صحيفة المثقف

شِـركٌ غـيـر آثـم

يحيى السماويأشْـرَكـتُ فـيـك ِ ولـسْـتُ بالـمُـتـأثّم ِ

فالـشِركُ في الأحلام ِ غـيرُ مُـحَـرَّم ِ

*

خاط َ الكرى جَـفـني ونادَمَ مُـقـلـتـي

حُــلُــمٌ بـمِـثـل ِ نـعـيـمِـه ِ لـم أحـلـم ِ

*

حُـلـمٌ وددتُ الـعـمـرَ في فـردوسِــه ِ

لا صـحوَ إلآ حين يُـنـصَبُ مأتـمـي

*

يَـمّـمْتُ حزمي نحو شـرفـةِ بـيـتِـهـا

بـعـفـافِ قِـدّيــسٍ وشــوق ِ مُــتــيَّــم ِ

*

وجـنـوح ِ مخـبـولٍ وحكـمــةِ عـاقِـل ٍ

وبـعُـسْــرِ  مـحـرومٍ ويُـسْــرِ مُـنـعَّــم ِ

*

فوجدتهـا بـيـن اثـنـتـيـن ِ .. عـرفـتهــا

من عِطـرِ أنـفـاسٍ ومِعْـضـدِ مِـعـصَـمِ

*

ومن انـزلاق ِ لحافِهـا عن خصـرهـا

فرط َ الـمَـلاسَـة ِ دون باقي الــنـُّــوَّم ِ

*

ذُعِـرَتْ فأطبَقَ فوق زنـبـق ِ ثـغـرهـا

ثـغــري فـلـم تـصـرخْ ولـمْ تــتـكـلّــم ِ

*

وسّـدْتـُهـا صدري بحـضن ِ سـحابـةٍ

هَـرَبـا ً بـهـا بـيـن الـثـرى والأنـجُـم ِ

*

وغـسلـتُ بالقـبُلات ِ مَهْـبَـط َ قـرطِـهـا

غـسْـلَ الـنـدى لـلـورد ِ غـيـر ِ مُـلـثـَّـم ِ

*

معـصومة ُ الـنهـديـن ِ لم يلـثـمْـهـمـا

إلآ حـريـرُ الــثـوبِ فــوق الـمِـحْـزَم ِ

*

أثِـمَ الـقـمـيصُ فـكـاد يـجـرحُ وردة ً

حمراءَ أنضـرَ من خـدود ِ الـبُـرعُـم ِ

*

فـرّتْ يـدي رغـمــاًً عليّ ومَـسّــدتْ

يـاقـوتـة ً .. لـكـنْ : بعِـفـَّـة ِ مُـحْــرِم ِ

*

وشـمَـمْـتُ ريحانـا ً وعِطرَ سَـفَـرْجَل ٍ

فـيَـدي وثـغـري يــنـعـمـانِ بـمَـغــنَـم ِ

*

لو أنهـا عـرفـتْ بـشـوق ِ ظـمـيـئِهـا

لـرحـيـقِ كأس ِ زهـورهـا لم تـفـطِـم ِ

*

بخلـتْ وتـدري أنّ خـبـز سـطورِهـا

زادي بـصحـن صبـابـتـي وتهَـيُّـمـي

*

دخلتْ بسـاتـيـني فأنْـضَجَ خـطـوُهــا

الـزيـتـونَ والـرُّمـانَ قـبْـلَ الـمـوسِـم ِ !

****

****

****

شـبَـقــيّـة َ العـيـنـيـن ِ ناسِـكـة َ الـفـم ِ

رفـقـا ً بـسـادِنِـكِ الأســيـر ِ المُـغـرَم ِ

*

لا تحـذري نـاري فـإنَّ لـهــيــبَــهــا

لا يـسْـــتَـطـيـبُ ضــرامُـهُ إلآ دمـي

*

مُـتــمــنِّـعٌ ـ إلآ عـلـيـكِ ـ تــبــتُّــلـي

ومُـحـرَّمٌ ـ إلآ إلــيــكِ  ـ تــرنُّــمــي

*

خَطَـبَـتْـكِ أعماقي فحاضرُ مَهْـرِهـا

قـلبي وأحداقي .. وغـائِــبُـهـا فـمـي

*

إنْ تطلبي الـرُّطَـبَ الجَـنيَّ وشـهــدَهُ

هـزّي بمـبسـمِـك ِ المُطَـيَّبِ مـبـسمي

*

الـنـارُ جائـعـة ٌ .. فـهـلْ أطْـعَـمْـتِـهـا

أشـواكَ أمـسـي في الـزمـان ِ الأقـدم ِ؟

*

زفَّ الـهـوى قــلـبـي لإيــنـانـا كـمـا

زفَّ الـدُّجـى لـلـبـدرِ ركْـبَ الأنـجـمِ

*

لا توصدي المحـرابَ عن مُــتـبَـتِّـل ٍ

والـنهـرَ والـيـنبـوعَ عن صَـبٍّ ظمي

*

قد جـئـتُ منهلـَكِ العـذوبَ مُـضَـرّجـا ً

بالجـمـرِ رفـقـا ً بـالظـميء الـمُـسْـلِـم ِ

*

حسبي حَـجَـجْـتُ فهـل يجوز لـنـاسِـكٍ

صـلى الـوداعَ بـغـيـر شِــربـةِ زمـزم ِ ؟

*

زُمِّـيْ عـلـى صـدري يـديـكِ وأحـرقـي

حـطَـبي بـنـاركِ كـيْ يَـحِـلَّ تــيـمُّـمـي  (**)

***

يحيى السماوي

........................

(*) يحلّ: بكسر الحاء: يصبح حلالا .

(**) زمَّ : جمع وضيَّق .. ( ومنه جاءت تسمية بئر زمزم : الماء الذي جمعته وضيّقت عليه بكفّيها هاجر عليها السلام حين انفجر النبع ) ..

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم