صحيفة المثقف

فِيضْياء

جمال مصطفىكَأهِلَّةٍ أقمارُها في بَدرِها

ويدُ المُحاقِ حديقة ٌ سوداءُ


 

لا بـئـرَ،

لـكـنْ مـاتِـحٌ ودِلاءُ

إنَّ الـقـصـيــدةَ غــيْــمـةٌ زرقـــاءُ

 

هـذي الـفَـلاةُ،

سَـرابُـهـا مِـرآتُـهـا

وبِهـا

يَـرى (ما لا يُـرى) الـشُـعَـراءُ

 

حـتّى لَـتَـفـتـرِسُ الـذئـابُ

خـيـالَـهـا

والـذئـبُ

تَـعـرفُ مـا بـهِ الـصحْـراءُ

 

نَـهَـمٌ إلى عَـضِّ الـسـمـاءِ،

نـيـوبُـهُ

بَـرْقٌ تَـهـابُ سـيــاطَـهُ

الـظــلْـمــاءُ

 

مِـن بـعْــدهِ

يَـنْـهــلُّ جــرْحٌ بَـعــدَه ُ

تَـتَـلاطَــمُ الآفـــاقُ وهْـيَ عـــواءُ

 

زُلْـفـى إلى شَـقّ الـحِـجـابِ

بِـرَتْـقِـهِ

كَـ خـشـيـتُ أنْ يَــتَــبَــدّدَ

الْـلَأْلاءُ

 

أوْ لا يَـكـونَ وراءَهُ سـرٌّ

سـوى الْـ

( لا ) سِـرَّ

والـعَـدَمُ الـمُـدَوّي الـ ( لا ) ءُ

 

لا بـابَ ثَــمّــة َ

يـا لُــبــابــاً كُــلُّـهُ

حُـرّاسُـهُ

و الـقــشْـرةُ الـصَـمّــاءُ

 

الـلاّ هَـبــاءُ

هــوَ الـهــبــاءُ بـِعـيـنِـهِ

إنّ الـنـهــارَ الـلـيــلُ

وهْــوَ مُـضــاءُ

 

قَـدَرٌ كـظـهْـرِ الـسـلْحَـفـاةِ

وتَـحْـتَـهُ

قَـدَمٌ

تُـلَـطِّــفُ نـارَهــا الـحِــنّــاءُ

 

سَـرَيــانُ مـا لا يَـنجـلي

إلاَ صَـدَىً

عَـرفَ الـسـراطَ،

أتَـعـرفُ الأصْـداءُ؟

 

أَمْ تَـرْتـعي

كَـطـنـيـن ِ نحْـلٍ غـاطـسٍ

لـمْ تَـنـتَـشِـلْـهُ

الـلحـظـةُ الـعَــسْـلاءُ

 

مِـمّـا يُــواربُ خَـلْـفَـهـا مُـرّاً

إذا

شربـتْ

ولـمْ تَـسْـكـرْ بـهِ الخُـيَــلاءُ؟

 

كَـنـيــازكٍ

في حـالِـكٍ

والـكـافُ لا

تَـدري لـمـاذا قُـدِّمَـتْ،

بَـلْـهـــاءُ

 

كَـأهِــلَّـةٍ

أقـمـارُهـا

في بَـدرِهــا

ويـدُ الـمُـحـاقِ حـديــقـة ٌ ســوداءُ

 

لُـغـةٌ

عـلى لـبْـلابِـهـا مِـن فـجْـرِهـا

طَـلٌّ

كـمـا تَـتـضـمّـخُ الـحـسْـنــاءُ

 

يا مَـن لَـهـا

في اللـيـلِ شَـرْقَ خَـيـالِـهِ

بـيْـتُ الـقـصـيـدِ و هـمْـزة ٌ غَــنّــاءُ

 

يَـبـقى لِـسادِنِهـا الـمُـكَـرَّسِ

خالِـصـاً

إخـلاصُـهُ

و طــقـــوسُـهُ الـسَـرّاءُ

 

تَـبـقى يـنـابـيـعُ الغُـمـوضِ

تَـدَفُـقــاً

يُحْـيـي ويَـجْهـلُ كـيـفَ يُحْـيـي الــمـاءُ

 

يَـبـقى انـطـواءٌ شاسعٌ

يَحْـنـو عـلى

أسـرارهِ ولِـ طـائِــهِ أهْــواءُ

 

شتّـى وتَحْـسَـبُـهـا جـمـيـعـاً

رغـبـةً

في أنْ تَـفــوزَ الـشـدّةُ الـجَـمْـعـاءُ

 

أنْ تَـصْعَــدَنَّ صلاةَ حُـبٍّ خـالـصٍ

مـا شابَـهـا في الـنِـيـّةِ

اسْـتِـسْـقـاءُ

 

أنْ يَـنـتهي الـمَـسْـعـى

وأنْ لا يَـنـتهـي

حـتى تُـعــانِـقَ مَـن تُـنـادي الـيــاءُ

 

ألاّ يُـغـيــثَ الـغـيْـثُ شـاعـرَهـا

إذا

لـمْ

تَـبْـلُـغَــنَّ نَـمـيـرَهــا الـظــمْـيـاءُ

 

شتّـى هـنـا

وهـنـاك شـتّـانَ : الـذي

مـا بَـيْـنَ بَـيْـنيْ بَـيـنِـهِ الأشـيـاءُ

 

أيْ

أنَّ هَـمْـزَتَـهُ يُـنـاكِـصُهـا الـصـدى

فـتَـصُـدّهُ

وصـدى الـصـدى هَـذّاءُ

 

أيْ

لا جـسـورَ، قَـنـاطِـرٌ حـتّـى ولا

يـا نهْـرُ

هـذي نَـخْـلـتـي الـعَـيْـطـاءُ

 

والآنَ

خُـذْ نَـفَـسَاً عـمـيـقـاً شاهـقـاً

واغـطـسْ

هـنـا للـغـاطـسيـنَ سَــمـاءُ

 

وهـنـا :

يُجـيـبُ عـلى سؤالِـكَ غائِـبٌ

عـن ذاتـهِ

وجـوابُـهُ الإصْـغـــاءُ

 

هـوَ لا يَـراكَ،

بَـلى يَـراكَ : بـكُـلِّـهِ

مُـصْـغٍ إلـيـكَ وذاتُــهُ

عَــيْــنــاءُ

 

حـتّى

لَـيَـأخُـذُكَ الـصَـمـوتُ مُـجَـنّـحـاً

تأتي إلـيـهِ

ــ ومـا انـتَـحى ــ

الأنحـاءُ

 

فـتَـرى بعـيـنـكَ ضوءَ عـيـنـِكَ

سـابِـحـا ً

فَـلَـكـاً وفُـلْــكـاً

ضَـمَّـتْ الـلـيْــلاءُ

 

إيّـاكَ :

يَهـمـسُ غـارقٌ مُـسْـتَـغـرِقٌ

إيّـاكَ تَـنْـسى،

يَـغــرقُ الـنَـسّـاءُ

 

ما أنـتَ إلاّ في الـطـريـقِ

ولـم تَـصِـلْ

لا يَخْـدَعَـنّـكَ ما تَـرى ـ ـ

اسـتِـمْـنـاءُ

 

خَـبَـبٌ عـلى بَـحْـرِ الـسـديـم ِ،

جَـوادُهُ

لـولا الـصهـيــلُ ضـبـابـةٌ عـرْجـاءُ

 

ومـكَـبُّ مُـنـطـفىءٍ

مِـن الـشُهُـبِ الـتي

يِـرمي بهـا، في لـيـلـهِ،

الـوضّـاءُ

 

مِـن شُـرْفـةِ الـمَعْـنى تُـطِـلُّ

فـلا تَـرى

إلا عَــمــاهــا الأعـيُــنُ الـنَـجْـلاءُ

 

يَـنـتـابُهـا الـعَـبَـثُ الـبـلـيغ ُ

فـصاحـة ً

فـتَــوَدُّ ألاّ يَـنـتـهـي الـلـثْـــغـــاءُ

 

يـا حـلـوةَ الـراءآتِ يَـتْـبعُ بعـضُهـا

بَـعْــضـا ً،

أُحُـبّـكِ لـثـغَــةً يـا راءُ

 

رنْـثى

إذا ألِــفُ الـهَـوى مَـقـصـورة ٌ

وإذا تُــمَــدُّ فـإنَّـهــا

رَنْـثـــــــاءُ

 

رَنْـثى

مِـن الـتَـسْـنـيـمِ صفْـوُ مِـزاجِهـا

مَـزَجَـتْـهُ

كـي يَـتَـنـادمَ الـنُـدَمـاءُ

 

قـلْ :

جـاءَ في أوراقِــهِ : حَـبَّــرْتُهـا

فـأصابَـهـا مِـن حِـبْـرهِ

بُـرَحــاءُ

 

تـفّـــاحـة ٌ أولى؟

إذنْ لا بُـدَّ أنْ

تـأتـي لـتَـقـطِــفَ هـا هــنـا حــوّاءُ

 

أنـسـيـمُ إقـلـيـمِ الـقَـرَنْـفُـلِ غـفـوةٌ

في الـصيـف

أمْ تَـسْـتَـحـلِـمُ الـعـذراءُ؟

 

قـلْ :

جـاءَ في أوراقِـهـا عـن مـائِـهِ

جـبَـلٌ يَـذوبُ

و لـيـلــةٌ ٌ قــمْــراءُ

 

حَـيّــرْتَ راحَـكَ

صاحِـيـاً مُـتَـرَنِّـحـاً

أتَـحـارُ في سَـكْـرانِـهـا الـصَهْـبــاءُ؟

 

أتَـروحُ أدراجَ الـريـاحِ

رُؤى الـذي

يَـمـضي

وتُـشرقُ بَـعـدَهُ الـشـقْــراءُ

 

أوشكْـتُ

أسْـرقُ مِـن يـواقـيـتِ الـتي

أوْحَـتْ إلـيَّ بـأنّـهــا حَـمْــقــاءُ

 

رنْـثـاهُ عـفـوكِ

كـان طـيْـشاً قـاصـراً

وكـبُـرتُ،

مـا الـيـاقـوتـة ُ الحـمـراءُ

 

إنّي لأطـمَـعُ في استـراقِــكِ

جُـمْـلَـة ً

لــولا يَـقـيـني :

إنّـك الــ ( لــولا ) ءُ

 

وبـأنـني مَهْـمـا دنـوتُ

تَـصُـدّني

عـن كـنـزِ صـمْـتـِكِ

صرْخـةٌ خـرْساءُ

 

الأنـشغـالُ عـن انـشغـالِـكَ بـالـتي :

الأكـتـحـالُ بِـكُـحْـلِـهـا الـعــمْـيـــاءُ

 

مِن حـقّهـا الـغَـضبُ المُـقَـدَّسُ

تارةً

معـصومـة ٌ،

أُخْـرى هـيَ الـرَعْـنـاءُ

 

حـتى

إذا الـطـاووسُ مِـن جَـرّائِـهـا

نَـتَـفَـتْـهُ

إذ ْ تـلـكَ الـ (إذا ) جَــرّاءُ

 

جَــرّاءُ

مِـن جَـرّائـهـا راحَ الـذي

قـد عَـذّبَـتْـهُ يَـصـيـحُ

يـا عَــذبــاءُ

 

إنَّ الـطريـقَ

كَـمِـثْـلِ قـوسٍ قـبْـلَ أنْ

تَحْـنـو الـظـلالُ

وتَـنْـطـوي الحَـدْبـاءُ

 

عَـوْداً عـلى بـدْءٍ هـنـا

وكـأنَّ مِـنْ

يَـدِهـا الى يَـدِهـا

انـتـهـى الإسـراءُ

 

وبِـلا رضاهـا عـنـكَ

تَـرْجـعُ كَـرَّة ً

أخـرى

إلى أنْ يَـخـتــفـي الخَـطّـاءُ

 

ويَـذوبَ

في أقـصى جـمـالِ مجـالِهـا

عَــدَمٌ

يُـعـيـدُ وجـودَهُ الإقـصــاءُ

 

مَـلِـكَ الـرمالِ

خُـذِ الـرمالَ اصنعْ بهـا

لـكَ سـاعـةً

في جـوفِـهـا الـبـيْـداءُ

 

رَوِّضْ عـقـاربَهـا تُـطِـعْـكَ

فـأنـتـمـو

بـيَـدَيْـكُـمـو

الـتَـعْـجـيـلُ والإبـطــاءُ

 

مَـلِـكَ الـرمـالِ،

الـصَـوْلَـجـانُ تَـرَفُّـعٌ

دَعْهـا

تَـمُـرُّ الحَـيّـةُ الـرقْـطـاءُ

 

لا تَجْـعَــلَـنَّ مِـن الـفـحـيـحِ

تَـعِــلَّـة ً

كي تَـضـرِبَـنَّ

تَـسـوقُـكَ الـبَـغْـضـاءُ

 

كـثـبـانُ مُـلْـكِـكَ للـريـاحِ

فـلا تَـقـلْ :

أنّى عَـليَّ

تَـجَــرَّأتْ هَــوْجـاءُ؟

 

مَـلِـكَ الـرمـالِ

اخـلَـعْ نِـعـالَـكَ ضارباً

شـمـسَ الـظهـيـرةِ

تَـضحـكْ الـقَـفْـراءُ

 

 

ويُـقَـهْـقِـهِ الأفُــقُ البعـيـدُ

مُـرَدِّداً :

مـا هـذهِ،

مـا هـذهِ الـضـوضـاء ُ؟

 

هـذا أنـا مَـلِـكَ الـرمـالِ

وهـذه ِ

هيَ سـاعـتي الـرَمـلـيَّـةُ الـدَرْداءُ

 

مَـلِـكُ الـرمـالِ أنا هـنا،

ملكُ الـرمـا

لِ

أنـا هـنـا واستَـشْرَتْ الـخـيْـبـاءُ

 

خَـيْـبـاءُ مِن كـلّ الـجهـاتِ

وضَكُّـهـا

ضَـكٌّ تَـهـونُ أمـامَـهُ الـضَـنْـكـاءُ

 

هـذا أنـا

مَـلِـكُ انـثـيــالِ رمــالِـهِ

والـرمـلُ حـاشـيـة ٌ لـهُ صـفـراءُ

 

ذهَـبِـيّـةٌ

في يَـوم ِ سَـعْــدِ مـزاجِـهِ

ومـريـضة ٌ

في نَـحْـسِـهِ شـوْهــاءُ

 

مَـلِـكُ الـرمـال ِ،

أنـا هـنـا مَـدّاحُـهُ

أفَـيَـسْـتَحِـقُّ؟

أنـا هـنـا الهَـجّـاءُ

 

وأنـا

مُـهـيـلُ رمـالـهِ مِـن فـوقِـهِ

حَـثـوُ

الـرمالِ

على

الـفـقـيـدِ

وفـاءُ

 

يـا آيـة َ الـغَـجَـرِ الـذيـنَ تَـغَـجّـروا

إنّ الـذيـن تَـغـَجّـروا

مـا بــاؤوا

 

متـفــاعـلٌ، مـتـفــائِـلٌ، مـتَـسائِـلٌ

ومُـبَـلْـبَـل ٌ، مُـتَـشائِـم ٌ، مُـسْـتـاءُ

 

قابَـيْـنِ مِـن قـوسِ الـجـنـونِ

فـريـضـة ً

أدّى،

يُـؤدّي الـهــادمُ - الـبَـنّـــاءُ

 

سَـبّـاحُهـا لـن يَـستـريحَ،

عُـبـابُهـا

قَــدَرٌ

مُـسَـخَّــرَةٌ لَــهُ الأنــواءُ

 

مُـتَـعـانِـقٌ كَـمَـجَـرّتَـيْـنِ :

مَـجَـرّة ٌ

تَـتَـخـلّـلُ الأخـرى،

هـنـا الأضـواءُ

 

عَـصَـبٌ :

بَـريـدُ اللهِ في أكـوانـهِ

ورسائِـل ٌ بَـرقـيّــة ٌ،

وخَـفـاءُ

 

وتَـلَـبّـثٌ

في حَـيـثُ لا حَـيـثٌ سـوى

شَـبَحٍ

تُـشَكّـلُـهُ الـقُـوى الجـوْفـاءُ

 

مَـسْـراهُ

في أنـفـاقِ مـا لا يَـنـتهـي

وخُـطــاهُ

خـلْـفَ خـيـالـهِ بَـحّـاءُ

 

لا يَـكـتـبُ الـمـاءُ الـفـصولَ

بـدونِهـا

قـالـتْ فـصـيـلـةُ حِـبْـرهِ الـحـرْبـاءُ

 

يا عـنْـدَلِـيـبَـة ُ

أنتِ سِـرْبي لَـمْ يَـجِىءْ

إلاّ كِ مِـنـهُ

كـأنّهُـمْ قـد جـاؤوا

 

لا ريْـبَ

يـا رنْـثـى هَـواكِ سَـلالـِـمٌ

وُثـقـى،

بهـا عَـمّـنْ سِـواكِ غِـنـاءُ

 

رنـثـى

سَـراديـبُ الـسمـاء،

دِنـانُهـا

لُـغَـةٌ مُعَـتّـقَـة ٌ بـهـا الأسـمـاءُ

 

باسم ِ

امـتـلاءِ كـؤوسِهـا بحـدوسِهـا

في الـفـجْـرِ

إذ تَـسّـاقَــطُ الأنْـداءُ

 

باسم ِ

انـتـشـاءِ جـلالـِهـا بـجـمـالـِهـا

جَـلَّ الجـمـالُ، تَـبـاركَ الإنـشـاءُ

 

باسم

اجـتـراحِ الإسْـمِ مِـن أفـعـالـهِ الـ

حُـسْـنى

كـمـا تَـتَـسـابَــقُ الآلاءُ

 

رنـثـى

رُوَيْـدِكِ لا يُـطـيـقُ، غَـمَـرْتِـهِ

نِـعَــمـاً

ألا كـمْ تُـغْـدِقُ الـغَــلْـواءُ

 

رَنـْـثــاهُ وا غَــوْثــاهُ مِـنـكِ

تَـرَيَّـثي

سـبْـحـانَ مـائِـكِ

إنـني لَـ( إنــاءُ)

 

خَـزَفٌ

أنا يـا رنْـثُ لَـوْ هَـشّـمْـتِـهِ

بـيـدَيـكِ

تَـفـرحُ روحُـهُ الهـيْـفــاءُ

 

رنـثى

احْـبـِكي

ثُـمَّ اهْـتـكي

ثُـمَّ اسْـفِــكـي

فـقـتـيـلُ ثـائِـكِ مُـفـرداً شُـهَـداء ُ

 

إنّ القـتـيـلَ

قـصـيـدة ٌ بـزجـاجـةٍ

والـبـحـرُ

(رَوّاحٌ بهـا غَــدّاءُ)

 

يـا بَـحـرُ

مِـن ذكْـراهُ عـنـدكَ وردة ٌ

لمْ تَـنْـسَ مِـلحَـكَ،

وردة ٌ خـضْـراءُ

 

وجـبـالُ مـوسيـقى غـيـومِـكَ لَـوحـة ٌ

بـيـضاءُ

في سَـمْـع ِالـرؤى

مَـيْـساءُ

 

عـريـانـةٌ

فإذا نـظـرْتَ كَـسَـوْتَهـا

فـتَـلَـبَّـسَـتْ والإلـتِـبـاسُ غِـطــاءُ

 

أبـوابُـهـا مـفـتـوحـة ٌ إدخـلْ تَجِـدْ

عـطـراً تَـفـاوَحَ،

هَـلْ بِـذاكَ عـزاءُ؟

 

وجْـدانُهـا عـنـدَ الـدخـولِ مُـرادُه ُ

زَبَـدٌ سـوى وجْـدانِـهـا وخــواءُ

 

مـا الـسُكْـرُ مـا الـشَغَــفُ اللـجـوجُ

ومـا الـرِضى

مـا الـغــايـةُ الـقُـصـوى

ومـا الأمْــداءُ؟

 

مـاذا وراءَ الـشـوق ِ؟

شـوقٌ آخــرٌ؟

ووراءَهُ؟

أمْ بَـعْــدَ ذاكَ وراءُ؟

 

قـامـوسُهـا

ذاكَ الـمحـيـطُ بهـا إذا

سَـبَـتَـتْ

ويَـعْـجـزُ

حـالَـمـا يَـقْــظـاءُ

فَـيْـضــاءُ

***

جـمـال مـصـطـفى

2014

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم