صحيفة المثقف
شعور جهنَّم
القادمونَ من التَّواريخِ التي
كُتبت على لوْحِ الهزيمةِ بالدَّمِ
يقفونَ في بابِ الجنانِ وكلُّ مَن
قصدَ الجنانَ رموْهُ وسْطَ جهنَّمِ
عجَباً جهنَّمُ لا تفورُ وإنَّما
رقَّت مشاعرُها كقلْبِ المأتَمِ
كي تستحقَّ المكْثَ فيها آثماً
كُنْ أوْ إذا عزَّ الأثامُ تأثَّمِ
***
الوجود الفصيح
ما ضرَّ حبِّي لو بكتهُ الرِّيحُ
حبِّي أنا بَيْنَ اليهودِ مسيحُ
أتظنُّ أنِّي ضاحكٌ لسَعادةٍ
لا بلْ أنا حتى النخاعِ ذبيحُ
لكنْ ذبحتُ برغبتي وإرادتي
ولذا علا التهليلُ والتسبيحُ
إنَّ الوجودَ بغير ذبْحٍ صامتٌ
فإذا تفرّى فالوجودُ فصيحُ
***
لستُ صبّاً في السِّوى
ما بينَ جرحي والحسامِ علاقةٌ
أبهى وأجملُ من علاقاتِ الجَوى
أنا ضدّ أنْ يهوى الفتى إنسانةً
ويموتَ من فَرْطِ الصَّبابةِ والهَوى
ينأى الحبيبُ ولا أراهُ نائياً
عنِّي فما أدري وحقِّكَ ما النَّوى
أنا في الحقيقةِ نفسُ معشوقي فإن
أمسى سوايَ فلستُ صبّاً في السِّوى
***
الجائرة
إنَّ القصائدَ كالمعادِ لشاعرٍ
أهيَ المعادُ كما ارتأيتُ لشاعرَهْ؟
أنا لسْتُ أنْ ألجَ السماءَ بقادرٍ
في حين انَّكِ كلَّ حينٍ قادرَهْ
أنا مؤمنٌ باللهِ قطْعاً يا أخي
وأريدُ قلْبَ حبيبتي ليَ آخرَهْ
العدْلُ كلُّ العدْلِ أنتِ وعالِمٌ
أنَّ التي حكمت بعدْلٍ جائرَهْ
***
بَسْمَلة
روحي فداكِ أقولُها للمقصلَهْ
يا ليْتَ جسْمي ماثلٌ كي تقتلَهْ
قد كانَ جسمي هيكلاً لعبادةٍ
فهدمتُهُ وبنيتُ صرْحَ الأسْئلَهْ
الشكُّ صمّامُ الأمانِ لشاعرٍ
لا يبتغي حلاً لأيَّةِ مشكلَهْ
بل يبتغي جعْلَ الحلولِ مشاكلاً
في لوْحِ آياتٍ ليصْبحَ بسْمَلَهْ
***
باسم الحسناوي
