صحيفة المثقف

مالكولم x ينصح الجزائريين والعرب والمسلمين

معمر حبارأنهيت منذ أسبوعين قراءة الكتاب الذي بين يديك الآن:

Discours de Malcolm X 3 avril 1964. Discours de john Fitzgerald Kennedy 11 juin 1963, « EDITION Points , France, février 2011, Contient 65 Pages.

1- يضم الكتاب خطبتين وحسب ترجمتي: الأولى بعنوان: "الانتخاب أو البندقية" بتاريخ: 3 أفريل 1964لمالكوم x. والثانية بعنوان: "نكوّن واحدا ونفس الدول" للرئيس المقتول جون كينيدي بتاريخ: 11 جوان 1963. وسأتطرّق للأولى دون الثانية وإن كانت تتقاطع معها في الظروف والمحتوى.

2- من أراد أن يفهم الكتاب جيّدا أي الخطاب فليضع جانبا: تاريخ الإلقاء أي سنة 1963-1964 ولون البشرة أي أسود وأبيض والتعامل مع الخطاب بما يناسب الظرف الحالي الذي تمرّ به الأمّة.

3- راودني سؤال وأنا أقرأ الكتاب: كيف استطاعت الولايات المتحدة الأمريكية كدولة متخلّفة في منتصف الستينات فقط إلى الانتقال إلى دولة متقدّمة قوية. وهذا هوغاية قراءتي من الكتاب الذي لم يكن يقصد إليها مالكوم x صاحب الخطبة؟

4- كانت الولايات المتحدّة الأمريكية وكما جاء في خطاب سنة 1964: دولة تستغلّ الرجل الأسود أبشع استغلال وتحتقر النّاس ولا تعترف بأبنائها السّود الذين ولدوا في الولايات المتحدة الأمريكية وجعلت من الإنسان الأسود دوما في المؤخّرة وتستعمل الأسود للموت في سبيلها خارج وطنه وتحرمه حقوقه التي ولدت معه وهو داخل وطنه.

5- كان هذا سنة 1964 حيث التمييز العنصري والقتل على أساس لون البشرة واليوم وفي سنة 2020 أي بعد 56 سنة فقط تخرج الولايات المتحدة الأمريكية من دائىرة التخلف إلى الريادة والقوّة والتداول على كرسي أعظم دولة.

6- من مظاهر العظمة: أسود يحكم أعظم دولة في العالم وسوداء اللّون تتربّع على كرسي رئاسة الوزراء وأسود يقبض زمام وزارة الدفاع ويسيّر عبرها العدو قبل الصديق والبعيد قبل القريب والغني قبل الفقير والقوي قبل الضعيف.

7- السؤال الذي يطرح نفسه: كيف استطاعت الولايات المتحدة الأمريكية القفز من التخلّف والتقهقر المتمثّل يومها في العنصرية في أبشع مظاهر صورها وحرمان الإنسان من حقوقه التي ولد بها ومنحه الله إيّاها لأنّه أسود البشرة إلى دولة قوية عظيمة يتقدّمها أسود ويحميها أسود ويرفعها أسود؟.

8- قد يقول قائل: عن أيّ تقدّم تتحدّث ومظاهر العنصرية ما زالت قائمة في الولايات المتحدة الأمريكية؟ نجيب: لا تخلو المجتمعات القوية من مظاهر التخلّف فإنّ ذلك من السنن الكونية والمظاهر العالمية التي لايمكن للدول الكبرى أن تتجنّبها لكن الولايات المتحدة الأمريكية حكمها رئيس أسود وما زال وسيظلّ يعيش معزّزا مكرّما إلى أن يلقى ربّه وما زال السود يتقلّدون مناصب عالية جدا في هرم السلطة فهي إذن نقلة نوعية من الدرك الأسفل من التخلف إلى دولة قوية تملك عناصر القوّة والعظمة.

9- اعتمد مالكومx على جملة من النقاط لمحاربة التمييز العنصري أنذاك وسأنقلها بلغة العصر لتساعد إخواني الجزائريين والعرب والمسلمين في انتقالهم من التخلّف إلى مصف الدول العظمى وهي: الفاعلية ولا يكفي كونك المسلم. لاترضى لأيّ كان أن يستغلّك لأغراضه الدنيئة. لا تترك أحدا يحتقرك. لسنا ضدّ الرجل الغربي إنّما ضدّ استغلالنا واحتقارنا. لا تترك غيرك يفرض عليك منهجه الفاسد المستغل لعرقك ويوجهك لأهدافه الاستغلالية. اسعى أن تحقّق حلمك بمواجهة الرعب الذي تعيشه وتعانيه. صوتك مقدّس فلا تمنحه لمن يعبث به ويدنّسه. لا تدعم أحدا يجعل منك الأخير في الصف. إن خانك الحليف فابحث عن حليف جديد يراعي المصلحة المشتركة. كلّ من يمنعك من حقوقه فهو مجرم يتطلب منك الابتعاد عنه ومقاومته ان استطعت. لاتترك غيرك يحقّق أحلامه الدنيئة على مجهوداتك البريئة. تقوم الأمم تقوم على الأخلاق والاقتصاد والفصل بينهما يؤدي إلى التخلّف والذلّ والاستعباد من طرف الآخرين. تمسّك بقاعدة إنّ الله لا يغيّر ما بقوم حتّى يغيّروا مابأنفسهم. نحتاج إلى تغيير وجهة نظرنا تجاه بعضنا كلّما استلزم الأمر ذلك وقبل أن نغيّر وجهة نظرنا تجاه غيرنا.

 

معمر حبار

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم