صحيفة المثقف

لا شيء سوى!

خالد الحليهنا .. الآنْ

أرى ما لاترى عيناكِ، مالم يره من قبل إنسانْ

هنا في ساحلٍ آخرَ، أصحو، وصنوجُ الأنسِ والجانْ

على وقع غناء همجي تملأ الأجواءَ أشجانْ

سرابٌ يرتدي الأفقَ، ضبابٌ يغمرُ الروحَ، وجوهٌ لا أرى منها سوى أقنعةٍ تنفث في وجهي رذاذا من دموع البحر والريحْ

وأسلاف بلاصوت يئنونْ

يعودون إلى الدنيا،

بلا روحٍ ولا رؤيا،

ينامونَ ويصحونَ، يغنّون ويَبكونْ

هنا اللحظات تمتد بلا حدٍ، ويمشي موكبُ الأيامِ تحتَ الماءِ ظمآنْ

وحيدانِ .. حزينانْ

هما وجهي، وصوتي، وأنا في لججِ الوحشةِ غرقانْ

***

سريعاً .. مرّ يومانْ

سريعاً .. غاب شهرانْ

سريعاً .. فرّ  عامانْ

وأصبحتُ أنا الآنْ

وحيداً لا أرى شيئاً، و لا يبصر وجهي أحدٌ، لا شيء عندي من حصاد الأمسِ والآنْ

سوى حزنٍ عراقيٍ ..

سوى جثةِ ألوانْ

***

شعر: خالد الحلّي - ملبورن

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم