صحيفة المثقف

صفقة القرن والعشب الذي سينمو وسط الرماد

بكر السباتين

إنها صفقة القرن التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي ترامب من البيت الأبيض يوم أمس الثلاثاء حيث تضمنت خطة ترامب المقترحة والتي استعرضها صاحبها من البيت الأبيض، بنوداً تنفي حقوق الشعب الفلسطيني، فيما تعتبر القدس عاصمة موحدة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، بجانب أنها سوف توفر خمسين مليار دولار للفلسطينيين من أجل تحسين مستقبلهم.. وكلها أموال موعودة يسخرها المستثمرون في أرض فلسطينية يحتلها الإسرائيليون فعلياً، وكأن القضية الفلسطينية مجرد صفقة تجارية يتحول في قوائمها الفلسطينيون إلى قطيع من الماشية المدموغة بعار نكبة ثمانٍي وأربعين، حينما اقترف العدو الإسرائيلي إبان احتلاله لفلسطين المجازر بحق الشعب الفلسطيني المغبون الذي طرد من أرضه، ويطلب منه اليوم بكل صفاقة أن يدفن رأسه في التراب كالنعامة البلهاء والمنتوفة الريش؛ ليبصم بالموافقة على صفقة الذل المخزية وكأنها صفقة تحدث في مأخور كبير.. يا للعار.. فأقول لمن ينساق وراءها: ليتبناها من يشاء من العرب كما يتغنى نتنياهو بذلك فهذا لا يقدم ولا يؤخر ما دامت الصفقة مرفوضة فلسطينياً.

من هنا عبر الفلسطينيون عن رفضهم للصفقة رسمياً وشعبياً في الداخل والخارج.. حيث أعلنت لجنة المتابعة العليا الفلسطينية بكافة مرتباتها، وباسم كافة أبناء الشعب الفلسطيني في الداخل، رفضها للمؤامرة الإسرائيلية الأميركية، المسماة "صفقة القرن" الموجهة ضد الشعب الفلسطيني بكل مكوناته وبكل أفراده، في القدس والشتات والضفة الغربية وقطاع غزة والداخل.

وأكدت أن "إجماع الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده الرافض لهذه 'الصفقة' هو مدعاة للاعتزاز وهو بمثابة رسالة واضحة لأميركا وإسرائيل بأن الصفقة لن تمر".

وقد اندلعت مواجهات بين محتجين فلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء يوم أمس الثلاثاء، في عدة مناطق بفلسطين المحتلة، حسبما ذكر المركز الفلسطيني للإعلام رافق ذلك موجة كاسحة رافضة للصفقة وساخرة منها اجتاحت مواقع التوصل الاجتماعي.

وفي المحصلة فإن الصفقة كما يبدو قد خدمت الموقف الفلسطيني بأن وحدته في مواجهة أهدافها المسمومة.. وعرت الدول العربية المشاركة فيها من ورقة التوت، لا بل بينت للفلسطيني مَنْ هو العدو وحلفاؤه مقابل الصديق المؤازر الذي يدعمه بالمال والسلاح.

وللرد على الصفقة لا بد من إطلاق استراتيجية حقيقة تقوم على خيارات صعبة لتحدد مصير القضية، وتقوم على ما يلي:

- وقف اتفاقية التنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي. من خلال الإعلان الرسمي عن موت اتفاقية السلام أوسلو

- دعم المقاومة بكل السبل المتاحة.. وإحياء الخلايا الفلسطينية النائمة في الضفة الغربية.

- إشعال الانتفاضة في الضفة الغربية.. وتنظيم مسيرات العودة في كل البلدان التي يتواجد فيها الفلسطينيون..

وهذا بدوره سيثبت للقاصي والداني بأن صفقة القرن وَهْمٌ لا يتجرعه إلا من أكلت الخيبة رأسه مختبئا في أوكار الخفافيش.. سيدرك هذا كل من نتنياهو المهدد بالسجن بسبب قضايا فساد، والمقامر الأشقر ترامب الذي يتعرض لمساءلة قانونية من قبل الكونغرس الأمريكي، وصهره السمسار الأرعن كوشنر.. ومن لف لفيفهم من العملاء العرب الذين يشعلون نيران الفتنة في الهشيم ويدعون بأن العشب سينمو وسط الرماد..

 

بكر السباتين

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم