صحيفة المثقف

هروب غويا الى الوثبة

زياد كامل السامرائيقد صدّق الجميع الرؤية

بانه هنا .. على هذه الأرض

هذي البلاد الضيّقة

الملأى بغرف المراثي و الندوب

ان يقرأ سورة لسواه

يُصمت بها "المُفلحون" و المُفاخرون..

و أن ينكّمشَ في زاوية منها

على خطٍّ واهنٍ من عُتمة الأمل

يُرتّقُ روابيه بالندم،

بسرّ قد لا يؤوب !

لكن "الوثبة" لا تسعها الأرض

لا القُبل في خواطر الفراشات

ولا الخوذ التي لوّنتها سواتر الهيام

لو حَملتْ أو دَارتْ أو زَيّنتْ وجه المصير

بتيجانٍ  و هياكل عظمية و رسوم

حُشرتْ برأسكَ السكران

على إنها كتاب من كهف عظيم !

1344 غويا

آه.. حين تودّع الفريسة آخر أحلامها

وهي تتمرّى شَجاعة نبلة ضاحكة

طعنتْ الترانيم بالأصيل

 ليُضيء غيابها 

كمائن اللوحة في تفاصيل الإسفلت

**

تاهتْ خطى الأرصفة كما خُطاك

منذ شتمتْ رئتاكَ عواصف الدخان

لحظة دُثّرتْ فرشاة الألوان النسغ،

لغة خالقها

لتُعلنَ قيامة، لا قاتل فيها ولا مقتول

سوى لوحة باهضة تجثو فيها ثورة

يقرأ منها الزائرون فواجعهم .

**

بعد غد سيعود 

يترك أصابعه المرتجفة تُكمِل رسم الوثبة

قبل جفاف اللوحة.

***

 الكاتب: زياد كامل السامرائي

.......................

* النص مستوحى من لوحة "الثالث من مايو 1808" للرسام الإسباني  الشهير فرانشيسكو دي غويا اثناء الاحتلال الفرنسي بقيادة نابليون لإسبانيا، وكيف جسّدتْ تلك اللوحة ببراعة وتراجيديا شجاعة المقاومة عند الأسبان. 

** الوثبة: ساحة وسط بغداد اشتعلتْ فيها الأحتجاجات ومظاهر الرفض للسلطة و الأحزاب المتسلطة التي جابهتها بالقتل والقمع والأختطاف والتخوين.

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم