صحيفة المثقف

سهرة مع الخيام والتوحيدي

جمال مصطفىالـلـيــلُ ازرقُ،

أيُّ حــانْ

وعَـلَـيـهِ تَـحْـنـو قُـبّـتـانْ !

 

ادخـلْ

كـأنَّ قـصـيـدةً بـسـيـاقِـهـا

تَـتَـنـادَمـانْ

 

ادخـلْ:

هـنـا الـخـيـّـامُ مُـعــتَــكِـفٌ

عـلى مَـرِّ الـزمـانْ

 

مَـن انتَ؟

لا بـلْ صـوتُ مَـن هـذا؟

أسـاطـيـنُ الـمَـكـانْ

 

تَـصْـطَــفُّ أقـواسـاً عـلى الـرُؤيـا

وتـزدلِـفُ الـمَـعـانْ

 

هـيّـا:

دخـلـتُ،

أمـامَ مكـتـبـةٍ وقـفْـتُ،

وشَـمْـعَــدانْ

 

وكـأنّـمـا:

رَنْـدٌ ومِـسْـكٌ كـالـغــمـامـة ِ

يَـسْـرقـانْ

 

في خِـفّـةٍ

مِـن مِـخْـلـبِ الـصـقْــرِ الـيَـمـامَـة َ

في حَـنـانْ

 

أنا مِـن جـنـوبِ الـكـونِ:

لي أهْـلٌ هـنـاكَ

ونَـخْـلَـتـانْ

 

هُـمْ يَـسْـمَـعــونَ الـسَـلْـطَـعــونَ

يَـسـبُّ أمّ َ الـشُـمْـبُـلانْ

 

لا شيءَ تَـطْـحَـنُـهُ طـواحـيـنُ الهـواءِ

سـوى الهَـوانْ

 

مَـن انتَ؟

 قـال: انـا ثـلاثـتُـنـا

 إذا اتّـسعَ الـخُـوانْ

 

سـرٌّ وراءَ الـسـرّ:

قــاصٍ ــ في طـبــيــعــتـهِ ــ ودانْ

 

الـسـرُّ يَخـتـلـقُ الـمـسـافـة َ كـالـسـرابِ

لِـكُـلّ ظــانْ

 

سِـتّـونَ

ــ تَـتْـرى في الـدقـيـقـةِ لـن تَـعــودَ ــ

مِـن الـثَـوانْ

 

قـد يَـنجـلي فـيهــا الـجـلـيـلُ الـمـستـحـيـلُ

أو الـمُـصـانْ

 

بِـحـجـابـهِ عَـنّـا .

يـقـولُ: أنـا أراك ولا تَــرانْ

 

سـبـّـابـةُ الـعـيــنِ الـتي تُـصـغـي

إلى أقـصـى الـرهـانْ

 

نـسْـغُ الـصعــود الـحُـرّ اشـجــاراً تـطـيـرُ

إلى الـجِـنـانْ

وتَـعــودُ:

نـسْـغُ نُــزولِـهــا

أدرى بـمـا قـبْـلَ الأوانْ

 

وبـمـا طَهـا

في الـغـيْـبِ طـاهِـيهـا

ومـا ذاقَ اللـسـانْ

 

هـو إنْ تَبَخـّرَ مُـستـعـيـنٌ

أو تَـكَـثّـفَ مُـسْـتَـعـانْ

 

الـسَيـْسَبـانُ لِيستـظـلَّ بـهِ الـرعـاةُ،

الـسَيْـسـبـانْ

 

الـعـاشـقـون الـعـاشـقــاتُ

إذا الـقــساة ُ .

الـسـنْـديـانْ

 

أنْـشَـبْـتُ فـأسي في اللّـحـاءِ،

 تركـتـُهــا .

 كـادَ افـتِــتـانْ

 

هـذا بـتـلـكَ،

 وهــؤلاءِ بـهــؤلاءِ .

 الـمَـعْــمَـعــانْ

 

جَـدَلٌ عـلى أمـلِ اندلاعِ الـنـارِ

مِـن تحْـتِ الـدخـانْ

 

هي ذاتُهـا بَـعْــدَ الـرُباعـيـّاتِ

فـاغــمـة ُ الـدِنـانْ

 

لـيستْ بنيْـسابـورَ،

تَـعـْـرفـهـا ولـيـستْ اصـفـهـانْ

 

لـيستْ نبيـذَآبادَ غـرْبَ الهـالِ،

شـرْقَ الـزَعْـفـَرانْ

 

مـا بـيـن لـثـغـتِـهـا هي الأنثى الـتي .....

والـتـرْجُـمـانْ

 

نُـثـِرَتْ نِـقـاطٌ مِـن

حـقـيـقـتـهــا كَحَـبـّاتِ الجُـمـانْ

 

إلا اذا ثـقـبـوا الـزمـانَ

 فـعـادَ سَـوْفَ كَـ ـسَوفَ كـانْ

 

إلا (إذا) جَـزَمَـتْ،

مـتى جـزمَـتْ (إذا)؟

هـل تـأخــذانْ

 

مِـنهـا،

فـقـاطَـعَـهُ الـنـديـمُ:

نـصـيـبَ فـانـيـةٍ وفـانْ

 

اللـيـلُ ازرقُ

أمْ زجـاجُ الـحـانٍ عَـشّــقَــهُ اقـتـرانْ

 

الخـمْـرِ

 بـالـقَـدَحِ الـسـمـاويّ انـتــشــاءاً

 في اتّــزانْ؟

 

مـا مِـن حَـرام ٍ في الـقـصيـدةِ

غـيْـرُ تَـرويـضِ الحـصـانْ

 

هـاتِ الـرياضـيـّاتِ: هـنـدسـة ً وجَـبـْـراً

يَـلـعـبـانْ

 

في صـرّةِ الأسـرارِ: أفـعـى لا تَـمـوتُ

وأفـعُــوانْ

 

كَـبُـرا فَـصـارا حـاويَـيـْنِ

 بـلا يَـديْـنِ، يُـرَقّـِصـانْ

 

فـيْـضـاً

تَـكـامـلَ كَـمُّـهُ في كُـمّـهِ

حـتى أبــانْ

 

فـبـأيّ أرقـامِ الـيـقـيـنِ

تُـكَـذ ّبـانْ

 

حـتى ولَـوْ زعَـمَ الـذيـنَ:

كـعــارفَـيْـن ِ تُـطـعّــمـانْ

 

الـكَـرْمَ بالخَـشْـخـاشِ

أوْ بالـكَـرْمِ خَـشْـ ـ ـ ـ

يا اُلْـعُــبـانْ

 

يَـنـزو مـزاحُـكَ فـوقَ جِـدّكَ

ثـمّ لا يَـتـنـاكَـحـانْ

 

هـذا لأنَّ خـيـالَـهُ

مُـتـلاقِـحٌ: إنـْـســاً وجــانْ

 

تَـتَـحـيّـنـانِ

عـلى أبي حَـيـّـانَ

مـا تَـتَـحـيـَّـنـانْ

 

يَـتَـحـيّـنـانِ مُـقـابَـسـاتٍ مـنـكَ

سـاحـرةَ الـبَـيـانْ

 

لا بَـلْ يُـقـابـِسُـنـا الأخـيـرُ زمـانُـهُ

دعْ عـنْـكَ كـانْ

 

لِـتَـكُـنْ مُـؤانـسـةً وإمْـتـاعــاً

وأصـداءاً حِـسـانْ

 

طُـويَ الـمـكـانُ

فـصارَ أصغــرَ مـثـلـمـا

طُـويَ الـزمـانْ

 

عُـمَـرٌ تَـساءَلَ: كَـمْ لَـبَـثْـنـا،

قـلْـتُ: مَـرّتْ سـاعـتـانْ

 

هَـلاّ تُـسـَمّي بَـعْـضَ مـا أحْـرَقْـتَ؟

 قـالَ: (الكَـفّـتـانْ:

 

الـذلُّ في الـشكْـوى ولَـو كـانتْ،

وكَـعـبـةُ شَـلْـمَـغـانْ

 

فـكـتـابُ تألـيبُ العـَـوام ِعـلى اللبـيـبِ:

مُـجَـلّـدانْ

 

وشُروحُ كَـلاّ قَـبْـلَ لا

للـفـيـلـسـوفـةِ شَهْـرَبـانْ)

 

عـن بَـحْـرِ (كـانَ)

 سـألـتُ حـتى ـ ـ ـ بَعْـدَ حـتى أوْقـفـانْ

 

عـن بحـرِ (سـوفَ) الآنَ

وانـدفـعــا مَـعـاً يَـستـفـسـرانْ

 

يا صـاحـبـيَّ،

اللـيـلُ ازرقُ لا مَـجـازاً

بَـل عـيـانْ

 

وهُـنـا: عـلى هـذي الـرفـوفِ

جـوابُ مـا لا تَـعـرفـانْ

 

وسـقـوفُ مـا رَفـعـتْ

و تَـرفـعُـهُ مُـجَـنّـحَـةً يَـدانْ

 

فـاكـورةُ اللا شَـكِّ خـادمَـة ٌ،

 وأذرعُـهــا ثَـمـانْ

 

وتُـروسُ سـاعـتِهـا وقـد شَـفّـتْ

وعَـبْـداهـا الّلـذانْ

 

حُـرّيـن ِ قـد طَـفَـقـا عـلى ايـقـاعِـهـا

يـتـراقـصانْ

 

قـفَـصُ الـطـيـور يـطـيـرُ مـفـتـوحـاً:

تُـغــرّدُ وحْـشَـتـانْ

 

قَـبْـلَ الغـروبِ

كـأنَّ وحْـدَكَ لَـسْتَ (وحـدَكَ)

يا فـلانْ

 

هـذا هـو الحاكي،

اسـمعـا يـا صـاحـبـيَّ مِـن الأغـانْ

 

ومِـن (الـربـاعـيّـاتِ) يا عُـمَـرٌ

فـراحـا يُـصْـغـيـانْ

 

ذو الـقـوسِ مـا هـذا المُخَـصَّـرُ؟

هـذه؟

هـذي الـكَـمـانْ

عَـبّـأتُ غـلـيـوني فـدخّـنَـهُ،

وغـابَ مع الـدخـانْ

 

هـل مِـن جـديـدٍ؟

قـال: فـاسْـمَـعْ

قـلْـتُ: إنّـا مُـصْـغـِـيـانْ

 

الـقـلْبُ عـقـلٌ في الـقـصيـدة

والـقـصيـدةُ ثُـعْــلُـبـانْ

 

مـشْـطٌ لِـتـسريـحِ الـدَهـاءِ مع الـفـراءِ

إذا الـنسيـمْ

 

وافى سـيَـلْـعـبُ وحـدَهُ

مُتـنـاغِـمـا ً عَـيْـنـاً و جـيـمْ

 

قـمَـراً عـلى ضـوءِ الـقـصيـدة

في القـصيـدة يَـرْسـمـانْ

 

وهـنـا أبـو حـيّـانَ نـشـوانَ انـبـرى:

لـوْ تَـسـمَـحـانْ

 

عَـرّبْـتَـهُ أمْ جـاءَ وحْـيـاً بالـتي ..؟

 كـادَ الـلـســانْ ـ ـ ـ ـ

 

حَـسَـنـاً خُـذا هـذا وبالـفـصحى،

فـقـلـنـا: آخــذانْ

 

وعْـلان ِ

مِـن ذَهَـب ٍعـلى سـفْـحِ الـصدى

يَـتـنـاطـحـانْ

 

والـنـاسُ في الـوادي

فـصـولُ حـكـايـةٍ ومُـعَـسْـكَـرانْ

 

الليـلُ ازرقُ في الـقـصيـدةِ

والـقـصـيـدة سـاحـلانْ

 

يـتَـقـلّـدانِ الـبَـحْـرَ أوْسـمـَـةً وَهَـوْلا ً،

لا ضَـمـانْ

 

الـريـحُ

سـيّـدةُ الـكـبـائـرِ والـمـصائـرِ

والـمَـضـانْ

 

فـبـأيِّ خـلْجـان الـقـصـيـدةِ

راجـعَـَـيـْـن ِ

تُـجَـذِّ فـانْ؟

قـالا:

 مِـن الـشَـتّى ـ ـ إلى الحَـتّى

 مـروراً بالأتـانْ

 

بـيـضـاء َ طَـوَّقَهـا يـقـولُ:

خـَلـيـقـة ٌ بالأقـحـوانْ

 

بالغـيـمِ

بالـمـطـرِ الـذي يَسقـي

حـقـولَ الخـيْـزرانْ

 

كي

تـفـرحَ الـناياتُ بالـشَجَـن الـمُعـتّـقِ .

باخـتـزانْ

  

صُـبـّيـرةِ الـشَـظَــفِ الـطـويـلِ

الـمـاءَ مِـن آنٍ

لآنْ

 

بالحَـيْـرة الحُـبـلى الـتي لا حـيـرةٌ

بَـلْ حـيـرَتـانْ

 

لَـمْ تَـقْــوَ سـاقُ الحـنْـدقـوقِ

مِـن الـريـاحِ

عـلى احـتِـضـانْ  

 

ألـعـابِ يَـعْـسـوبَـيْـنِ

مِـن اهـدابهـا: يَـتـدلّـيـانْ

 

حَـذِرَيـْـنِ

ــ ألاّ يَـسْعَــلا عَـسَـلا ً ــ

فـلا يَـتَـلاسَـعــانْ

 

أُسُّ الـتـبـاسِ الحـقِّ

أغـشـيـة ٌ

تَهـيـجُ وغـدّتـانْ

 

مُـذْ كانَـتـا

ــ كـانَ الـسِجـالُ ولـمْ يَـزلْ ــ

تَـتَـصارَعـانْ

 

كـأسي الـتي انـدلَـقَـتْ ثـمـالَـتُـهـا

وثـمّـة َ اُخْـرَيـانْ

 

عُـمَـرٌ، أبـا حـيّـانَ أيـنـكُـمـا؟

أكـانَ الـصـاحـبـانْ

 

نَهـرَيْـن ِ في وادي الـسرابِ

معَ الـرؤى يَـتـراءَيـانْ؟

 

سَـكـرا فَـغـابـا،

لـن يكـونـا

صـاحـبَيْ هـذا الـزمـانْ

 

وحْـدي إذنْ:

عـادا إلى رَفٍّ

ونـامـا في أمـانْ

 

لَـكَـأنّـمـا

الـعَـدَمُ انـقـشاعُ الـوَهْـمِ،

لا معـنى الـمَـعـانْ

 

قـطْـفُ الـرغـائـبِ قـبْـلَ مَـوعـدِهـا

و مـا بَـعْــدَ الأوانْ

 

و(سـمـعـتُ صـوتـاً هـاتـفـاً)

في الـفـجْـر: حَـيَّ عـلى الأذانْ

  

الـفـجْـرُ ديـكٌ في الـقـصـيـدةِ

والـقـصـيـدةُ أرْجُـوانْ

 

سَـهْـرانَ

يَـنْـقـرُ نـقـطـةَ الـنـونِ الـزبـيـبـةَ

يـا جـبـانْ

 

أدمَـيْـتَهـا ودهـنْـتَ عُـرْفَـك َ،

قـال: حَـسْـبي حَـبّـتـانْ

 

الـنـمْـلُ خـيـط ٌ في الـمَـجـازِ

الآنَ تـدخـلُ نـمـلـتـانْ

 

في جـوفِ قـافـيـةٍ

-  تَـسَـمَّـرتـا -

فـأطـبـقَ كَـهْـرَمـانْ

 

لا بُـدَّ لي مِـنّي،

ومِـن سِــنَـةٍ أضـافَ الـبُـؤبـؤانْ

 

أرِحِ الـذي

مِـن أجـلِ قـافـيـةٍ

تُـسـمّـيـهِ الـجَـنـانْ

0

الـشـمـسُ تَـضحـكُ

 أمْ عـلى آسِ الـسيـاجِ

عـمـامـتـانْ؟

***

جـمـال مـصـطـفـى

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم