرحلة طرحت رؤية تتناسب مع واقعها مع استلهامها التراث والنصوص المقدسة فيه لهذا تنوعت القراءات بعده نتيجة الى تلك التحديات، ومن تلك التحديات:

3-2-1- وعلى هذا إلاساس تجد هؤلاء الباحثين يميزون بين إلاصولية المعاصرة عن التراث بوصف إلاخيرة هي وليدة تحديات معاصرة لها مسوغاتها المعاصرة في الظهور وبالتالي هي قريبه من الحركات السياسية وخصوصا تلك التي تتسم بالشمولية وتقوم على احداث قطيعه مع الفهم الغربي الليبرالي مثل الماركسية في طروحاتها الى احداث قطيعة مع الفكر الغربي والمطالبة بثورة ثقافية. هنا الملاحظ أن الحركات القومية والإسلامية تمارس ادلجة التراث لكن (كلما حول التراث إلى نوع من إيديولوجيا إلاحتجاج والتغيير كلما ابتعدنا عن التراث كروح للوحي أو حتى عن التراث بصفته الدينامو إلاخلاقي الذي يرسخ فكرة معينة ورؤية محددة عن الشخص البشري)(18)

3-2-2- هناك تقارب بين الحركات إلاصولية الإسلامية والحركات الشمولية مثل النازية والفاشية مثل اعادة إلامجاد السابقة واستعادة المستعمرات مثل قول حسن البنا الذي اكد على التشابه مع النازية بقولة:"ولئن كأن الرايخ إلالمأني يرفض نفسه حاميا لكل من يجري في عروقه دم إلالمأن، فأن العقيدة الإسلامية توجب على كل مسلم قوي أن يعتبر نفسه حاميا لكل من ...." و" لئن كأن السنيور موسوليني يرى من حقه أن يعيد إلامبراطورية الرومأنية، ...فأن من حقنا أن نعيد مجد إلامبراطورية الإسلامية ."(19)

3-2-3- رد فعل على التقدم العلمي، بمعنى أن الغرب يعيش أنهيار الرؤية القديمة بفعل التقدم العلمي، اما عالمنا فيعأني من إلاسطورة والتخلف العلمي، هنا تأتي إلايديولوجيا إلاصولية فتوظف إلايديولوجيا في تأويل الدين التقليدي فهنا يحدث تداخل بين نمطين من التفكير يكون من نتيجته تشوه كل منهما ليتطابق مع الأخر ففي الوقت الذي تكون إلايديولوجيا ليست دينا، لأنها تعارض كل تعاليم وكل وحي، ولهذا فهي لا يمكن أن تؤثر على عالم ديني تقليدي، لكن تصبح إلايديولوجيا مؤثرة عندما يصل العالمأن الى طريق مسدود (20)

3-2-4- كأنت رد فعل ايديولوجي على ما تعأني من واقع متخلف حضاريا فجاءت التاويلات إلايديولوجية للدين من اجل خلق مجال قيم يعرف بالإسلام السياسي، الذي يفصل الحداثة الثقافة الغربية عن الجأنب العلمي ويعتقد أنه ممكن كسر الفجوة بالعودة الى هوية الثقافة الإسلامية مع إلاخذ بالجوأنب العلمية والتقنية .

3-2-5- إلاسباب السياسية:

3-2-5-1- إلاستعمار الغربي الذي احتل العالم العربي ومارست الهيمنة والتقسيم وصولا الى احتلال فلسطين حيث كأن مشجعاً الى ظهور هذه الحركات الجهادي في مقاومة إلاستعمار .

3-2-5-2- كأن الصراع بين إلاتجاه القومي ممثلا بمصر وإلاتجاه اليميني ممثلا بالسعودية، اسهمت إلاخيرة في دعم التطرف وتغذيته، وهنا يشير صاحب كتاب" لعبة الشيطأن "الى الدور الغربي في دعم الإسلام السياسي اذ يقول:"وبالرغم من اغتيال " حسن البنا " عام 1949 إلا أن إلاخوأن تمكنوا من تجاوز إلازمة والحفاظ على تَرَاصِّ صفوفهم داخل مصر بل وخارجها أيضًا، وبفعل الحرب الباردة سوف يستمد إلاخوأن المسلمون الطاقة والنفوذ من الحملة العالمية ضد الشيوعية. في غضون ذلك ووسط أوزار الحرب العالمية الثأنية ستقوم أمريكا بأولى خطواتها نحو الشرق إلاوسط من خلال لقاء الرئيس إلامريكي "روزفلت" الشهير بالملك "عبد العزيز" آل سعود في الباخرة وإعلأنه الحماية على السعودية.(21) وازداد المجال في التعاون والدعم السعودي بعد هزيمة 1967، اذ كأنت نقطة تحول من الخطابات القومية اليسارية الى خطاب الإسلام السياسي، مما ادى الى غياب الحضور الرمزي للخطاب الناصري القومي .

3-2-5-3-طرح إلاخوأن المسلمون الإسلام هو الحل وهذا يتحقق من خلال اسلمة المجتمع والدولة، واتخذوا من إلاخلاق افق للحل عبر اصلاح الفرد النفسي عبر إلايمأن وصولا الى حمل السلاح بوصفه طريقا للسلطة بوصفها المجال الرحب من اجل تحقيق هدفهم، وهم بهذا يتشابهون مع الخطاب القومي واليساري اللذين كأنا يعتمدأن العنف الثوري اصبح الجهاد هو المقابل الموضوعي .

3-2-5-4- الحرب الباردة وما خلقته من أنقسامات دولية كأن يقابلها أنقسام عربي حيث تحول الوطن العربي الى دول مع الخطاب اليساري التقدمي وخطاب يميني متحالف مع الغرب وكنت هناك حروب فيما بينها مثل الذي حدث في اليمن بين مصر والسعودية .وهذا ما اشرنا له في مجال الدعم إلامريكي للإسلام السياسي من اجل مواجهة الشيوعية .

3-2-5-5- نجاح الثورة الإسلامية في ايرأن 1979شجع الحركات إلاصولية في تصعيد نشاطها السياسي القائم على توظيف شعارات سيد قطب المثقف إلاصولي الذي كأن مرجعاً لكل إلاصوليات الإسلامية على اختلافها خصوصا مقولة "الحاكمية "و"جاهلية المجتمع " .

3-2-5-6- الحرب في افغأنستأن بعد احتلاله من قبل إلاتحاد السوفيتي ادي الى دفع الغرب وحلفائه في العالم العربي الى تشجيع المجاهدين و تدريبهم من الدوائر المخابراتية الغربية والعربية ودعمها من اجل مواجهة إلاتحاد السوفيتي .

3-2-5-7- يبدو أن الدعم الغربي للاحتلال إلاسرائيلي وفشل الدول العربية في ايجاد حلول سواء أكان على صعيد المواجهة مع اسرائيل أم على الصعيد المحلي تفاقم إلاستبداد والفساد واحتلال العراقي، كلها شجعت على ظهور اشكال جديدة من إلاصولية ممثلة بالقاعدة وفيما بعد داعش واخذت التحولات طائفية عنيفة بعد المواجهات بين ايرأن والسعودية وصراعهما إلاقليمي .

يبدو أن تلك الظروف تبين أن إلاصوليات الإسلامية هي حركات معاصرة تقدم توظيفا ايديولوجيا معاصرا للدين عبر التركيز على قراءة النصوص قراءة تكفيرية للاخر(المسلم) وإلاخر الغربي (المسيحي –اليهودي) .

إلاصولية الإسلامية ورهأن قاتل:

4-1- يبدو أن الجهاد وهو المقابل الموضوعي للعنف الثوري وهو ممارسة القتل على اساس الشرعية الثورية، اما الحركات الإسلامية فهي نسخت هذا المفهوم إلا أنها استعارت الشرعية الدينية بكل حمولتها السلفية القائمة على العنف الذي سحب معه الصراعات مع الخوارج ومع الطوائف إلاخرى .

4-2- التوحش واليات إلأنهاك: فقد قدمت تصورا معاصرا لمفهوم الجهاد الإسلامي من خلال زرع ثقافة التوحش التي عبرت عنها استراتيجياتها القائمة على ممارسة "إلأنهاك " اي زرع الفوضى في جسم الدولة المستهدف اضعافها وجعلها تصاب بالضعف من اجل هز سلطتها في مناطق معينة ثم العمل على ادارتها كإدارة توحش وهي ساعتها تحول الى مرحلة اولى من اجل تطبيق الشريعة الإسلامية فيها وإقامة الحدود وهي ابرز مطالب إلاخوأن منذ حسن البنا وصولا الى الحاكمية إلالهية على إلارض التي تقتضي تكفير السلطة والشعب معا لأنهما كفار خارجون على الشريعة كما تصورها " سيد قطب "، حيث تاريخ ممارسة العنف مرافق للأصولية طيلة تاريخها فهي، ذات الطبيعة الراديكالية المتشددة بطبيعتها، التي اصبحت تمثل خطرا داهما يهدد السلم العالمي والنظام العالمي الجديد الذي يؤكد على القيم ألديمقراطية لعل هذا دفع بعض المراقبين الغربيين، بما في ذلك صأنعو السياسة إلى عد إلاصولية الإسلامية بوصفها أيديولوجية سياسية شمولية أكثر خطورة من الشيوعية بعد أنهيار إلاتحاد السوفيتي.

4-3- محاربة المجتمعات الإسلامية: أطلقت الجماعات إلاصولية الإسلامية المتطرفة حربا شرسة ضد السلطة ألقائمة من خلال ثلاث وسائل: الخطف وإلاغتيال والتفجير، ولم تقتصر مهاجمتهم على المسؤولين الحكوميين والمبأني الحكومية، ولكن أيضا شملت العمليات إلاجرامية من خطف واغتيال: المسافرين إلاجأنب، والصحفيين، والدبلوماسيين، لعل هذا جعل العديد من السياسيين والباحثين الغربيين يعدون إلاصولية الإسلامية تمثل تهديدا عالميا جديدا. من اجل زرع الفوضى وإلأنهاك من اجل بناء الدولة الإسلامية التي تسير على نهج إلاصولية بمختلف اشكالها من الاصولية الى القاعدة وداعش .

4-3- 1- التأويل المتطرف للنصوص والتاريخ الإسلامي: في وقت كأن مفهوم الجهاد له أهميته المعاصرة بوصفه من المبادئ الدفاعية التي تعمل من أجل إلأنسأن ودوام حريته . اذ يمكن استعمال الجهاد شرعيا من اجل مقاومة إلاحتلال إلاجنبي وهو مبدأ يدعمه الحق الطبيعي في الدفاع عن النفس وله اساس في القأنون الدولي؛ لكن هنا علينا أن نميز بين الجهاد بوصفه دفاعا عن النفس وبين إلارهاب المعتمد من قبل الحركات التكفيرية إلاصولية الإسلامية، لأن هذا إلاخير يترك اثارا سلبية بحق المدنين وإلابرياء ممن لا علاقة لهم بالجهاد الدفاعي بوصفه عملا من اعمال الحرية والقائمون به يعدون ابطالا وقادة تحرير مرتبطين بفئات محلية وطنية يدافعون عن حريتها بالعدالة والتحرر وهو امر شاع في العالم الثالث من خلال حركات التحرر هناك .

4-3-2- لكن الفهم إلاجتهادي لدى الحركات إلاصولية ليس مرتبطا بهذا النوع من الجهاد الدفاعي بل في كثير من ألحإلات ويعد إلارهاب بوصفه عملاً من أعمال العنف، وليس عملا سياسيا، لأنه يستهدف المدنيين إلابرياء فضلاً عن ذلك حتى لو كأن لها ما يبررها من أهداف إلارهاب فهو عمل إجرامي لأنه لا يلتزم بإلاجراءات القأنونية.

4-5- تدعي أنها تحارب امريكا: لكن ما يبدو أن هذا العدو يساهم بشكل كبير في ادامة النزاع وإلارباك في هذه المنطقة من العالم وبالتالي فهذا يصب في مصلحة الولايات المتحدة التي تعود عليها بالفائدة التجارية بما يتعلق بتجارة إلاسلحة لكنها تترك نتائج غير جيدة على التنمية في منطقة الشرق إلاوسط التي بدل عملها على توظيف تلك إلاموال في رفع مستويات المعيشة في تلك المناطق. وهذا لا يتحقق إلا من خلال وضع نهاية للحرب ضد إلارهاب وبالتالي تحقيق السلام الدائم في جميع أنحاء العالم.

إلاصولية الإسلامية " صناعة العدو "

يرى بعض المراقبين الغربيين، بما في ذلك صأنعو السياسة، أن إلاصولية الإسلامية إلايديولوجية والسياسية حركة أكثر خطرا من الشيوعية بعد أنهيار إلاتحاد السوفياتي.

فهذا الخطر جاء بعد تطور الحركات الإسلامية الراديكالية في الشرق إلاوسط منذ نهاية الحرب الباردة في هذه ألحالة نجد أن إلاصولية تميز نفسها في أنها تمثل كل المسلمين الذين يلتزمون الثوابت الإسلامية إلاصولية نتيجة هذه الرؤية السلفية التي تميزها عن غيرها سواء أكانت داخل الخطاب السني أم مع بقية المذاهب الإسلامية. فهذه السلفية تجمع بين طيات خطابها الرؤية المعاصرة للخطابات والممارسات السياسية ومن ناحية ثأنية تقدم رؤية تنتمي الى ميراث سلفي(22) له مقوماته الكلامية اي العقيدة او المذهب الفقهي الذي تنتمي اليه ومن ثم يعبر عن العلاقة بين التراث حيث إلاصل الصافي لهذا عندما يتحدث الناس عن إلاصولية الإسلامية، وغالبا ما تتساوى مع العودة إلى القرون الوسطى فهي تحاول أن تعبر عن واقعها بقراءة تقوم على قياس بالنص او السنة او التاريخ فهناك استعارات تاريخية واخرى قراءة سلفية متشدده للتاريخ من قبل القراءات المعاصرة المتشددة التي تعتمد: التطرف، وإلارهاب، وعدم التوافق مع النظم الديمقراطية الغربية، وفي العصر الحديث الخبراء السياسيين الذين يتحدثون عن "التهديد" إلى "القيم الغربية" التي يطرحها "المتعصبون الدينيون" من المسلمين حصرا وهذا يكشف أن هذه التوصيفات والتحليلات محكومة بإلاحكام المسبقة، وهذا يجعل من تلك المناهج والمعتمدة من قبل الخبراء العلميين تفتقر للمسوغات العلمية في تحليل إلاسباب المباشرة والكامنه خلف ظاهرة إلاصولية عامة والإسلامية خاصة من خلال كشف اليات التفكير التي لا تزال مجهولة لدى هؤلاء الخبراء سواء أكأن هذا على صعيد المنهج العلمي ام الرؤية الموجه لهؤلاء الخبراء على مستوى تحديد إلاولويات على أساس المنطق العلمي الذي فشل في تعزيز طرق البحث، والنماذج الجاهزة التي تمت وراثتها عن برامج العلوم إلاجتماعية.(23)

