صحيفة المثقف

قصيدة غنائية

عامر كامل السامرائيللشاعر المجري: أتيلا جوزيف

ترجمة: عامر كامل السامرائي

مهداة إلى الشاعر المتألق ناصر الثعالبي

الذي غادر بودابست حاملاً مجموعة الشاعر أتيلا جوزيف


جالسٌ هنا على شفى جُرفِ صَخرٍ نيِّرٍ.

نسماتُ صَيفٍ طريٍّ، تضوعتْ

مثلُ وجبة عشاء شهيِّة دافئة.

أُعوِّدُ فؤادي على الصمتِ.

ليس هذا بمُتَعَذّر -

يجيشُ بما مضى،

اليدين واهنة والرأس ينحني

 

أتطلع إلى أعراف الجبال -

تلألؤ جبينك

يومض كل ورقة

لا أحد على الطريق، لا أحد،

أرى، ثوبكِ تُرفرفُ الريح أطرافه.

وتحت الأعراش الغضة

أرى خصلات شعركِ تنضَّلت مهتزة

فأجفلتْ صدركِ الناعم،

- إذ فاض جدولُ "سينڤا*"-

ها أنا أراه مرة أخرى، يتدفق

على الحصى البيضاء المكورة،

كثغركِ الساحر المُتبسم.

***

 

.......................

* "سينڤا" جدول يجري في مدينة ميشكولتس التي تقع شمال المجر، طوله 30 كيلومتراً. (المترجم)

ولد الشاعر أتيلا جوزيف عام 1905 و منتحراً في عام 1936. يعتبر أحد أكثر الشخصيات البارزة في الشعر المجري المعاصر. عاش حياة قاسية جداً، بين الفقر المدقع، والتنازلات الكثيرة التي أدت به العزلة والشعور المستمر بالإحباط.

التحق بجامعة (سَكد)، ولكن تم طرده نتيجة لاحتجاجات اليمينية بسبب قصيدته اليسارية "بقلب نظيف". ثم التحق بالجامعات الغربية: أستمع إلى محاضرات في جامعة ڤينا، ثم درس في جامعة السوربون في باريس وحسن مهاراته اللغوية. في غضون ذلك، تعرف على الشعر الألماني والفرنسي المعاصر، والذي كان ل"فيلون" تأثيراً كبيراً على شعره.

حاز على جوائز عديدة، ولكن كلها كانت بعد وفاته.

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم