صحيفة المثقف
شِـركٌ غـيـر آثـم
أشْـرَكـتُ فـيـك ِ ولـسْـتُ بالـمُـتـأثّم ِ
فالـشِركُ في الأحلام ِ غـيرُ مُـحَـرَّم ِ
*
خاط َ الكرى جَـفـني ونادَمَ مُـقـلـتـي
حُــلُــمٌ بـمِـثـل ِ نـعـيـمِـه ِ لـم أحـلـم ِ
*
حُـلـمٌ وددتُ الـعـمـرَ في فـردوسِــه ِ
لا صـحوَ إلآ حين يُـنـصَبُ مأتـمـي
*
يَـمّـمْتُ حزمي نحو شـرفـةِ بـيـتِـهـا
بـعـفـافِ قِـدّيــسٍ وشــوق ِ مُــتــيَّــم ِ
*
وجـنـوح ِ مخـبـولٍ وحكـمــةِ عـاقِـل ٍ
وبـعُـسْــرِ مـحـرومٍ ويُـسْــرِ مُـنـعَّــم ِ
*
فوجدتهـا بـيـن اثـنـتـيـن ِ .. عـرفـتهــا
من عِطـرِ أنـفـاسٍ ومِعْـضـدِ مِـعـصَـمِ
*
ومن انـزلاق ِ لحافِهـا عن خصـرهـا
فرط َ الـمَـلاسَـة ِ دون باقي الــنـُّــوَّم ِ
*
ذُعِـرَتْ فأطبَقَ فوق زنـبـق ِ ثـغـرهـا
ثـغــري فـلـم تـصـرخْ ولـمْ تــتـكـلّــم ِ
*
وسّـدْتـُهـا صدري بحـضن ِ سـحابـةٍ
هَـرَبـا ً بـهـا بـيـن الـثـرى والأنـجُـم ِ
*
وغـسلـتُ بالقـبُلات ِ مَهْـبَـط َ قـرطِـهـا
غـسْـلَ الـنـدى لـلـورد ِ غـيـر ِ مُـلـثـَّـم ِ
*
معـصومة ُ الـنهـديـن ِ لم يلـثـمْـهـمـا
إلآ حـريـرُ الــثـوبِ فــوق الـمِـحْـزَم ِ
*
أثِـمَ الـقـمـيصُ فـكـاد يـجـرحُ وردة ً
حمراءَ أنضـرَ من خـدود ِ الـبُـرعُـم ِ
*
فـرّتْ يـدي رغـمــاًً عليّ ومَـسّــدتْ
يـاقـوتـة ً .. لـكـنْ : بعِـفـَّـة ِ مُـحْــرِم ِ
*
وشـمَـمْـتُ ريحانـا ً وعِطرَ سَـفَـرْجَل ٍ
فـيَـدي وثـغـري يــنـعـمـانِ بـمَـغــنَـم ِ
*
لو أنهـا عـرفـتْ بـشـوق ِ ظـمـيـئِهـا
لـرحـيـقِ كأس ِ زهـورهـا لم تـفـطِـم ِ
*
بخلـتْ وتـدري أنّ خـبـز سـطورِهـا
زادي بـصحـن صبـابـتـي وتهَـيُّـمـي
*
دخلتْ بسـاتـيـني فأنْـضَجَ خـطـوُهــا
الـزيـتـونَ والـرُّمـانَ قـبْـلَ الـمـوسِـم ِ !
****
****
****
شـبَـقــيّـة َ العـيـنـيـن ِ ناسِـكـة َ الـفـم ِ
رفـقـا ً بـسـادِنِـكِ الأســيـر ِ المُـغـرَم ِ
*
لا تحـذري نـاري فـإنَّ لـهــيــبَــهــا
لا يـسْـــتَـطـيـبُ ضــرامُـهُ إلآ دمـي
*
مُـتــمــنِّـعٌ ـ إلآ عـلـيـكِ ـ تــبــتُّــلـي
ومُـحـرَّمٌ ـ إلآ إلــيــكِ ـ تــرنُّــمــي
*
خَطَـبَـتْـكِ أعماقي فحاضرُ مَهْـرِهـا
قـلبي وأحداقي .. وغـائِــبُـهـا فـمـي
*
إنْ تطلبي الـرُّطَـبَ الجَـنيَّ وشـهــدَهُ
هـزّي بمـبسـمِـك ِ المُطَـيَّبِ مـبـسمي
*
الـنـارُ جائـعـة ٌ .. فـهـلْ أطْـعَـمْـتِـهـا
أشـواكَ أمـسـي في الـزمـان ِ الأقـدم ِ؟
*
زفَّ الـهـوى قــلـبـي لإيــنـانـا كـمـا
زفَّ الـدُّجـى لـلـبـدرِ ركْـبَ الأنـجـمِ
*
لا توصدي المحـرابَ عن مُــتـبَـتِّـل ٍ
والـنهـرَ والـيـنبـوعَ عن صَـبٍّ ظمي
*
قد جـئـتُ منهلـَكِ العـذوبَ مُـضَـرّجـا ً
بالجـمـرِ رفـقـا ً بـالظـميء الـمُـسْـلِـم ِ
*
حسبي حَـجَـجْـتُ فهـل يجوز لـنـاسِـكٍ
صـلى الـوداعَ بـغـيـر شِــربـةِ زمـزم ِ ؟
*
زُمِّـيْ عـلـى صـدري يـديـكِ وأحـرقـي
حـطَـبي بـنـاركِ كـيْ يَـحِـلَّ تــيـمُّـمـي (**)
***
يحيى السماوي
........................
(*) يحلّ: بكسر الحاء: يصبح حلالا .
(**) زمَّ : جمع وضيَّق .. ( ومنه جاءت تسمية بئر زمزم : الماء الذي جمعته وضيّقت عليه بكفّيها هاجر عليها السلام حين انفجر النبع ) ..