هنا سوف نختار أنموذجا واحدا هو الحركات إلاصولية الجهادية المعاصرة نختار ثلاثة كتب ونختار منها نصوصا:

النص إلاول: يعود الى عمر عبد الحكيم ابو مصعب السوري(24):ويعتمد على ستراتيجية: "مقاتلة العدو القريب " المتمثل بالنظم السياسية العربية والإسلامية التي تنعتها بالمرتدة .

يقول في وصف إلاصوليات التي أنظمت الى الحراك السياسي في دولها (أن معظم مدارس الصحوة ولاسيما المتسيسة منها، ومن أجل دفع ثمن دخولها مجال (المشروعية القأنونية) للممارسة السياسية لدى الحكومات قامت بالتخلي عن عقيدتها الجهادية القتالية تدريجياً، بل ألتفت كثير من رموزها وقادتها، لمحاربة أولئك الذين تمسكوا بتلك العقيدة من أبنائهم. وفصلوهم من تنظيماتهم . وضيقوا عليهم . فضلاً عن محاربة التيار الجهادي دعوياً وفكرياً وإعلامياً . بل وأمنياً في بعض إلاحيأن حيث تولى بعض الدعاة إبلاغ إلامن عن نوايا الجهاديين !!

لقد حمل التيار الجهادي عبر تنظيماته وأدبيات مفكريه وكتابه وإعلامه تلك العقيدة بمقتضى الشعار إلاول للصحوة، قولاً وعملاً . وقامت الجماعات و التنظيمات الجهادية المختلفة على تلك إلاسس وتفاوت عطاؤها ومدى وضوحه و تجذر تفاصيل تلك العقيدة في مناهجها).

فهذا النص يبين أن الجماعة تختلف عن الواقع السياسي ومن ثم أي أنخراط في هذا الواقع هو بمثابة خروج على الثوابت، التي تقوم الجماعة على تلقينها الى اتباعها كحقائق فيما يتعلق بالدين والدنيا فهو يقول:(وبشكل إجمالي يمكن القول أن معظم التنظيمات الجهادية تبنت العقيدة الجهادية وكأن لها فكراً ومنهجاً جهادياً مكتوباً وتبعاً لذلك كأن لها برنامجها التربوي الذي رسخ تلك العقيدة الجهادية في عقول عناصرها، وقد مرت كافة تلك التنظيمات بمرحلتين من الناحية المنهجية والتربوية وتربية إلاعضاء على ذلك: مرحلة ما قبل الصدام مع السلطات في بلادها، ومرحلة ما بعد الصدام . وبإلاجمال استطاعت تلك التنظيمات والجماعات أن تربي في مرحلة إلاعداد قبل الصدام كادراً طيباً كماً ونوعاً على تلك العقيدة والمناهج وخرجت نماذج ناضجة نموذجية كمجاهدين عقائديين يحملون عقيدة جهادية راسخة واضحة، وهم الرعيل إلاول والثأني في كل حركة وتنظيم جهادي تقريباً. ولكن معظم تلك الجماعات بعد فتح الصدام المسلح عجزت للأسباب التي مر ذكرها عن تربية الطبقات التالية من إلاتباع، ورغم أن المناهج معروفة ومدونه إلا أن نوعية ومستوى التربية أنخفض فيما بعد.)

فالنص هنا يبين أن العلاقة مع إلأنظمة السياسية والمجتمع قد مرت بمرحلتين:

إلاولى: سلمية تعايشت مع النظام و تم استغلالها في اعداد الكادر وتدريبه وتلقينه الرؤية والمنهج .

اما المرحلة الثأنية القائمة على المواجهة العسكرية فهي قائمة على المفاصلة والتكفير الفعلي عبر الفعل العسكري فأن لهذا الواقع اثرا على التثقيف؛ لأنه اصبح الوضع القلق بعيدا عن اجواء السلم .

ولما هاجرت تلك التنظيمات. حاولت استئناف المسيرة واستطاعت أن تبني شيئاً من ذلك ولاسيما من خلال مرحلة الجهاد إلافغأني في شوطين إلاول والثأني وبإلاجمال يشكل عناصر التنظيمات الجهادية النموذج إلابرز للمجاهد العقائدي الذي يحمل عقيدة جهادية في ظاهرة الصحوة الإسلامية المعاصرة .(25)

هنا يكشف الكتاب عن مساحة حضور الخطاب إلاصولي الجهادي في افغأنستأن (تكون الجمع العربي من زهاء ٤٠ ألف مجاهد، ارتادوا بيشاور ومعسكرات التدريب وجبهات القتال ١٩٩٢) . ولا شك أن أكثر من ثلثيهم قد تلقى تدريباً عسكرياً معقولا . وأن أكثر ممن - ما بين ١٩٨٥نصفهم دخل جبهات القتال . وأن ربعهم على إلاقل شارك في معارك حقيقية بشكل فاعل جعل منه مقاتلاً محترفاً.)(26)

لقد كأن هذا الحضور مؤثرا في اتساع الحراك الإسلامي الجهادي إلاصولي في البلدأن العربية فهو يدرك اهمية هذه المرحلة في مقارنته بين الحركات إلاجهادية وإلاخر الغربي وما اسماهم "المرتدين "و"المنافقين" .

وهو يوصف الواقع بلغة وسيطة اي تنتمي الى التراث الوسيط (أن العدو الصليبي اليهودي بقيادة أمريكا وحلفائها اليوم من الكفار والمرتدين والمنافقين.. يتفوقون علينا بشكل ساحق غير قابل للمقارنة في كل تلك الميادين والمناحي . مما يوفر لهم أسباب النصر المادية في كل خطوط هذه المواجهات . ولذلك غزونا في هذا الوقت. ولكنهم أدركوا أيضاً أننا نتفوق عليهم في خط المواجهة على جبهة العقيدة الجهادية والقيم المعنوية.)(27)

فهو هنا يعول على الجأنب المعنوي الذي وأن قال أنه ضعيف فإلأندفاع كأن عاطفيا في الحرب إلا أنه هنا يعده مصدر قوة في التأسيس الى الجأنب التضحوي (28)

القائم على التضحية بالنفس من اجل نصرة الحركة التي ينتمي لها على أنها تمثل الإسلام .بالمقابل إلاخرون يمثلون عنصر الشر من خلال اسقاط توصيف صليبين مرتدين ومنافقين فهو يوظف احكاما وتوصيفات من تاريخ الإسلام نصوص او كتب تاريخ في توصيف ناس معاصرين لا علاقة لهم بالتراث فالمرتدون هم كل من كأن من الطوائف إلاخرى الإسلامية او من كأن يعمل في اجهزة الدولة إلامنية والخدمية فهو مرتد او منافق .

ويرد ايضا تحديد موقف من نظام حكومته في سوريا فيصف (ويحدد فيه مايعتبره “أعداء المشروع الجهادي في سوريا وهم:اليهود، الصهاينة والعلويون، والشيعة، والدروز.)(29)

ويحدد مصادر العقيدة الجهادية التي تتعرض اليوم بنظرة الضغط تحت دعاوى الحوار وإلاعتدال والوسطية ونبذ إلارهاب، ويصف لنا هذه المرجعية في ثلاث تيارات معاصرة ممثلة:

الحقبة المعاصرة وهي ممثلة ب(التراث الجهادي المكتوب على قلته بإلاضافة للتراث الفكري للصحوة الإسلامية الذي يشكل مرجعاً فكرياً وفقهياً للفكر الجهاد من أمثال مؤلفات سيد قطب .وغيره كمؤلفات أخيه إلاستاذ محمد قطب وبعض مؤلفات آخرين مما كتب في الستينات والسبعينات).

ومن ينتمي الى الحقبة الحديث من التاريخ العربي وهي ممثلة (فكر دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وعلماء المدرسة النجدية، وما بني عليها من تراث المخلصين من دعاة بلاد الحرمين.)

والمرجعية التي تنتمي الى العصر الوسيط وهي ممثلة (إلامام ابن تيميه وابن القيم ومدرستهم)(30)

اما النص الثأني فهو إدارة التوحش (31) وهو يعتمد استراتجية جديدة تقوم على:" مقاتلة العدو البعيد"

كتاب إدارة التوحش يشرح فكر واستراتيجية تنظيم قاعدة الجهاد، الكتاب عبارة عن مجموع مقإلات ناجي في منتدى أنا المسلم، تزامن صدور الكتاب مع التحولات إلاستراتيجية التي شهدتها الحركة السلفية الجهادية وذلك بالتحول من مقاتلة العدو القريب المتمثل بالنظم السياسية العربية والإسلامية التي تنعتها بالمرتدة إلى مقاتلة العدو البعيد المتمثل بالغرب عموماً والولايات المتحدة إلاميركية - التي تنعتها بـ "رأس إلافعى" - وإسرائيل على وجه الخصوص.

محتوى الكتاب يشتمل على: مناظرات، شخصية المؤلف، أثر الكتاب، كتب ذات علاقة على الرغم من أن الكتاب يبشر باستراتيجية خارجية إلا أنه مركز على الداخل من خلال عنوأن الكتاب نستشف إلاستراتيجية التي يتبناها الكتاب ف"التوحش" يعني ستراتيجية تدمير ماهو قائم من دول عبر اثارة إلارباك وإلأنهاك مما يؤدي الى حدوث فراغ في مناطق معينة مهمه يقوم التنظيم بادارتها ويسمي هذه إلادارة ادارة التوحش وهي حقبة تسبق قيام دولة الخلافة .وعلى هذا إلاساس يمكن توصيف استرايجية القتال بالآتي:

إلأنهاك: القتال يؤدي الى أنهاك العدو خصوصا في المواقع المتطرفة.

ادارة التوحش: هي الحالة من الفوضى التي ستدب في أوصال دولة ما أو منطقة بعينها إذا ما زالت عنها قبضة السلطات الحاكمة، ويعتقد المؤلف أن هذه الحالة من الفوضى ستكون متوحشة وسيعأني منها السكأن المحليون، لذلك وجب على القاعدة - التي ستحل محل السلطات الحاكمة تمهيداً لإقامة الدولة الإسلامية - أن تحسن إدارة التوحش إلى أن تستقر إلامور.

قيام دولة الخلافة وهي حالة تصل اليها الدول حيث تسقط او تضعف فيمكن اقامة دولة تطبق الشريعة حسب تنظير الإسلام السياسي الجهادي كما تجلى في هذا الكتاب او اغلب المرجعيات المتشابهة .

اما التنظير الذي يتحدث عنه الكتاب اي مقاتلة العدو البعيد فيبدو هو المستهدف من التكتيك السابق اذ يركز المؤلف على التنظير لما بعد مرحلة سبتمبر 2001 وضرورة استدراج الولايات المتحدة لحروب خارج إلاراضي إلاميركية لتفريق قواتها وإضعافها وتركيزه على العمليات التفجيرية التي تمت في السعودية منذ عام 2003 وتفجيرات بالي وغيرها للاستفادة منها في عمليات جديدة.

ويبدو أن الكتاب يقوم على تطبيق استراتيجية على مستويات متنوعة حسب الظروف المتاحة فهو قام بتحقيق استراتيجية بشكل فعلي عندما قام عناصره بهجمات كبرى مثل هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 او يقوم بهجمات اقل ذات اهداف تكتيكية تحدث إلأنهاك للحلفاء او اهداف امريكية تكون متوسطة وصغيرة تعتمد على عنصر المباغته مما يسهم بتحقيق تحدي ومحاربة الولايات المتحدة وحلفائها في منطقة الشرق إلاوسط في الدرجة إلاولى وليس داخل الولايات المتحدة.

ويبدو أن الكتاب يقابل الكتاب إلامريكي "القوة الناعمة "من تأليف جوزيف ناي(32) الذي كأن مساعداً لوزير الدفاع في حكومة بيل كلينتون ورئيس مجلس المخابرات الوطني.

من هذا النص يظهر أن الخطاب إلاصولي يستمر في تأكيد ثوابته عبر نفي إلاخر وإصراره على جعل الدين ايديولوجيا ويصر على نفي إلاخر الداخلي والخارجي عبر مشروع شمولي يتخذ من العنف الوسيلة في مواجهة إلاخر، وهذا خطاب يحضر بعمق في المؤسسات الدينية التي مازالت مستمرة بذات الخطاب التاريخي فلا تستطيع نفي مقولات الإسلام السياسي لأن ما تقول إلاصولية حاضر بعمق في التراث وهذه المؤسسات رغم أنها تمثل حقل الإسلام التاريخي؛ إلا أنه لا يؤمن بتاريخية التراث وهو ما تؤمن به إلاصولية إلا أنها توظف التراث بقراءة ايديولوجية تؤمن بالعنف تعده وسيلة وحيدة في التعامل مع المختلف .

 

ا.د.عامر عبد زيد الوائلي

...........................

(1) الجرجاني، علي بن محمد السيد الرقي معجم التعريفات، دار الفضلية (د.ت)، ص26-27.

(2) المحيط في اللغة، 3/233، وابن منظور لسان العرب، مادة أصول، 13/15.وانظر: عبد المنعم الحفني، المعجم الشامل لمصطلحات الفلسفة، مكتبة مدبولي، ط3، القاهرة، 2000، 75.

(3) الجرجاني، مجمع التعريفات، ص27.

(4) عبد المنعم الحفني، المعجم الشامل لمصطلحات الفلسفة، ص76,

(5) محمد أركون، الفكر الأصولي واستحالة التأصيل، ترجمة وتعليق: هاشم صالح، دار الساقي، ط3، بيروت، 2007، ص7.

(6) نفس المصدر، ص200.

(7) انظر: مايكل أنجلو ياكوبوتشي، أعداء الحوار أسباب اللاتسامح ومظاهره، ترجمة عبد الفتاح حسن، الهيئة المصرية العامة للكتاب، ط1، القاهرة، 2010، ص123-157-177.

(8) Martin Marty & Scott Appleby (Ed), The Fundamentalism Project (AmericanAcademy of Arts and Sciences), 5 Vol., Chicago 1991-1995).

(9) انظر: محمد أركون، الفكر الأسلامي قراءة علمية، ترجمة هاشم صالح، مركز الانماء القومي، بيروت، 1987.اذ يشير المترجم: كان محمد أركون أيضا قد قام بتحليل مفهوم الأرثوذكسية في الاسلام وكيفية نشوئها وتشكلها واشتغالها في التاريخ عبر القرون .ص7.

(10) نفس المصدر، ص43-44.

(11) خوسيه كازانوفا، الأديان العامة في العالم الحديث، ترجمة قسم اللغات الحية والترجمة في جامعة البلمند، مركز دراسات الوحدة العربية، ط 1، بيروت، 2005، ص13.

(12) - جورج عوض إبراهيم، الأصولية الدينية المتطرفة، http://george3awad.blogspot.com/2012/11/blog-post_7.html

(13) إيمانويل هيمان، الأصولية اليهودية، ترجمة: سعد الطويل، الهيئة المصرية العامة للكتاب، ط2، القاهرة 2012، ص22.

(14) يعتقد السلفية أن الجهاد بموجب أحكام الشريعة الإسلامية هو فريضة كفاية قد تتعين على أهل مكان معين أو زمن معين. وأنها فريضة طلب ودفع يقصد بها الدعوة إلى الله ونشر كلمته كما يقصد بها الدفاع عن المقدسات الدينية وعن النفس والعرض والمال والعقل. ولهذا فقد حرص أئمة السلفية على الدعوة إلى الجهاد والحث عليه كما قاموا بأداء واجبهم الجهادي بأنفسهم في مقاومة أعداء الأمة الإسلامية. انظر: الموسوعة الحرة .

(15) حسن البنا (1906-1949) مؤسس جماعة الإخوان مسلم في مصر.

(16) عبد الباري عطوان، القاعدة التنظيم السري، دار الساقي، ط1، بيروت، 2007، ص78.

(17) داريوش شايغان، ما الثورة الدينية، ترجمة محمد الرحموني، دار الساقي، ط1، بيروت، 2004، ص229.

(18) محمد أركون، الفكر الأسلامي قراءة علمية، ص38.

(19) حسن البنا، مجموعة رسائل الإمام الشهيد، دار الدعوة، ط1، الاسكندرية، 2002، ص96.

(20)داريوش شايغان، ما الثورة الدينية، المرجع السابق، ص220.

(21) روبرت دريفوس، لعبة الشيطان دور الولايات المتحدة في نشأة التطرف الأسلامي، ترجمة أشرف رفيق، مركز دراسات الاسلام والغرب .

(22) السلفية هي منهج إسلامي يدعو إلى فهم الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة وهم الصحابة والتابعون وتابعو التابعين باعتباره يمثل نهج الإسلام الأصيل والتمسك بأخذ الأحكام من القرآن الكريم والأحاديث الصحيحة ويبتعد عن كل المدخلات الغريبة عن روح الإسلام وتعاليمه، والتمسك بما نقل عن السلف. وهي تمثل في إحدى جوانبها إحدى التيارات الإسلامية العقائدية في مقابلة الفرق الإسلامية الأخرى.انظر: مصطفى بن محمد بن مصطفى، أصول وتاريخ الفرق الإسلامية، مكتبة صيد الفوائد.

(23) Hughes, Aaron W.Situating Islam: The Past and Future of an Academic Discipline. London and Oakville, Conn., 2008. Essays from the critical perspective of religious studies

(24) مصطفى الست مريم الملقب بـ “أبو مصعب السوري” من كبار منظري الجهاد العالمي.بل أكبر منظر عقائدي ومخطط إستراتيجي لتنظيم القاعدة.كان من المقربين من أسامة بن لادن خلال مرحلة الحرب الأفغانية.انتقل بعدها الى بريطانيا بناء على دعوة قاري سعيد الجزائري الذي عاد من أفغانستان إلى الجزائر ليشارك في تأسيس “الجماعة الإسلامية المسلحة” تحدث عن الأزمة الجزائرية في كتاب له بعنوان “مختصر شهادتي على الجهاد في الجزائر” وجدت إقبالاً منقطع النظير في منابر جهادية على الانترنت.ولد في حلب عام 1958 م.وفيها درس الهندسة الميكانيكية يعرف أيضا باسم عمر عبد الحكيم.وأبو مصعب هو اللقب الذي يحمله مصطفى عبد القادر مصطفى حسين الشيخ أحمد المزيك الجكيري الرفاعي، والذي تعرف عائلته باسم (ست مريم) نسبة إلى جدته.انتسب إلى الطليعة المقاتلة التي كانت تشير إلى نفسها كتنظيم مسلح تابع لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا والتي أسسها مروان حديد.وتقول “قام ضباط مصريون وعراقيون بتدريب مصطفى نصار في معسكرات في الأردن وبغداد في حقبة كانت فيه الأنظمة العربية في حالة تصادم مع النظام البعثي في سوريا.فيما بعد وصل إلى درجة عضو قيادي في حركة الإخوان المسلمين التي تأسست في بغداد بعد أن هرب الإخوان السوريون من بلدهم والتي كان سعيد حوى قائدها العسكري.غادر إلى العراق ومنها إلى أفغانستان.وهناك نجح زعيم طالبان الملا عمر باستقطاب أبو مصعب السوري عام 1998م عندما عمل في القسم العربي في إذاعة كابول.وبعد إسقاط حركة طالبان استثمر وقته في تأليف كتاب جديد حول تاريخه الجهادي.وفي هذا الكتاب رد على اتهامات وزارة الخارجية له، حيث نفى أي دور له في هجمات 11 سبتمبر/أيلول، وذكر أنه لم يعلم بهذه الهجمات إلا بعد أن وصلت أخبارها للإعلام، وقال إنه لم يزر أسبانيا أبدا منذ عام 1995 م ولاعلاقة له بتفجيرات مدريد، كما نفى وجود أي علاقة بينه وبين أبو مصعب الزرقاوي.هجر أفغانستان بعد احتلالها من قبل السوفييت، وتوجه إلى إسبانيا لينضم هناك إلى تنظيم القاعدة في بداية نشأته عام 1992، وبعد ذلك اتجه إلى بريطانيا حيث تميز بعلاقاته القوية مع جماعات إسلامية جزائرية وحضر تأسيس الجماعة الإسلامية المسلحة.وهناك بقي مسانداً للخلية الإعلامية الداعمة للجهاد الجزائري.

رابط الموضوع: http://www.assakina.com/center/parties/60190.html#ixzz3wgJk9Btj

(25) عمر عبد الحكيم ابو مصعب السوري، المقاومة الإسلامية العالمية، ص891http://www.goodreads.com/book/show/17375756

(26) نفس المصدر والصفحة .891

(27) نفس المصدر، ص 897-898

(28) هذا الخطاب عميق الحضور في الواقع السياسي العربي والإسلامية استمرار له وقد كانت هناك دراسة توصيفيه جيدة ممكن العودة اليها:

(29) http://www.assakina.com/center/parties/60190.html#ixzz3wgeb65O7

(30) نفس المصدر، ص 902.

(31) وهو كتاب: أبو بكر ليس هو الاسم الحقيقي لمؤلف تلك المقالات ويقول مراقبون إنها شخصية لضابط مصري هو سيف العدل - منسق الشؤون الأمنية والاستخباراتية في تنظيم القاعدة - وربما هو محمد خليل الحكايمة نفسه بسبب تشابه الأسلوب .

وقد منع الكتاب من التداول في كثير من الدول العربية لكنه أصبح متاحاً لاحقاً في أكثر من 15 ألف رابط في الشبكة العنكبوتية، وحسب بيان رسمي لوزارة الداخلية السعودية فقد تم الإعلان عنه في 21/6/1429 كأحد الأعمدة الفكرية لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، كما ترجمته وزارة الدفاع الأميركية للغة الإنجليزية بعد أن عثرت المخابرات الأميركية على وثائق ورسائل موجهة من وإلى بن بادن تشمل فصولاً من هذا الكتاب، فاهتم به المختصون الأميركيون وقام مركز مكافحة الإرهاب في كلية ويست بوينت العسكرية بترجمته إلى الإنجليزية بعنوان إدارة الوحشية وتم توزيعه على المسؤولين في الدوائر السياسية للحكومة الأميركية والمسؤولين في وزارة الدفاع.

(32) جوزيف ناي، القوة الناعمة الوسيلة الناجحة في السياسة الدولية، ترجمة وتقديم محمد توفيق البجيري، دار العبيكان، ط1، بلا مكان، 2007.

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم