صحيفة المثقف

نظرية القوات الامنية

المفروض: مجموعة تشكيلات تتمتع بمهنية عالية لكي تحافظ على كيان الدولة وهي الممتلكات العامة والحق العام وتحافظ على امن المواطنين ولا تتحزب الى اي جهة حزبية او طائفية او عرقية وتتواجد حيث يكون الخطر محدقا بمؤسسات الدولة او المواطنين، ولا يحق لاي جهة التدخل في عملها غير وزارتها، للقوات الامنية هيبة بحيث ان المواطن لا يتجاوز عليها اطلاقا لانها جاءت لحمايته، هنالك اعلام مهني يتعامل بمصداقية مع الحدث 

المطلوب اثباته: التعامل المهني مع ازمة نشبت بين الحكومة وبعض المواطنين في الحفاظ على ممتلكات الدولة وارواح المواطنين

البرهان : حدثت ازمة في العراق منذ اربعة اشهر حيث خرجت الجماهير تطالب بتغيير الحكومة والاصلاحات ومحاسبة الفاسدين، تخلل هذا التظاهر اعمال تخريب للممتلكات العامة من حيث حرق مدارس وغلق طرق بحرق اطارات او اي شيء قابل للحرق، القوات الامنية تقف وقفة المتفرج ولا علاقة لها، بل ان الامر جاء من الاعلى بسحب الاسلحة من بعض القوات الامنية خوفا من استخدامها ضد المواطنين، ونحن لدينا بالمفروض ان القوات الامنية تحافظ على ارواح المواطنين وفي هذه الحالة اصبحت غير قادرة على ذلك

تجاوز بعض المتظاهرين على القوات الامنية وادى الى مقتل العدد منهم، وهنا يعني ان القوات الامنية ليست محل هيبة واحترام لدى الشعب اي ان هنالك من بخلاف المفروض ولم يكن على مستوى عال من الوعي في احترام ومؤازرة القوات الامنية من اجل استتباب الامن .

تم اغتيال بعض المتظاهرين سواء كانوا من النشطاء المدنيين او ابرياء لا علاقة لهم باي جهة سياسية خرجوا من اجل الاصلاح وقد استخدمت القوة المفرطة من قبل القوات الامنية لتفريق المتظاهرين سواء باستخدام الغاز المسيل للدموع او الرمي بالرصاص الحي، وحتى من قبل المدسوسين الذين يريدون اشعال الفتن في العراق، وهذا ايضا بخلاف المفروض

 تدخلت مجموعات غير تابعة للحكومة تحمل الاسلحة والهراوات وبمختلف العناوين لتقوم مقام القوات الامنية في ردع المتظاهرين وحجتها مؤازرة القوات الامنية  مما ادى الى سقوط ضحايا وهنا دور القوات الامنية غائب عن الساحة .

وسائل اعلام مغرضة ومدسوسة كذبت وضخمت الحوادث ولم تستخدم اسلوب التهدئة وكانت تبث الاشاعات الكاذبة تارة تتهم القوات الامنية بالتجاوز وتارة تتهم المتظاهرين بالانفلات الغاية تاجيج الفتن

اذاً و . هـ . م اي وهو المطلوب لم يتحقق لماذا ؟

اما المفروض خطا او المطلوب اثباته خطا، طالما ان المطلوب اثباته عقلا وعملا صحيح وكثير من دول العالم حققته على واقعها عندما تحدث ازمة فلماذا لم يتحقق في العراق لنناقش المفروض

البعض ولا اقول الاغلب حتى وان كانوا قلة من القوات الامنية تطوع في هذا السلك من خلال الرشاوى او الانتماء للاحزاب وهذا يؤدي الى انه لو عرضت عليه قضية امنية فانه يحسمها بالرشوة اي من يدفع له يجعل الحكم لصالحه ومن يتعين بواسطة الاحزاب يكون دفاعه عن الحزب وليس عن الدولة والشعب وهذا المفروض غير متوفر .

المهنية هي التمييز بين السلمي والمدسوس من خلال عناصر الاستخبارات ومنع هؤلاء المدسوسين ولكن المشكلة ان المدسوسين قاموا باعمالهم علنا والتجاوز على الحق العام (مدارس ومؤسسات الدولة) والتجاوز على المواطنين ممن لم يؤيدهم وهنا دور القوات الامنية لم يكن موجود

هيبة القوات الامنية ترتكز على اثنين مهنية القوات الامنية وثقافة المواطن، المهنية موجودة لدى كثير من التشكيلات الا ان الاوامر منعتها خوفا من الاحتكاك بالمواطنين غير المنضبطين وبالفعل شاهدنا الكثير من الاعتداءات على القوات الامنية  .

هنالك تدخلات من جهات اخرى بخصوص تعامل القوات الامنية مع هذه الازمة وبالتالي ادى الى كثير من التجاوزات واثرت على المظاهرات السلمية وخدشت هيبة الدولة وهذه التدخلات بالمفروض غير موجودة لكنها وجدت في الواقع

لان وزارة الثقافة والحكومة العراقية ليست لديها القدرة والمتابعة للوسائل الاعلامية المدسوسة والكاذبة وتقديمها للقضاء مما ادى الى عدم نشر الحقيقة بخصوص كثير من التصرفات الرائعة للقوات الامنية من جهة وللمتظاهرين السلميين من جهة اخرى

كل هذه الامور ادت الى عدم امكانية اثبات المطلوب .

 

سامي جواد كاظم

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم