صحيفة المثقف

الرّابط

سوف عبيدقصيدة الشاعرة التونسية:

رجاء إدِلْويس محجوب

تعريب سُوف عبيد


الـــرّابــط 

كلُّ شيءٍ هنا يجعلُكِ وحيدةً

البحرُ ومداهُ

الحَشْدُ وضَوْضَاهُ

الطفلُ ودمعتاهُ

الصّراعُ من أجل الحريّة

الحريّةُ أن نكون إثنين

أو حتّى ثلاثةً أو ألفًا

الحريّةُ أن نكون وَحيدِينَ

وَحيدِينَ أو مُقيّدين

مُقيّدينَ بسلاسل الحُبّ

حُبٍّ بلا قُيود

حُبٍّ بلا دُموع

عندَ ساحل البحر أو تحتَ السّماءِ

أمامَ هؤلاءِ الأطفال الباكينَ

الباكين بين الغَوْغاءِ التي تتقيّأ

تَتقيّأ وِحدتَكِ

وأنتِ تُنادين حُبَّكِ صارخةً

صارخةً تسقُطِينَ في الهاويةِ

في الهاويةِ أنتِ وحيدةٌ

وحيدةٌ أنتِ

بين نظراتِ النّاس مِنْ حَوْلِك

***

 

.....................

القصيدة من مجموعة شعرية بعنوان la fleur des neiges en nuances الذي أقترح تعريبه  ـ زهرة الثّلوج في تلاوينها ـ للشّاعرة والرسّامة رجاء إدِلْويس محجوب الصادرة سنة 2019 وتضمّ إلى جانب النصوص الشعرية باللغة الفرنسية لوحاتها التي تحمل نفس عناوبن القصائد فالديوان إذن جَمْعٌ لثنائية الشعر والرّسم كأن ـ الشاعرة الرسامة ـ تقول إنّ القصائد لوحات من الكلمات وإنّ اللوحات قصائد من الألوان .

الشّاعرة رجاء إدِلويس محجوب تمثّل ظاهرة واضحة في الثقافة التونسية ألا وهي التعبير باللّسان الفرنسي الذي تكتبه وتنشره عديد الأقلام وهو أدب يعكس بوضوح مشاغل المجتمع التونسي في مختلف أبعاده بل إن ذلك الأدب بلغة مُوليار ـ التونسية ـ هو في كثير من الأحيان نافذة للتعريف بقضايا الحرية والعدالة الاجتماعية ولقد كانت هذه الأقلام صوتا عاليا في مساندة القضايا العربية والإنسانية فهذا الأدب إذن يمكن اِعتباره  جناحًا يحلّق بالوجدان التونسي في الفضاءات العالمية

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم