صحيفة المثقف

الـمِغـزلُ والـطَـيْـلَسـان

جمال مصطفى(حِـيـاكَـة تَـجْـريـديّـة)


أبـالِـسَـةُ الإيـقـاعِ

في خَـلْـوةِ الـنجْـوى

أبـاحـوا لـهُ الإسـراعَ

كي يَـبْـلـغَ الـشـأوا

 

ولا شَـأْوَ إلاّ الـبَـعْــدُ

والـبَـعْــدُ عـنـدَهُ

تَـجاوَزَ فـيـهِ الـقَـصْـدُ

لَهْـفـتَـهُ الـقُـصْـوى

 

كـمـا نافِـدُ الأنـفـاس

يَـعـيـا تَـأوّهـاً

فَـلا يُـكْـمِـلُ الأوّاهَ تَـخـذلُـهُ : أوّا

 

إذَنْ، كُـلّـمـا، حـتّى،

ولَـولا، وقَـلّـمـا

أعـانَ رؤاهُ الـنَحـوُ

مـا أضـيَـقَ الـنحْـوا

 

ومـا أبْـعَــدَنَّ الآنَ

بـستـانَـهُ الـذي

كَـكـانَ ويـا مـا كـانَ

في جـنَّـةِ الـمَـأوى

 

حـوى

وردةً (خـضـراءَ)

لَـيـستْ كَـوَرْدِهـمْ

يَـلـمُّ لـهـا الأنـداءَ

شـاعـرُهـا زَهْـوا

 

إذا الـعَــدَمُ الـقَـهّــارُ

مَـدَّ لِــســـانَـهُ

إلى حـفْـنـةِ الأحـلامِ

يَـحْـسَـبُـهـا حَـلْـوى

 

ولَـمْ يَـسـمَـعِ الـزلْـزالَ

فـرْطَ ذهـولِـهِ

سـمـيـعٌ كـأنَّ الهَـوْلَ

دَوّى ومـا دَوّى

 

كـأنَّ دَواهـي الـسـوقِ

رِبْـحُ ثـعــالِـبٍ

ولـكـنّ شَـرْطَ الـربْـح ِ

خـسْـرانُهـا الـفَـرْوا

 

وأنَّ مُـريـعــاً صـارَ

تـحْـمِـلُــهُ عـلى

قَـفـا الـروحِ

مِـن مـألـوفِ حامِـلَـةِ البَـلْـوى

 

كـزَفْـرَة ِ (ماذا بَـعـدُ؟)

لا شيءَ بَـعْــدَهـا

سِـوى أنهـا تَـمْـتَـدُّ

خـاويـةً أخـوى

 

حـرائِـقُ قـلْـبِ الـمـكـتـبـاتِ

قـصـيـدة ٌ

رفـوفـاً تُـنـيـرُ اللـيـلَ

نـيـرانُهـا الـشَـعْــوا

 

وقـد راحَ

وَرّاقـو ديـوانِ أمْـسِهـا

بِـبـئـرِ الـسُـدى يُـدْلـونَ

حِـبْـرَهُـمـو دَلْــوا

 

عُـراةً ســوى

أنَّ الـتـبـاسَ صَـنـيـعِـهِـمْ

كَـساتـرةِ الـعَــوْراتِ

حَـوْلَـهُـمـو يُـطْـوى

 

إذنْ،عـنْـدمـا، شـتّى،

كـثـيـرٌ وإنـمـا

غُــثــاءٌ

ومَـن سَــوّاهُ جـاعِـلُـهُ أحْـوى

 

تَـهَـلْهَـلَ حـتّى عـادَ ـ ـ هـل عـادَ ؟

عـادَ مَـن

تَـهَـلْهَـلَ : لا لا لا

ولا لا  ولا جَـدْوى

 

أَيـا طَـيْـلَـسانَ الـشـاهِ

بـيـنَ يَـدَيْ سُـدى

ومغـزلِـهـا الـعُـرْيـان ِ

حـتى مِـن الـتَـقْـوى

 

 

إلى عـصْـبـةِ الأشـبـاحِ

لَـو مـالَ رَحَّـبَـتْ

دفـوفٌ عـلى الإيـقـاع

تُـعْـلِـنُـهُ عُـضْـوا

 

تَـعَـرّى

فـمَـنْ يَـثْـنـيـهِ عـن قَـهْـقَـهـاتِـهِ

يَـقـولُ : أنـا الإغْــواءُ

كـيـفَ إذاً أُغْــوى ؟

 

وأجـتَـرِحُ اللاّشيءَ،

أكْـسـوهُ فـتْـنـة ً

وأطـلِـقُـهُ في الـتـيـهِ

يَـبحـثُ عـن فَـحْـوى

 

وجُـلُّ الـذي أطـلـقـتُ

مـا عـاد مُـطْـلَـقـاً

سـوى أنَّ مـا قـد عـادَ

يَـلـتـمـسُ الـمَـحْـوا

 

أأمحـوهُ كالـصفْـصـافِ،

يا مـا اسـتَـفَــزّنـي

وأصْـفَـحُ عـن شـكْـواهُ،

أجـعَــلُـه ُ سَـرْوا

 

تَـشَـيْـطـنْـتُ

جـوعـي مِـن لَـظـايَ ولـو خَـبـا

تَـرَوْحَـنْـتُ :

لا أحـتـاجُ حـيـنـاً ولا مَـثْـوى

 

ومَـن أنتِ حـتّى .. ، مَـن

مَـن أنتِ يا تُـرى ؟

أنـا يا صـديـقي الـمُـرّ،

سـنـبـلـةٌ نَـشْـوى

 

قُـبَـيْـلَ انـتـصـافِ الـصـيْـفِ

منـقـارُ طـائـرٍ

تَـخَـيَّــرَني (قـد خـابَ)

أوْ شَـدّني سَـهْـوا

 

ولـو أنـني صـفـراءُ،

هَـرَّبْـتُ حَـبّـةً

إذا نَـبَـتَـتْ في الـشـكّ

سَـنْـبَـلَـتْ الـعَــدْوى

 

غـيـومُ نبـيـذ ِ الـشِعـرِ،

بَـيْـتُ قَـصـيـدِهـا

نـدىً لا يَـصـدُّ الـشـمْـسَ،

بـلْ يُـسْـكِـرُ الـصَـحْـوا

 

سُـدى

باغِـتي قـلْـبي الـمُهـرِّجَ : سَـدّدي

عـلى الـمَـسْـرح الـمكـشـوفِ

خـنْـجـرَكِ الحُـلْـوا

 

رفـيـقُـكِ في الـتـمـثـيـلِ

آدمُ بـاردٌ

فـغـطّـيـهِ بالـتـفّــاحِ

غَـطّـيـهِ يا حَـوّا

***

جمال مصطـفى

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم