صحيفة المثقف
السودان فى قطار الصفقة
كثيرون يرى ان أصل البلاء في الشرق الاوسط في الفترة الأخيرة هو (احتلال فلسطين) القضية والمركزية فى الصراع العربى الصهيونى، فهى تختفي من المشهد السياسي العربي لفترة، ثم تعود لتظهر من جديد بصور مختلفة وبرؤية مختلفة وبحلول مختلفة، إما بقوة أو بلين، ولكنها موجودة دائما في خلفية أي صورة سياسية، وفي الصورة الجيوسياسية الغربية تطبق القضية، على الشرق الأوسط برمته، وأصبح معتاداً الإشارة إلى الصراع العربي- الاسرائيلى، في الأدبيات الغربية وأجهزته الإعلامية، بقضية الشرق الأوسط، فقد أضاع المجتمع الدولي العقد وراء الآخر وهو يشاهد الحقوق الفلسطينية الموثقة بموجب قرارات الشرعية الدولية كما تعكسها قرارات الأمم المتحدة تذهب أدراج الرياح... مع غياب أفق حقيقى لحلحلة القضية الفلسطينية، واستعادة حقوق شعب يبتلعها الاحتلال الاسرائيلى عاماً بعد عام، ويقف المجتمع الدولى عاجزاً عن إنفاذ الشرعية الدولية فى قضية عمرها جاوز السبعة عقود.
- تعنى القضية الفلسطينية الصراع التاريخي والسياسي والمشكلة الإنسانية في فلسطين منذ المؤتمر الصهيوني الأول عام 1897م وحتى يومنا هذا، كما تعتبر قضية فلسطين جوهر النزاع العربي الإسرائيلي الذي نتج بنشوء الصهيونية والهجرة اليهودية إلى فلسطين، وما نتج عنها من حروب وأزمات في منطقة الشرق الأوسط، وتتمحور قضية فلسطين حول شرعية دولة إسرائيل واحتلالها للأراضي الفلسطينية خلال عدة مراحل، والقرارات التي أصدرتها الأمم المتحدة، ومن أبرزها: قرار 194 والقرار 242 وبقية القرارات الاخرى مثل بقاء القدس علصمة لفلسطين وحق العودة اللاجئين الفلسطينين، فقضية فلسطين هى قضية العالم التى لم يستطع حلها حتى الآن.
لم يتخلف السودان يوما عن ركب الدول العربية فى صراعها المستمر مع الاحتلال الاسرائيلى من اجل تحرير فلسطين، فقد كان حاضرا بقوة فى كل المحافل الدولية والإقليمية المعنية بذلك الامر، وكان السودان على مختلف مراحل الحكم فيه ملتزما بمطلوبات الإجماع العربي فلم يتنكر ولم يهادن ولم يتراجع – من الناحية الرسمية- عن تلك المطلوبات حتى انه أصبح فى يوم ما قبلة لقادة فلسطين حينما يضيق بهم الحال ويطلبون الدعم والمساندة . ولم يكن شعب السودان الا خط دفاع اول عن قضية فلسطين حينما اخرج المسيرات واحدة تلو الأخرى من اجل المساندة والدعم فى حروب شعب فلسطين مع جيش العدو الصهيونى.
فى القطار الصفقة ركب السودان بعد كل تلك الممانعة وكل ذلك التمنع لان من قاموا بصياغة بنودها كانوا أكثر حرصا على توفير فرص نجاحها ولان من كانوا فى مواجهة الإحداث وفى قلب العاصفة باتوا اقل مبالاة بفلسطين ولان أمد النزاع المتطاول قد فت فى عضد العرب حتى باتت فلسطين لا تمثل الا بيانات جوفاء فى قمم عرجاء يعلم حضورها انها لن تكون فى يوم سندا لفلسطين ولا ملا للشعب الفلسطيني، ركب السودان قطار الصفقة ليبحث مع غيره عن رفاه لشعبه وهناءا لمواطنيه ولن تتحق تلك المقاصد إلا عبر اسرائيل، فالعالم أصبح فى عهد ترامب اقل حياءا بحيث لا يتهيب الرؤساء من البحث علنا عن السعادة والرفاه حتى ولو كان ذلك عبر بوابة اسرائيل وبمباركة ناتنياهو. فهل هى بداية النهاية لمأساة شعب رهن قضيته للأمة العربية؟ ام ان قطار الصفقة سوف يتوقف أخيرا والى الأبد فى محطة السودان .
ناجى احمد الصديق- المحامى / السودان