صحيفة المثقف

غيمة تحاول الدخول من زجاج النافذة

فتحي مهذبالفراشة التي دهستها أصابعك

السنة الفارطة...

النسيان الساقط على بلاطة رأسك

كرغيف خبز متحجر...

صوتك المليء بطقطقة شقار البحر

الكلمات الضاحكة كمومسات أخر الليل..

الكلمات اللذيذة ولها طعم الفراولة

الكلمات التي يدهن بها القس جبهته لطرد كلاب الحمى...

الغيمة التي تحاول الدخول

من زجاج النافذة

بعينين باردتين

وقلب نحاسي...

وجهك الذي تداول على نهبه

المزارعون

وقطاع الطرق...

ضحكتك البيضاء المملحة

كسمكة لذيذة

في عشاء فاخر...

صمتك الذي غسله بوذا

بأصابعه الحكيمة...

جرحك الشبيه بمجزرة برتقال...

ظلك المتحرر من جوهرك الهش...

الأفعى المجلجلة

التي تقضم ذيلك السفسطائي...

عاصمة الروح البعيدة....

الضباب الذي يغتال سكان الجسد

أيام الأحاد...

الباب

الذي يبكي كأب أورتدوكسي

مهذب وحنون

مشبعا بحرائق النوستالجيا

وأسرار الغابات ...

الباب الذي تتهدل أعصابه

حين يتصفح وجهك في المساء...

حمامة الجيران

التي ترشقك بقصائد هايكو

موجعة جدا

ثم تنطفىء....

الحظ الأكمه

الذي يحفر كتفيك

كسنجاب

أمام مرآة الواقع...

المدينة المقتولة

فوق سرير الأرمل

بسم الشوكران....

الشرفات

التي يهددها الرعد بفضيحة حادة..

الصعود إلى النقصان

الهبوط إلى قاع السيمياء

الجنون

الذي يطل من زجاج عينيك

يرمي المارة النائمين

بالسعال والهرطقة...

الذي يطلع كالبخار

من أظافرك

الذي يثقب واجهة الخزانة

بنظرة مريبة...

ويقطع شحمة أذنيك

برنة متوحشة....

الذي يغرس أنيابه

في هدوئك المخملي....

ويموء كقط أسود

في مرتفعات الإشارة....

زئير اللامبالاة

في غابة متفحمة...

اللكمة الموجعة

التي يسددها الغياب....

صفير عظام الذكريات المسنة...

مقتل الضوء

بسلاح العجوز العصابي...

الطريق إلى الوردة البابلية....

الرماد الذي أنجب جثتين

في المعتقل.....

ما خلفته الحمامة من ندوب

وما قاله البرق

إثر تأبينها الهامشي ...

ما لم يقله

إذ هربته الفراشات

إلى كوكب الأقحوان....

كل هذا يدور ببطء

تحت شمس الجسد .

***

فتحي مهذب

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم