صحيفة المثقف

الثورة انثى ..

ثورة 25 اكتوبر..تاريخ لايمكن نسيانه يوما مهما مر الزمن وعفت عليه الاعوام ومهما كانت النتائج .التميز الذي نعيشه اليوم كسر كل حواجز هذا الزمن البغيض وغير نظرتنا عن جيل بأكمله، وكأنه اراد ان يثبت ان في النفس الانسانية سر كبير لايعلمه الا الله، فمن جيل تؤخذ عنه فكرة السطحية والخمول والانشغال بملذات الحياة ..لجيل ثائر قادر على تغيير حكم البلاد للافضل . جيل واعد اخذ على نفسه العهد بكتابة تاريخ يبدا من اول اكتوبر مع اول شرارة وكأنه عصر جديد من عصور تتحول فيها كل الاشياء لنقيضها .. من شباب صامت لثوار لايعرفوا الهوان ولا السكوت، من شعب استسلم ووافق للطغاة لشعب انتفض رافضا لكل اشكال الظلم .. من جيل مدلل الى جيل كأنه خلق كدرعٍ لصدر الوطن وكفء ان يدير حكم بلد عظيم كالعراق ...وكل ماسبق شيءوثورة النساء شيء اخر .. كانت كنجمة صقلت لتظهر للكون ببريق اذهل الانظار، فكانت الام المتباهية بشجاعة الابطال تسندهم بالساحات وخنساء تقدم فلذات الاكباد فداء للوطن ..وشابة شجاعة اثبتت وجودها وبهائها في كل موقف مشرف ..

ثم نسمع الاصوات النشاز التي تستنكر وجودها ومساندتها وظهورها البهي في الساحات، في محاولة واضحة لطمس دور المرأة في الحياة وارجاعها لعصر الجاهلية متناسين تاريخها الكبير في الاسلام وموافقة الرسول الكريم لتواجد المرأة في الحروب بدعمها اللوجستي فكانت رفيدة اول ممرضة في الاسلام وام عمارة نسيبة بنت كعب كانت ضمن المدافعين عن الرسول (عليه و آله أفضل الصلات والسلام )حيث قال عنها (ماالتفت يمينا ولا شمالا الا وانا اراها تقاتل دوني، ومن يطيق ماتطيقينه يانسيبة) ودور ام سلمة ومشاركتها في حروب المسلمين ضد الروم حيث كانت زعيمة النساء انذاك ..والقائمة تطول ومنهن من قادة جيوش وحاربت بشجاعة يذكرها المؤرخون بكل فخر مثل المرأة الحرة في شمال المغرب التي قادت اشهر المعارك في القرن الخامس عشر ..لم يعارض الاسلام يوما مشاركة المرأة في الدفاع عن الارض والبحث عن الحرية، فمساندتها ودعمها اللوجستي لاخوتها يرفع من معنوياتهم ويقوي عزيمتهم فعندما تتكلم بشأن المرأة تذكر بطلة كربلاء العقيلة زينب قادت ثورة وصمتت بحضورها الملوك ..هذا الموقف فقط اكبر دليل على وجوب كون المرأة قيادية وثورية وقوية الشخصية دائما.اضافة لكونها في العراق الذي تكالبت عليه الوحوش لتسلب من نسائه الاب والابن والاخ ..فكيف يمكن للمرأة ان تتخاذل وتقف متفرجة ..؟!!!

وستكون الخاتمة لما ذكرت عنوان من الشجاعة والاباء في زمننا الحالي عنوان يفتخر به العلماء قبل العوام انها الشهيدة امنه الصدر (بنت الهدى) على روحها الرضوان والسلام فانها استمدت وقفتها بين رجال المجتمع بمختلف مشاربهم من بيت النبوة ونادت وصدحت بصوتها للمطالبة بالحق المسلوب لبلادها وقيادة الامة الى بر الامان وكانت النتيجة ان خلدت في اذهاننا الى يوم يبعثون ...

 

هناء عبد الكريم

ذي قار /قلعة سكر

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم